بقلم: حسن المستكاوي
** توج الأهلى رسميا كبطل للدورى قبل نهايته عدة مرات، ومنها فى موسم 1978 / 1979 حين أصبح بطلا بعد فوزه على فريق دمنهور 3/2، فى مباراة قيل عنها: الخطيب يهزم دمنهور.. حيث سجل هدفين فى الشوط الثانى وصنع الهدف الثالث لجمال عبدالحميد، لينتهى اللقاء بالفوز، بعد أن كان فريق دمنهور متقدما بهدف للاشىء فى الشوط الأول. وفى هذا الموسم انتهى الدورى بتتويج الأهلى فى شهر مارس.. فهل يتكرر الحسم مبكرا هذا الموسم أو فى الدورى العائد أو الدورى الماضى؟
** يبدو الأهلى قريبا جدا للقب على الرغم من كل التصريحات الصادرة عن مسئوليه بأن البطولة ما زالت فى الملعب. وهو التصريح المكرر المعاد، الذى يعد تواضعا مصطنعا، مثل
«خرزة زرقاء» تصد العين السوداء. وهى تختلف عن العين السوداء للأراجوز المصرى الشهير، أصل الاسم فرعونى وهو «إرجوس»، وهى تعنى حرفيا «يصنع كلاما معينا»، ومنها اشتقت كلمة «أراجوز»، وهو اسم يعود إلى العصر العثمانى، حيث كان يسمى وقتها «قراقوز» أو «الأرا أوز»، وتعنى «العين السوداء»، وسمى بهذا الاسم ليعكس فكرة النظر إلى الحياة بمنظار أسود.. وقد أصبح هو نفس المنظار الذى نراه به تنظيم كرتنا للأسف!
** والواقع أنى أتلقى أسئلة، وأدخل فى مناقشات مع شباب منفتح ومتصل بالعالم، ويعلم كيف تدار صناعة كرة القدم فى الدول الأخرى أو فى العالم الآخر، كما أسميه، منذ عشرين عاما، باعتبار أنه العالم الغامض بالنسبة للجبلاية مع أنه واضح جدا ومقروء ومشهود ومعروف. لكن كرة القدم فى بلدنا شديدة التعقيد، كل شىء صعب، وكل شىء يعانى من مشكلة. وكل مباراة عبارة عن عنق زجاجة. وكل منافسة ندخلها هى فى مجموعة موت. حتى لو كانت فى بطولة بينج بونج.. وهؤلاء الذين يبيعون لنا تلك الصعوبة لا يدركون أن هناك ملايين الشباب، وربما 60% من سكان مصر يحلمون بخطاب جديد، لا يعرف تلك الصعوبات فى أتفه الأشياء..
** فى الكرة المصرية عرفنا تأجيل المؤجلات. وأن قرار اختيار ملعب مباراة يحتاج موافقة الأمن، وهو كذلك منذ السبعينيات فى القرن الماضى. وفى الكرة المصرية نظام انتخابات لمجلس إدارة الاتحاد لا يفرز أفضل العناصر لأن الاختيار فى الجمعية العمومية يقوم على الزيارة، وأداء الواجب، كأنها زيارة فرح، أو واجب عزاء. بينما يفترض أن يكون الاختيار على أساس القدرة على تطوير اللعبة أو الصناعة. إلا أن ذلك يبدو مستحيلا لأن الاتحادات القديمة، والاتحادات السابقة، والاتحادات الحالية، وربما الاتحادات القادمة ما زالت جميعها لا تعرف ما هو تعريف الكرة المصرية؟!
** إننا أصبحنا مثل عازفى الربابة فى الأحياء الشعبية المصرية القديمة نردد نفس الشكاوى، ونفس الهموم، ونفس الآلام، ونفس الأحزان، ونفس الأسئلة، بمداد الأقلام، وأصوات الميكرفونات، وعدسات الكاميرات، مع فارق بسيط أنها بدون ألحان الربابة الحزينة الباكية!
** نصيحة أكررها للمرة الألف لمن يدخل اتحاد الكرة القادم: إذا كنت تريد بدء التغيير الحقيقى فى الصناعة عليك أن تشهر رابطة أندية محترفة ومنتخبة تدير الدورى وتبيع الحقوق، وتحدد الملاعب، والجداول وتتعامل مع الأندية كلها بالعدل والمساوة وبالقانون.. وإذا كان الأمر صعبا الآن، أجب لماذا هو صعب؟ ثم أعلن عن برنامج واضح يبدأ مستقبلا ولو بعد خمس سنوات، حتى لا نكرر نفس اللحن الحزين دون أن نسمع منك كلمة طرب أو ألم أو استهجان..!
** لكن للحزن أسباب أخرى قطعا!