توقيت القاهرة المحلي 14:21:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

ساحات بغداد: «إيران بره بره»

  مصر اليوم -

ساحات بغداد «إيران بره بره»

بقلم: د. جبريل العبيدي

ساحات العراق تنزف دماً، ويسقط فيها العشرات بين جريح وقتيل، بينما يواصل المتظاهرون الهتاف «نريد وطناً وإيران بره بره»، في مظاهرات شاركت فيها جميع شرائح الشعب العراقي، ولم يتغيب عنها حتى مرضى السرطان، الذين ارتدوا كمامات وأقنعة ضد الغازات، من مدخراتهم البسيطة، بعد أن عجزت الحكومات العراقية عن علاجهم.
«ثورة تشرين»، الاسم الذي أطلقه المتظاهرون على احتجاجات العراق، التي اندلعت في الأول من أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، في بغداد وباقي عموم العراق، بسبب الفساد الحكومي، حيث يحتل العراق المرتبة الـ12 في لائحة الدول الأكثر فساداً في العالم، بينما يعاني في الوقت نفسه من البطالة وتردي الأوضاع المعيشية.
مظاهرات العراق، التي أسفرت عن سقوط أكثر من 12 ألف جريح، وأكثر من 300 قتيل، جعلت منظمات دولية تعبر عن حالة القلق من استخدام القوة المفرطة في التعامل مع المتظاهرين، حيث وجهت الاتهامات لقوات مكافحة الشغب بإطلاق الرصاص الحي ضد المتظاهرين، واتهامات أخرى للميليشيات المرتبطة بإيران، مثل ميليشيا «سرايا الخراساني»، التي تسميتها تفضح التبعية للفارسي، فالخراساني واحد من أحفاد آخر الأكاسرة يزدجرد الثالث، وهم بذلك ينبئون بعودة الحكم لأحفاده الفرس، فهي ميليشيا عراقية مسلحة لها شعار «الحرس الثوري» الإيراني نفسه.
سقوط مزيد من القتلى زاد من مشاعر الغضب في صفوف المتظاهرين، فهؤلاء سقطوا أثناء مصادمات بين قوات الأمن العراقية ومحتجين سلميين عزل، وذلك على الرغم من مطالبة المرجع الشيعي، علي السيستاني، بـ«تجنب العنف»، واحترام مطالب المتظاهرين، ورغم النفي المتكرر من قبل قوات الأمن العراقية، إلا أن وقوع عدد بهذا الحجم يجعل المسؤولية تقع على الحكومة وقواتها الأمنية، فمسؤولية حماية المتظاهرين وأماكن التظاهر تقع على الحكومة، مهما اختلقت من أعذار ومبررات.
هذه المظاهرات في بغداد خصوصاً، والعراق عامة، التي شهدت إحراق مقرات حزبية، خصوصاً تلك المرتبطة بالولاء لإيران، وإحراق واجهة القنصلية الإيرانية في كربلاء، ورفع العلم العراقي فوق أسوارها... هذه المظاهرات تؤكد مدى الغضب الشعبي من التدخل الإيراني السافر في الشأن العراقي، ما يعكس حالة غليان شعبي كان مكبوتاً، ولا أظن أحداً يستطيع التحكم به، ولو أوغل في الدماء، فالأزمة أكبر من المحاولات الخجولة لاحتوائها ضمن صفقة تبقي حكومة عبد المهدي، الذي يتهمه المتظاهرون بالتبعية لإيران، التي سعت من خلال الدفع بجنرال حربها قاسم سليماني، الذي جاء العراق في سفرة تهدف لإنقاذ الحكومة.
أيضاً محاولات رئيس البرلمان العراقي محمد الحلبوسي، دعوة ممثلين عن المظاهرات للحضور إلى مقر مجلس النواب، والسماع إلى مطالبهم، باءت بالفشل بعد رفضها من غالبية المتظاهرين.
معالجة الحكومة كانت مرتكزة على شماعة «المندسين»، الأمر الذي لم يعد مقنعاً للمتظاهرين الغاضبين، من استخدام الحكومة للقوة المفرطة ضد المتظاهرين السلميين.
التخوف من كرة الثلج ولهب النار في العراق زعزع أركان دول لها أذرع عابثة في المشهد العراقي، ولعل تصريحات إردوغان التي قال فيها: «دعوني أكن صريحاً، لدينا تكهنات بشأن من يقف وراء هذه الاضطرابات، كما أننا نظن أنه من الممكن أن تمتد هذه إلى إيران».
تؤكد حالة التخوف هذه من حركة الشعب، الذي عبر عنه إردوغان بطريقته، الهاجس الذي يخشاه النظام الإيراني، وهو المتورط والعابث في اضطرابات لبنان واليمن، وهو ما سيحرك من ثم الشارع الإيراني ضده، فالشعب الإيراني المكمم بقوات «الباسيج» و«الحرس الثوري»، يرفض تدخل بلاده وإنفاقها من أمواله على صناعة الفوضى والاضطرابات في دول الجوار، وما تجاوز حتى الجوار.
مظاهرات العراق المطالبة بوطن عراقي خالص وخالٍ من إيران وأتباعها، حافظت على حياديتها، ورفضت ونبذت الشعارات الطائفية، رغم محاولات الميليشيات المرتبطة بالفساد وإيران، اختراق صفوفهم.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ساحات بغداد «إيران بره بره» ساحات بغداد «إيران بره بره»



GMT 23:29 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحو قانون متوازن للأسرة.. بيت الطاعة

GMT 23:27 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحن عشاق «الكراكيب»

GMT 23:25 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

التوت و«البنكنوت»

GMT 20:38 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

الصفقة مع ايران تأجلت... أو صارت مستحيلة

GMT 07:51 2021 السبت ,11 أيلول / سبتمبر

الملالي في أفغانستان: المخاطر والتحديات

GMT 12:35 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 17:17 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب
  مصر اليوم - الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب

GMT 12:26 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 22:50 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

بشرى تكشف عن أمنيتها للعام الجديد
  مصر اليوم - بشرى تكشف عن أمنيتها للعام الجديد

GMT 10:34 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

الوجهات السياحية الأكثر زيارة خلال عام 2024

GMT 10:38 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

إطلالات أنيقة وراقية لكيت ميدلتون باللون الأحمر

GMT 10:52 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

بيلا حديد في إطلالات عصرية وجذّابة بالدينم

GMT 09:38 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

نصائح سهلة للتخلص من الدهون خلال فصل الشتاء

GMT 21:45 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

فجر السعيد تفتح النار على نهى نبيل بعد لقائها مع نوال

GMT 08:46 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

مبابي يكشف سبب منعه من الاستمرار مع سان جيرمان

GMT 20:43 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

الأمير هاري يتحدث عن وراثة أبنائه جين الشعر الأحمر

GMT 20:11 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

تكريم توم كروز بأعلى وسام مدني من البحرية الأميركية

GMT 09:56 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

أعد النظر في طريقة تعاطيك مع الزملاء في العمل
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon