بقلم: جلال دويدار
ماجاء في تقرير صحيفة الواشنطن بوست الأمريكية متعلقا بأن صفقة القرن التي تحدث عنها ترامب لحل مشكلة السلام بين الفلسطينيين والاسرائيليين لن تتضمن اقامة دولة فلسطين وفقا لمشروع الرئيس الأسبق »بوش الابن».
إن ترامب وعلي اساس صحة هذه المعلومات عليه أن يدرك أن هذا التحرك سيلقي الرفض العربي والاسلامي. إنه بذلك يكون قد ارتكب جريمة جديدة في حق العرب والمسلمين. ان سجل هذه الجرائم سبق وشمل علي مدي السنتين اللتين مضتا من رئاسته.. الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل بالاضافة الي اعطاء الجولان السورية لاسرائيل.
ان هذا الرئيس بقراراته وتصريحاته سواء المتعلقة بالعرب أو بالمسلمين أو بمعظم قضايا العالم تجعل منه جديرا بلقب الرئيس الأهوج. إنه بهذه القرارات والسلوكيات يعمل علي هدم النظام العالمي الذي يضمن تحقيق السلم والاستقرار في العالم. إنها جميعا تتعارض وتتناقض مع كل القيم والمواثيق ومبادئ القانون الدولي وقرارات الشرعية الدولية.
علي هذا الأساس فإن مشروع صفقة القرن وفقا لمعلومات الواشنطن بوست سيتحول الي دعوة لهز أمن واستقرار منطقة الشرق الأوسط. ان ذلك سوف يحدث باعتبار ان مشكلة فلسطين وحقوق شعبها تعد وعلي مدي سبعة عقود محورا أساسيا لكل مشاكل الشرق الأوسط وأنظمة حكم دوله.
ليس خافيا علي احد الحالة الجنونية التي يعيشها هذا الترامب. انه وفي اطار تطلعه وأمله في فترة رئاسية ثانية يصر علي ممارسة هذه الجرائم المناهضة للانسانية والاخلاقية والحقوق السياسية للشعوب. انه يستهدف من وراء هذه القرارات.. النفاق والتزلف للحصول علي أصوات الجالية اليهودية في الانتخابات الرئاسية.
إنه يعتمد علي صديقه البلطجي نتنياهو في القيام بمهمة تسويقه بين افراد هذه الجالية ضاربا عرض الحائط بالمصالح الأمريكية ومبادرات السلام العربية. انه يجد في تطرف نتنياهو وعدائه للسلام وللحقوق المشروعة مثله الأعلي. اتصالا بهذه الأحداث جاء الاعلان بأن صفقة القرن المشبوهة لا تتضمن وبناء علي موقف مصر أن لا تنازل عن حبة رمل من أرض سيناء.
من المؤكد ان ترامب يعتمد في اتخاذ هذه القرارات الاجرامية العدائية علي الوضع المزري الحالي للعرب والمسلمين.. إن ما يجب ان يعلمه ويدركه علي ضوء تجارب التاريخ أن هذه الأوضاع لا يمكن ان تستمر وأنه سيأتي اليوم الذي يهب فيه العرب دفاعا عن حقوقهم