بقلم-عبلة الرويني
السخريات اللاذعة والنكات التي أطلقها المصريون خلال اليومين الماضيين، بسبب الارتباك في رؤية هلال شوال،وتأخير العيد يوما عن الحساب الفلكي.. تعكس احتجاجا واعيا علي تجاوز حسابات العلم الدقيقة، مما أدي إلي أخطاء ونتائج غير منضبطة، ليس في مصر وحدها، ولكن المنطقة العربية كلها.. وربما تدخلت السياسة أحيانا في تحديد الحسابات والمواقيت والارتباك...ففي ليبيا تم تقديم العيد من الأربعاء إلي الثلاثاء!!.. وأعلنت الحكومة السورية العيد الثلاثاء، بينما أعلنت المعارضة السورية العيد الأربعاء!!.. وفي اليمن أعلنت وزارة الأوقاف العيد الثلاثاء، وأعلنت جماعة الحوثيين العيد الأربعاء!!.. وفي السودان أعلنت الحكومة العيد الأربعاء، وأعلن تجمع المهنيين السودانيين أن العيد الثلاثاء!!.. وفي العراق كان العيد عند السنة الثلاثاء، وعند الشيعة الأربعاء!!.. وفي مصر كان الثلاثاء هو المتمم لشهر رمضان، والعيد الأربعاء حسب الرؤية الشرعية، برغم الاختلاف مع الحساب الفلكي!!..وأكدت دار الإفتاء أن (الحسابات الفلكية التي تحدد بدايات الشهور العربية مقدما لسنين، يجوز الاستئناس بها ،ولكن بداية الشهر لا تتحقق شرعا، إلا بالرؤية الشرعية)!!....
الجدل بين الرؤية الشرعية والحساب الفلكي ممتد دائما.. لا يعتد رجال الدين كثيرا بالحساب الفلكي، برغم أن الشرع لم يحدد أدوات رؤية الهلال(صوموا لرؤيته وأفطروا لرؤيته)...ورغم أن الجدل ينتهي كثيرا إلي الخطأ والاختلاف!!..
وهناك من علماء الدين من اعتمدوا الحساب الفلكي كأحد وسائل إثبات ظهور الهلال.. مؤكدين أن معارضته للرؤية البصرية الصحيحة غير ممكنة.. فإن نتائج الحساب الفلكي(قطعية) بينما الرؤية البصرية (ظنية) وإن خالفت الرؤية البصرية الحساب الفلكي فلا يعتد بها، لأن القطعي مقدم علي الظني...
عدم الاعتداد بالعلم وتطوره وحساباته، هو ما انتهي إلي كل ذلك الخلل والارتباك وخلافات التوقيت، ودفع الناس إلي كل تلك السخرية الغاضبة.
نقلا عن الاخبارالقاهرية
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع