بقلم: حسن المستكاوي
** مع الزميل العزيز كريم خطاب فى برنامجه «فى الاستوديو» بنجوم إف. إم تحدثت عن توثيق التاريخ، وكيف أن مصادرنا قديما كانت مجرد صحف ومجلات ومقالات نقاد كبار وشهود عصر.. وتطورت الوثائق بالبحث، وتطور التوثيق، فمن يتصدى لكتابة تاريخ ناد أو بطولة عليه أن يصحح ما يرد من أخطاء ومن يصحح ليس بمغرض ولا بمزور قطعا..!
** بمرور الزمن قمت بتصحيح الكثير من الحقائق والمعلومات. ومنها إسم النادى الأهلى الأول، وهو لم يكن أبدا نادى طلبة المدراس العليا كما جاء فى بعض المراجع القديمة. وصححت علاقة الأهلى بسعد زغلول وكيف أن هناك أكثر من 18 ناظرا للمعارف تولوا نفس منصب سعد زغلول الذى كان شرفيا بصفته وآخرهم بهى الدين بركات ولم يكن سعد زغلول أيام توليه رئاسة الجمعية العمومية زعيما للأمة كما كان بثورة 1919..
** ربما علم كثير من أنصار الأهلى أن عمر لطفى هو صاحب فكرة تأسيس النادى من كتابى عن النادى الذى استندت فيه على محاضر مجلس الإدارة منذ عام 1907. ووقعت أخطاء فى تواريخ أو أسماء شخصيات أو بعض المناصب، وصححت ذلك أيضا ونستعد لطبعة ثالثة أكثر دقة. فمن يتصدى لكتابة تاريخ عليه أن يلتزم بالحياد والموضوعية والأمانة، وخطأ كبير حين يتصدى للتاريخ شخص بصفته كمشجع لناد أو متحيزا لزمن أو لفترة.
** من ضمن الوقائع التى حرصت على تصحيحها قولا ونصا هذا الالتباس فى تاريخ لقاء الأهلى والزمالك الأول وكنت أسندت المعلومة إلى إبراهيم علام أحد طرفى هذا اللقاء وبناء على نصوص فى كتابه الصادر عام 1964 بعنوان «تاريخ الألعاب الرياضية فى جمهورية مصر العربية المتحدة».. حيث قال نصا: اتفقنا على إقامة مباراتين بين الأهلى والمختلط وكان هذا الاتفاق بتاريخ 12 يناير 1917. وأقيمت المباراتان فعلا والأولى كانت على أرض المختلط يوم 9 فبراير 1917 وفاز فيها الأهلى 1/ صفر. والثانية يوم 2 مارس 1917.على أرض الأهلى وفاز فيها المختلط 1/صفر. وكانت نتيجة هذا أن توطدت العلاقة بين الناديين وسببا فى عودة الأهلى لمسابقة الكأس السلطانية بعد ذلك».
** هو نص واضح. لكنه فيه بعض اللبس، إذ يبدو أن المباراتين كانتا بين المختلط وفرقة حسين حجازى وليس الأهلى وذلك بناء على مراجعة أسماء فريق النادى الأهلى، وعنوان الاتفاقية الموقعة بين الناديين وهى بعنوان: اتفاقية بين النادى المختلط وفرقة حسين حجازى بك»..
** أحيانا تقع أخطاء استنادا على مراجع غير دقيقة لكنها كانت الوحيدة المتاحة. وأحيانا تقع أخطاء وتسقط كلمة فى الصياغة فتفقد النص دقته. كما حدث فى كتابى عن الأهلى والزمالك الصادر سنة 1998 بشأن نزول مندوب الملك وليس الملك لأرض الملعب.. علما بأن قصة لقاءات الأهلى والزمالك فى مائة عام كنت دققتها فى حلقات تليفزيونية بمناسبة مرور 100 سنة على لقاء الفريقين فى عام 1917 الذى يحتاج إلى تدقيق ومراجعة وهو ما لفت نظرى إليه الزميل محمد مصطفى وهو من أبرز مشجعى الأهلى لكنه يملك روح المؤرخ الأمين الباحث عن الحقيقة.
** إن كتابة التاريخ لمصلحة ناد ليس تاريخا. وكتابة التاريخ لمصلحة شخصية ليس تاريخا. وكتابة التاريخ لمصلحة التجارة وإغراء أنصار ناد ليس تاريخا. وأسوأ من يكتب التاريخ من يتصدى له بروح المشجع وليس بعقل المؤرخ. وأسوأ من هذا الأسوأ من يتصدى لكتابة التاريخ كى يبيع نصوصه بالهوى وبصياغات رقمية مجردة كأن كاتبها مجرد «روبوت»..!