توقيت القاهرة المحلي 03:28:15 آخر تحديث
  مصر اليوم -

السعودية... مركز الوساطة والقرار

  مصر اليوم -

السعودية مركز الوساطة والقرار

بقلم - سلمان الدوسري

في بدايات الأزمة الروسية - الأوكرانية كتبت مقالة بعنوان «أزمة أوكرانيا: المكارثية الجديدة في إرهاب الخصوم»، تحدثت فيها عن تلاعب الغرب فيما تسميه الحقوق وشعاراتها، وكيف تختلف طريقتها في التعامل معها عندما تتقاطع مع مصالحها، وتحديداً عندما حاولت شيطنة أصحاب الرأي المخالف لوجهة النظر الغربية من الأزمة.
مبكراً، قررت الرياض عدم الانحياز لأي الأطراف في الأزمة، رغم محاولات الغرب سياسياً وإعلامياً التأثير على موقفها، كما قادت السعودية دول مجلس التعاون لاتخاذ موقف محايد، حيث أكدت الدول الأعضاء في مجلس التعاون لدول الخليج العربية، ضرورة العودة إلى الدبلوماسية والاحتكام إلى الحوار والمفاوضات السلمية بين أطراف الأزمة الروسية - الأوكرانية، وضرورة الالتزام بما نصت عليه المادة الثانية من ميثاق الأمم المتحدة بعدم استخدام القوة أو التهديد باستخدامها في العلاقات الدولية.
ما كان غير واضح لكثيرين، واتضح أكثر في هذه الأزمة وملفات أخرى في الفترة الأخيرة، هو أن المملكة قررت أن تضع مصالحها في أعلى ترتيب الأولويات، وتتخذ مواقفها بناءً على ما تتطلبه هذه المصالح، بعيداً عن الاعتبارات الأخرى.
ورغم أن كل ما قيل عن الموقف الخليجي، والسعودي على وجه التحديد، كان بعيداً عن سياسة الرياض العقلانية والمتوازنة، استطاعت أن تكون الوسيط في الأزمة، في وقت فشلت فيه الكثير من البلدان، الغربية خصوصاً، في أن تلعب أي دور للتهدئة.
تخبطت كثير من الدول الغربية في التعامل مع الأزمة، خاصة بعدما واجهت العديد من الأزمات الاقتصادية (الطاقة تحديداً)، بينما ظهر الموقف السعودي المتزن أساساً لربط الحوار بين الأطراف، وعملت المملكة بذكاء في إيجاد منطقة تفاهم وحل.
قاد الأمير محمد بن سلمان، بدبلوماسيته الواقعية وحضوره الدولي المؤثر، الوساطة بين الدولتين لتحرير 10 أسرى. وكانت وزارة الخارجية السعودية قد أعلنت أن جهود الأمير محمد بن سلمان، ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء، في تبني المبادرات الإنسانية تجاه الأزمة الروسية - الأوكرانية، أسفرت عن إطلاق أسرى لخمس دول، في إطار عملية تبادل محتجزين بين روسيا وأوكرانيا. وتكللت مساعي ولي العهد، بإطلاق 10 أسرى من مواطني المغرب والولايات المتحدة والمملكة المتحدة والسويد وكرواتيا.
البيت الأبيض شكر ولي العهد على وساطته في تبادل الأسرى بين روسيا وأوكرانيا، وأعربت رئيسة الوزراء البريطانية ليز تراس عن شكرها للمملكة العربية السعودية ودورها في عملية التبادل، على جهودها لتأمين الإفراج عن المعتقلين. كما شكرت الدول الأخرى في بيانات وتغريدات الموقف السعودي، والجهود الكبيرة للأمير محمد بن سلمان لدوره المحوري في الوساطة.
يقود الأمير السعودي ملف التأثير في العالم، بعدما أعاد للسعودية ودول المنطقة مكانتها في العالم، وصار الرأي في الرياض مؤثراً في عواصم اتخاذ القرار العالمية.
في أغلب الملفات، كالحروب وغيرها، لا تظهر الحقائق مباشرة، وإنما تحتاج إلى الوقت حتى تتشكل الصورة تماماً. القليل من يستطيع اتخاذ المواقف المتزنة بناءً على المعلومات المحدودة، ويراهن على موقف مغاير للتجييش العالمي... السعودية نجحت في إثبات دقة مواقفها من الأزمة، بل وتجاوزت الأمر لإيجاد حلول لها. السعودية تفوز دائماً.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

السعودية مركز الوساطة والقرار السعودية مركز الوساطة والقرار



GMT 14:59 2024 الثلاثاء ,03 أيلول / سبتمبر

مشاهد مُستَفِزَّة.. “راكبينكم راكبينكم..”!

GMT 06:36 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

… لأي قائمة يسارية ديمقراطية نصوت ؟!

GMT 06:23 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

ماذا قال يمامة؟

GMT 06:16 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

مشكلة إصلاح التعليم

GMT 07:57 2024 الأحد ,21 تموز / يوليو

رصاصة النجاة

تارا عماد بإطلالات عصرية تلهم طويلات القامة العاشقات للموضة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 22:43 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

عمر خيرت يكشف عن لحظة فارقة في حياته
  مصر اليوم - عمر خيرت يكشف عن لحظة فارقة في حياته

GMT 15:30 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

ميتا تعتزم إضافة الإعلانات إلى ثردز في 2025
  مصر اليوم - ميتا تعتزم إضافة الإعلانات إلى ثردز في 2025

GMT 09:44 2024 الأحد ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

جورج وأمل كلوني يحتفلان بذكرى زواجهما في أجواء رومانسية

GMT 12:02 2024 السبت ,07 أيلول / سبتمبر

نصائح وأفكار لإطلالات أنيقة ومتناسقة

GMT 20:58 2016 الجمعة ,28 تشرين الأول / أكتوبر

لجان البرلمان المصري تستعد لمناقشة أزمة سورية

GMT 23:21 2018 الأربعاء ,21 آذار/ مارس

تعرفي على خطوات للحفاظ على "لون الصبغة"

GMT 23:40 2018 الأحد ,04 آذار/ مارس

تعرف على سعر ومواصفات سكودا كودياك 2018

GMT 19:31 2018 الثلاثاء ,20 شباط / فبراير

الشرطة تكشف تفاصيل تجريد أستاذ جامعي من ملابسه

GMT 18:47 2018 الثلاثاء ,30 كانون الثاني / يناير

شركة فيات كرايسلر تكشف عن تراجع ديونها بمقدار النصف

GMT 04:47 2018 السبت ,06 كانون الثاني / يناير

تعرف على أسعار السمك في الأسواق المصرية السبت

GMT 14:38 2016 الثلاثاء ,27 كانون الأول / ديسمبر

جاكيتات "جلد النمر" الرائعة موضة العام المقبل

GMT 10:24 2015 الإثنين ,16 آذار/ مارس

"كلام من القلب" يقدم طرق علاج كسور الفخذ

GMT 04:18 2017 السبت ,14 تشرين الأول / أكتوبر

منال جعفر بإطلالة "رجالي" في آخر ظهور لها
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon