توقيت القاهرة المحلي 09:25:47 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الصين: ميلاد نظام عالمي جديد

  مصر اليوم -

الصين ميلاد نظام عالمي جديد

بقلم: مأمون فندي

تمثل معركة هونغ كونغ واحدة من أهم معارك التخوم في عالمنا المعاصر: معركة حدود الليبرالية والديمقراطية من ناحية مع حدود ديكتاتورية التنمية الصينية المبنية على شرعية الإنجاز، وواضح في هذه المعركة أن العالم الغربي الذي يرى في نفسه منارة للديمقراطية فشل في الوقوف إلى جانب هونغ كونغ، وفشل أيضاً في التعبير عن موقف رافض للتدخل الصيني العنيف في هونغ كونغ.
فهل هذا ناتج عن قوة الصين البازغة كقوة وحيدة في العالم وبديل للولايات المتحدة، أم هذا الفشل هو نتيجة موجة عدم الاستقرار التي تجتاح الديمقراطيات الكبرى؟ وهنا أشير إلى مظاهرات السترات الصفراء في فرنسا وتهديد شرعية الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، وكذلك محاولة عزل دونالد ترمب في الكونغرس الأميركي والإطاحة بأحلام بوريس جونسون من قبل برلمان وستمنستر.
فهل عدم الاستقرار سبب أم نتيجة لتلك المواجهة الشرسة بين الصين والعالم الغربي؟ وهل بروز الصين كقوة وحيدة محتملة هو نتيجة لنجاح التجربة التنموية الصينية أم أنه نتيجة لضعف الديمقراطيات الغربية الكبرى، أم أنها لحظة أفول الرأسمالية وتجلياتها السياسية المتمثلة في الديمقراطية الليبرالية؟
أياً كانت الأسباب فواضح للعيان أننا أمام قرن آسيوي بامتياز بمعنى اشتمال الصين والهند واليابان وكوريا كجزء من الثقل العالمي المجتمع، أو أننا في العصر الصيني؟
الصين اليوم موجودة بقوة في عالمنا النامي من خلال شركة النفط الصينية سينوك التي توغلت في أفريقيا أو الوجود الصيني المباشر في سوريا من خلال قوات على الأرض ومستشارين عسكريين، إضافة إلى بروز الصين في كثير من البلدان العربية، وأهمها دول الخليج العربي.
انكفاء الديمقراطيات الغربية على نفسها نتيجة اضطراب أوضاعها الداخلية (أميركا وفرنسا وبريطانيا) ساهم بشكل مباشر في تزايد قوة الصين ونفوذها الدولي، ولكن الأساس في بزوغ الصين كقوة عالمية يتمثل في نجاح التجربة التنموية الصينية والتي تقترب من حالة المعجزة الاقتصادية.
العالم اليوم لا بد أن يجهز نفسه إلى القرن الصيني، وإن كنت ممن يفضلون مسك العصا من المنتصف فقل إنه القرن الآسيوي ولكن الأهم في ذلك كله أن معركة صغيرة من معارك التخوم بين الليبرالية ونظامها الاقتصادي فيما يشبه دولة المدينة في هونغ كونغ كشفت عورة النظام العالمي الحالي وتؤذن لنظام عالمي جديد.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الصين ميلاد نظام عالمي جديد الصين ميلاد نظام عالمي جديد



GMT 23:29 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحو قانون متوازن للأسرة.. بيت الطاعة

GMT 23:27 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحن عشاق «الكراكيب»

GMT 23:25 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

التوت و«البنكنوت»

GMT 20:38 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

الصفقة مع ايران تأجلت... أو صارت مستحيلة

GMT 07:51 2021 السبت ,11 أيلول / سبتمبر

الملالي في أفغانستان: المخاطر والتحديات

ياسمين صبري بإطلالات أنيقة كررت فيها لمساتها الجمالية

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 05:22 2024 السبت ,21 أيلول / سبتمبر

حجب منصة “إكس” في البرازيل للمرة الثانية
  مصر اليوم - حجب منصة “إكس” في البرازيل للمرة الثانية

GMT 09:51 2024 السبت ,08 حزيران / يونيو

أنواع مختلفة من الفساتين لحفلات الزفاف

GMT 06:29 2015 الإثنين ,28 كانون الأول / ديسمبر

قضية فرخندة مالك زادة تفضح ظلم القضاء الأفغاني للمرأة

GMT 19:55 2017 الإثنين ,09 تشرين الأول / أكتوبر

وفاة الفنانة فاتن الحناوي بسبب إصابتها بفشل كلوي

GMT 03:38 2017 الجمعة ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

وزارة التخطيط تؤكد أن 5000 فدان في الفرافرة جاهزين للزراعة

GMT 22:33 2016 الجمعة ,18 آذار/ مارس

طريقة عمل البوظة السورية

GMT 09:56 2017 الخميس ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

توقيع رواية "ودارت الأيام" في بيت السناري

GMT 12:56 2021 الإثنين ,11 تشرين الأول / أكتوبر

Snapchat سيتيح للمستخدمين قريبا تغيير "اسم المستخدم" الخاص بهم
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon