بقلم: محمد بركات
في حوار مثمر وغني بالمعلومات الثرية، عن »الاتحاد الإفريقي» والجهود المبذولة للنهوض بالمجتمعات والشعوب والدول الأفريقية، والانطلاق بها علي طريق الحداثة والتنمية الشاملة، قضيت عدة ساعات في رحاب »مكتبة مصر العامة بالجيزة»، بدعوة كريمة من السفير عبدالرؤوف الريدي، صاحب الحضور الثقافي الواعي والمتوهج دائما.
كان الحوار يدور بين مجموعة رائعة من الخبراء والمثقفين والدبلوماسيين والمتخصصين المهتمين بالشأن الأفريقي العام، في ثنايا المحاضرة أو الإطلالة الشاملة، التي قام بها السفير »أشرف راشد» مساعد وزير الخارجية السابق، ورئيس اللجنة الوطنية المصرية في الآلية الأفريقية لمراجعة النظراء، التي تشرف علي إعداد التقرير المصري للتقييم الذاتي.
وخلال الحوار قدم السفير راشد، إطلالة شاملة وواسعة علي مجمل الأوضاع بالقارة السمراء، استعرض فيها المسيرة الناجحة لإنشاء منظمة الوحدة الأفريقية، وصولا إلي قيام الاتحاد الأفريقي، والآليات التي انشئت لتعظيم التعاون المشترك، والنهوض بالدول والشعوب في كافة المجالات الاجتماعية والاقتصادية والسياسية.
واستعرض في إطلالته ما تم انجازه من آليات وكيانات، تعمل علي تسوية النزاعات وتحقيق السلم والأمن بالقارة، ومكافحة الفساد، ودعم وتأهيل الشباب، وضمان حقوق المرأة الافريقية،..، وصولا إلي لجنة كبار الحكماء، والآلية الأفريقية للمراجعة والتقييم الذاتي.
وفي ظل هذه الإطلالة الشاملة ظهر واضحا التوجه الأفريقي العام، للأخذ »بالحوكمة» في كافة المجالات، وصولا إلي الحكم الرشيد الذي يعني الإصلاح الواعي والمنضبط لكافة نواحي النشاط الإنساني في الدول الأفريقية علي كل مستوياته الاقتصادية والاجتماعية والسياسية.
وفي هذا الإطار، يجب ان نلتفت باهتمام إلي الدور التنويري والثقافي الرائع الذي تقوم به المكتبة، وهو ما يدعو إلي السعي بجدية لانتشارها في كل المحافظات والمدن المصرية،..، فهل يتحقق ذلك