توقيت القاهرة المحلي 23:13:18 آخر تحديث
  مصر اليوم -

وصفة آبي أحمد لمواجهة السد

  مصر اليوم -

وصفة آبي أحمد لمواجهة السد

بقلم: أشرف البربرى

لماذا لا نفكر فى استخدام نفس وصفة رئيس وزراء إثيوبيا آبى أحمد التى نجحت فى مواصلة بناء سد النهضة، لكى نواجه بها نحن هذا السد وما يمثله من خطر على بقاء الشعب المصرى كله؟

فرئيس الوزراء الإثيوبى آبى أحمد الذى جاء إلى الحكم بعد موجة اضطرابات شعبية وعرقية واسعة أدت إلى مقتل المئات، ووضعت مستقبل إثيوبيا على المحك، اختار توحيد الشعب والمجتمع من خلال إطلاق الحريات والإفراج عن آلاف السجناء السياسيين والسماح لآلاف المعارضين الذين كانوا يعيشون فى المنافى بالعودة إلى البلاد.

وعندما تعرض لمحاولة اغتيال فاشلة، لم يتراجع الرجل عن خيار «وحدة الشعب الحر» صاحب الحق فى الاختلاف، ولم يرفع شعار «الاصطفاف الوطنى بسبب المرحلة الحرجة التى تمر بها البلاد» لكى يقضى على أى صوت معارض، بل واصل الرجل طريقه نحو تعميق المصالحة الشعبية والقبلية فى بلد ارتبط تاريخها الحديث والمعاصر بصراعات القبائل والعرقيات بما فى ذلك الصراعات العابرة للحدود.

وإذا كنا قد وصلنا إلى طريق مسدود فى المفاوضات مع إثيوبيا بشأن سد النهضة كما تؤكد بياناتنا الرسمية، فلماذا لا يفكر المسئولون، فى «وصفة آبى أحمد» بوضع استراتيجية جديدة توحد الشعب المصرى وراء قضية السد، من خلال إطلاق سراح آلاف الشباب والشيوخ المعارضين ممن لم يتورطوا فى أعمال عنف أو مخالفات حقيقية للقانون، والاعتراف بالحق فى المعارضة، بل والحق فى السعى السلمى للوصول إلى الحكم بالطرق السلمية؟

وإذا كان آبى أحمد يراهن على «وحدة الشعب الإثيوبى» لمواصلة بناء السد وتجاهل حقوقنا ومصالحنا، فلماذا لا نراهن نحن على «وحدة الشعب المصرى» لإجباره على احترام حقوقنا ومصالحنا؟

لكن لكى نكسب مثل هذا الرهان يجب أن تكون وحدة الشعب وراء القضية، وحدة حقيقية نابعة من شعور الجميع موالين ومعارضين بأن حقوقهم فى بلادهم مصونة، آراءهم محترمة، دون خوف من ملاحقة أو تشويه، وليست شعارات ترددها «شلة المنتفعين» من الأوضاع الراهنة.

وإذا كنا قد حزمنا أمرنا وقررنا التوجه إلى المجتمع الدولى لحل أزمة سد النهضة، فعلينا أن نعرف أن العالم قد لا يتعاطف كثيرا مع دولة تحتل المركز 163 من بين 180 على مؤشر حرية الصحافة فى العالم، وتفتقد إلى نظام حكم رشيد وفقا للمعايير الدولية.

صورة مصر الحالية أمام المجتمع الدولى، خاصة فيما يتعلق بملف الحريات والديمقراطية لا يمكن أن تساعد فى إقناعه بسلامة موقفنا رغم سلامته بالفعل فى مواجهة إثيوبيا التى ينظر إليها العالم الآن باعتبارها تجربة إصلاح وتنمية تستحق المساندة، رغم أنها بمواصلة بناء السد، تنتهك القانون الدولى، وتعرض حياة 100 مليون إنسان فى مصر لخطر الجفاف والمجاعة، وترفض التجاوب مع كل مبادرات بناء الثقة التى قدمتها مصر طوال السنوات الخمس الماضية، من «وثيقة المبادئ» إلى خطاب الرئيس فى البرلمان الإثيوبى.

أخيرا قضية مياه النيل بالنسبة لمصر هى قضية حياة أو موت، وبالتالى لا يجب أن تخوضها مصر وقطاع مهم من شعبها إما مهمش أو محبوس لأن الحكومة لا تعترف بالحق فى المعارضة الجادة، ولا ترى أن المعارض الحقيقى الساعى إلى الوصول للحكم أو تغيير الأوضاع التى يراها سيئة يمكن أن يكون وطنيا مخلصا، ويمكن أن يكون صاحب رأى صائب أو حتى مفيدا.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

وصفة آبي أحمد لمواجهة السد وصفة آبي أحمد لمواجهة السد



GMT 23:29 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحو قانون متوازن للأسرة.. بيت الطاعة

GMT 23:27 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحن عشاق «الكراكيب»

GMT 23:25 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

التوت و«البنكنوت»

GMT 20:38 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

الصفقة مع ايران تأجلت... أو صارت مستحيلة

GMT 07:51 2021 السبت ,11 أيلول / سبتمبر

الملالي في أفغانستان: المخاطر والتحديات

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 23:13 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

بايدن يعلن التوصل إلى إتفاق وقف النار بين لبنان وإسرائيل
  مصر اليوم - بايدن يعلن التوصل إلى إتفاق وقف النار بين لبنان وإسرائيل

GMT 17:49 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

مفاوضات غامضة بين محمد صلاح وليفربول وسط تصريحات مثيرة للجدل
  مصر اليوم - مفاوضات غامضة بين محمد صلاح وليفربول وسط تصريحات مثيرة للجدل

GMT 10:36 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

أطعمة ومشروبات تساعد في علاج الكبد الدهني وتعزّز صحته
  مصر اليوم - أطعمة ومشروبات تساعد في علاج الكبد الدهني وتعزّز صحته

GMT 09:58 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

اندلاع حريق ضخم في موقع لتجارب إطلاق صواريخ فضائية في اليابان
  مصر اليوم - اندلاع حريق ضخم في موقع لتجارب إطلاق صواريخ فضائية في اليابان

GMT 21:27 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

كريستيانو رونالدو يدرس تأجيل اعتزاله للعب مع نجله

GMT 10:54 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 10:57 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

بايدن يصبح أول رئيس أميركي يبلغ 82 عاماً وهو في السلطة

GMT 02:39 2019 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

رانيا محمود ياسين توضح قطع علاقتها بالبرامج التليفزيونية

GMT 09:28 2021 الأربعاء ,11 آب / أغسطس

المصري يعلن انتقال أحمد جمعة إلى إنبي

GMT 02:20 2019 الأربعاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

إيمي سمير غانم تكشف عن خلاف حاد مع زوجها تحول إلى نوبة ضحك

GMT 12:25 2021 الإثنين ,08 شباط / فبراير

طريقة عمل أصابع الجبنة بالثوم

GMT 11:17 2020 الجمعة ,25 كانون الأول / ديسمبر

محمد صلاح يتخذ أولى خطوات الرحيل عن ليفربول
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon