بقلم: جلال دويدار
سعيا وتعظيما لمتطلبات التوعية بما يقضي به مضمون الاسلام الصحيح يأتي دائما ما يصدر عن الإمام الأكبر شيخ الأزهر الشريف فضيلة الدكتور أحمد الطيب. ليس من هدف له من وراء ذلك سوي تصحيح تلك المفاهيم الخاطئة التي أدت الي الانحراف وتشويه صورة الدين العظيم.
بداية فإن أحاديثه وتصريحاته عكست مشاركة الأزهر - الصرح الإسلامي التاريخي العتيد - في التصدي لظاهرة الإرهاب. قال إن الجماعة التي تقف وراءه تتخذ من الإسلام غطاء لجرائمها. انها تُركز وفقا لما ذكره علي تحريف تعاليم ومبادئ الاسلام. اتهم القائمين بالعمليات الارهابية بارتكاب جرائم ترفضها وتدينها تعاليم ومبادئ الدين. حرص أن يعلن انهم يتساوون في جرمهم مع تنظيم داعش الارهابي وما سببه من أضرار للاسلام.
هذا التوجه البناء المشكور من الأزهر الشريف لم يقتصر علي المشاركة في مواجهة الارهاب. إنه وفي إطار دوره ومسئولياته نحو معالجة قضايا إسلامية. بادر بالتصدي لسلوكيات اجتماعية خاطئة فيما يتعلق بممارسة مسموحات الطلاق وتعدد الزوجات وفقا لأحكام الاسلام.
فيما يتعلق بإباحة تعدد الزوجات أعلن وأوضح الأسباب والمبررات للاقدام علي ذلك. أطلق التفسير الصحيح الذي تقضي به الأحكام الشرعية لما تتضمنه التعاليم والمبادئ الصحيحة. قال انها تؤكد علي عدم إلحاق أي ظلم بالمرأة الزوجة. وضرورة توافر الأسباب والمبررات والقدرة علي إقرار العدل في حالة التعدد. قال ان استباحة تعدد الزوجات لابد أن يقوم علي الفهم الصحيح للنصوص الشرعية وإلا فإن الأمر يتحول الي فوضي ينهي عنها الاسلام.
أما الطلاق فإن فضيلته قال »إن الفقه الحنفي» تضمن أن الافتراق يتم عند تباين الأخلاق وهو ما يعني توضيحا عدم توافر الاحترام وحُسن المعاشرة بين الزوجين. ويشمل هذا أيضا عدم التمتع بالاخلاق الفاضلة. أضاف انه في حالة غياب هذه المتطلبات فقط فان الدين يبيح الطلاق.
علي هذا الأساس فإن الطلاق ليس مسموحا به إلا في حالات الضرورة القصوي وبدون ذلك يصبح كفران نعمة وسوء أدب. في كل الحالات يطالب الدين الزوجين باللجوء الي الصبر في التعامل مع ما يواجههما من مشاكل.
كل التقدير والتحية لمبادرات الأزهر الشريف تعظيما للتعاليم الاسلامية المستنيرة في مواجهة ما يستهدف أمن الوطن واستقراره وصلاح المجتمع الاسلامي. انه يتحتم علي أجهزة الدولة المعنية ان تستند الي ما يصدر عنه. لابد ان تكون كل هذه الفتاوي الدينية الأزهرية ضمن خطط التحرك للتوعية في مواجهة هذه الظواهر السلبية التي نعاني منها
نقلا عن الاخبار القاهرية
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع