توقيت القاهرة المحلي 20:01:33 آخر تحديث
  مصر اليوم -

كرة القدم ومدحت شلبى.. والسياسة

  مصر اليوم -

كرة القدم ومدحت شلبى والسياسة

بقلم : عماد الدين حسين

 هل هناك علاقة بين الرياضة والسياسة؟! نعم العلاقة كبيرة جدا ولم يعد أحد فى إمكانه الفصل بين الاثنين، وتقريبا، لا يوجد نشاط على وجه الأرض يمكن فصله عن السياسة عموما.

سؤال آخر: وهل هناك علاقة بين مباراة كرة القدم الودية التى أقيمت ليل الجمعة الماضية بين مصر والبرتغال فى زيورخ السويسرية، وبين السياسة وأحوال المجتمع فى مصر؟!.

الإجابة هى: نعم. والذى جعلنى أسأل السؤال الأخير هو نقاط كثيرة أثارها المعلق التليفزيونى على اللقاء الكابتن مدحت شلبى.

الكلمات التالية، ليست خاصة بالنقد الرياضى، فهذا المجال له خبراؤه وأساطينه، خصوصا الصديق حسن المستكاوى، لكن هى ذات صلة بطريقة التفكير الشائعة إلى حد ما فى المجتمع المصرى.

المعلق كان موضوعيا إلى حد كبير، فى بداية المباراة وهو يخبر المشاهدين بالفرق الكبير فى المستوى بين فريق البرتغال أحد أبطال أوروبا وفريقنا القومى، ثم فعل الأمر نفسه حينما قارن مازحا بين أحمد فتحى وكريستيانو رونالدو وان ما يجمعهما هو ارتداء القميص رقم 7!.

عندما أحرز الموهوب محمد صلاح هدف التقدم لمصر نسى مدحت شلبى كل الموضوعية، وبدأ يتحدث عن منتخبنا الكروى باعتباره الأفضل عالميا، وكأنه يتحدث عن فرق إسبانيا أو ألمانيا أو البرازيل، وبدأ يحقر من شأن منتخب البرتغال وكأنه متذيل الترتيب العالمى. وتطور الامر إلى السخرية من رونالدو، بأنه «غلاوى» لمجرد أنه يجرى وراء كل كرة، ويحاول إحراز الأهداف لنفسه ولبلده؟!.. وإذا كان هذا «غلا» فما هو تعريف الجدية والإخلاص والدأب والمثابرة؟!. بهذا التعريف نتمنى أن يكون كل لاعبينا «غلاويين» لكى يحرزوا هدفين فى الوقت الضائع ويقلبوا الهزيمة نصرا!!!.

عندما كنا فائزين كان الفوز شىء مهم جدا وليس فى مباراة ودية، وبعد الهزيمة خلال ثلاث دقائق، قيل لنا إنها مجرد مباراة ودية لا قيمة لها.

أجد فى أحيان كثيرة طريقة مدحت شلبى مثيرة وجيدة، لكن لا أحبذ مبالغاته، خصوصا الموجهة للشباب صغير السن. هناك فارق دقيق جدا بين تحميس لاعبينا وجمهورنا، وبين تخدير الناس وخلط الأمور.

نحن واجهنا البرتغال سعيا وراء الاحتكاك بفريق قوى، وحتى إذا انتهت المباراة بفوزنا، فلم يكن يعنى ذلك، أننا أفضل منها. هى لها تاريخ تراكمى كبير فى كرة القدم. هناك حقائق فى عالم كرة القدم مثلما هناك حقائق فى عالم الاقتصاد والسياسة.

ذات يوم فازت الكاميرون على إيطاليا، لكن ذلك لم يغير خريطة القوى فى عالم كرة القدم. والأمر نفسه فعلته نيجيريا ضد منتخبات عالمية كثيرة.

لا يصح أن نحقر من البرتغال ورونالدو، لمجرد أننا تقدمنا عليهم بهدف. لأن حالنا طوال معظم فترات المباراة كان دفاعيا وأقرب إلى «حالة الخضة»، وتحسن هذا الأمر بنسبة كبيرة بعد هدف صلاح، ثم حدث الانهيار، فى الدقائق الأخيرة والسبب مرض مصرى نشترك فيه جميعا فى السياسة والاقتصاد وسائر المجالات اسمه غياب التركيز فى اللحظات الأخيرة!.

الأفضل أن نقول للناس الحقيقة، حتى لا يتم بناء آراء وتصورات على أسس غير صحيحة. كنت كمصرى أتمنى الفوز لفريق بلدى، وكادت يداى تلمسان السقف عندما أحرز صلاح الهدف، لكن بمنطق التعليق الذى سمعناه فإن ذلك كان سيعنى أن البعض سيتعامل مع الموضوع باعتبارنا أفضل من البرتغال.

هناك فارق كبير بين التحميس والتشجيع ورفع الروح المعنوية، وإشاعة الأفكار والمعلومات والآراء غير الواقعية، لأنها تتسبب فى كوارث لا حصر لها، وشىء من هذا القبيل كان السبب الأساسى وراء هزيمة 5 يونيو 1967.

لعبنا مباراة جيدة أمام البرتغال فى حدود إمكانياتنا، والحقائق هى التى تكلمت فى النهاية، فرونالدو الذى كان محاصرا طوال تسعين دقيقة أنجز المهمة فى دقيقتين فقط، لأنه أحد أفضل لاعبى العالم مع ليونيل ميسى.

لدينا لاعب عالمى كبير اسمه صلاح، ولديهم أكثر من صلاح، لديهم ترتيب عالمى وبطولات دولية كبرى، ونحن أصحاب بطولات قارية. علينا ألا نشجع منطق المبالغة والتباهى حرصا على المنطق والموضوعية وعلاج الأخطاء.

نقلاً عن الشروق القاهرية
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

كرة القدم ومدحت شلبى والسياسة كرة القدم ومدحت شلبى والسياسة



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

بيلا حديد في إطلالات عصرية وجذّابة بالدينم

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 10:38 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

إطلالات أنيقة وراقية لكيت ميدلتون باللون الأحمر
  مصر اليوم - إطلالات أنيقة وراقية لكيت ميدلتون باللون الأحمر

GMT 10:34 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

الوجهات السياحية الأكثر زيارة خلال عام 2024
  مصر اليوم - الوجهات السياحية الأكثر زيارة خلال عام 2024

GMT 10:56 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

نصائح للعناية بالأرضيات الباركيه وتلميعها
  مصر اليوم - نصائح للعناية بالأرضيات الباركيه وتلميعها

GMT 09:38 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

نصائح سهلة للتخلص من الدهون خلال فصل الشتاء
  مصر اليوم - نصائح سهلة للتخلص من الدهون خلال فصل الشتاء

GMT 23:18 2024 الإثنين ,09 كانون الأول / ديسمبر

علاج جيني جديد لفشل القلب يحقق نتائج مبهرة خلال التجارب

GMT 06:24 2024 السبت ,07 كانون الأول / ديسمبر

تقنيات عديدة يمكن استخدامها للدخول في النوم سريعًا

GMT 15:36 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : ناجي العلي

GMT 15:45 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 15:47 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 22:03 2019 الإثنين ,05 آب / أغسطس

ازمة في الاتحاد السكندري بسبب مواعيد الكأس

GMT 00:30 2019 الأحد ,17 شباط / فبراير

جماهير المصري تدعم الفريق قبل مواجهة النجوم

GMT 22:45 2024 الجمعة ,23 آب / أغسطس

قصي خولي يقدم برنامج "من سيربح المليون"

GMT 00:03 2019 الثلاثاء ,01 كانون الثاني / يناير

المصري يرفض الإستغناء عن بوسكا

GMT 21:20 2019 الخميس ,25 تموز / يوليو

سموحة يتعاقد مع الليبي محمد الترهوني

GMT 10:04 2018 الأحد ,08 تموز / يوليو

نجاح المصرى بالخارج
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon