توقيت القاهرة المحلي 23:57:43 آخر تحديث
  مصر اليوم -

القرضاوي وسيد سابق وصناعة الفقيه الإخواني

  مصر اليوم -

القرضاوي وسيد سابق وصناعة الفقيه الإخواني

بقلم - مشاري الذايدي

في 27 فبراير (شباط) 2000 كتب الشيخ د. يوسف القرضاوي مقالة يرثي بها «الأخ» صديقه وشبيهه، الشيخ د. سيد سابق.
سيد سابق كان هو النسخة السابقة للقرضاوي في صناعة «الشيخ الفقيه» بمصانع جماعة الإخوان، فالقرضاوي وسابق من علماء الأزهر، الذين انتموا للجماعة بإخلاص وحماس، بصفتهم من الرعيل الأول للجماعة، فمما يمدحون به الشيخ سابق أنه بايع «الإمام الشهيد» حسن البنا، كما درج القاموس الإخواني على نعته.
وهو، أي الشيخ سابق، من طبقة «المشايخ الأزهريين» في الجماعة، ويذكر القرضاوي منهم: محمد الغزالي، عبد المعز عبد الستار، وزكريا الزمركة... وغيرهم، ثم يستدرك: «وإن كانوا هم في (كلية أصول الدين)، وهو في (كلية الشريعة).
يقول القرضاوي عن شبيهه: «اشتغل الشيخ سيد سابق بالفقه، أكثر مما اشتغل إخوانه من الدعاة الأزهريين؛ لأنه الأليق بتخصصه في كلية الشريعة».
أصدر الشيخ سيد الجزء الأول من كتابه الذي سماه «فقه السنة»، في أواسط الأربعينات من القرن الماضي، وقد صدره، كما يغتبط القرضاوي، بمقدمة من المرشد العام للإخوان المسلمين «الشيخ الإمام» حسن البنا، تنوه بمنهج الشيخ في الكتابة.
قُدِّم سيد سابق للمحاكمة في قضية مقتل النقراشي باشا، بالعهد الملكي، وطبعاً ينفي القرضاوي صحة التهمة ويقول: «زعموا في ذلك الوقت أنه هو الذي أفتى الشاب القاتل عبد المجيد حسن، بجواز قتله، عقوبة على حلِ الإخوان، وكانت الصحف تلقب الشيخ في ذلك الوقت بـ«مفتي الدماء!». ويذكر القرضاوي أن الشيخ محمد الغزالي وهما في المعتقل، إذا سئل عن مسألة فقهية يحيلها إلى الشيخ سيد سابق «فقد كان هو المعتمد لدى الإخوان في الفقه». إذن كانت صناعة الشيخ سيد سابق بوصفه فقيهاً أزهرياً إخوانياً، يعتمد التيسير والتسهيل والتوضيح، في الفتاوى الفقهية، نهجاً إخوانياً مدروساً، سار عليه القرضاوي لاحقاً.
من يطالع كتب القرضاوي ومقالاته ومقابلاته وفتاواه، وهو الذي عاش عمراً مديداً (96 عاماً) يدرك أن هذه التيسيرات الفقهية (الموقف من الموسيقى والفنون مثلاً) ليست إلا قناعاً حاجباً للوجه الإخواني «السياسي» المتزمت، والحدي القطعي الدموي حتى، كما كان يلقب زميله وربما شيخه من قبل، سيد سابق، بمفتي الدماء في العهد الملكي!
تعاني جماعة الإخوان من هزالها الفقهي، وغلبة الكلام السياسي الوعظي على المتانة الفقهية، القرضاوي نفسه ذكر نقد الفقهاء، لبساطة سيد سابق وعدم تمكنه الفقهي المقارن، وإن كان قد دافع عن ذلك بأنه يكتب للعامة، وهنا مربط الفرس كما يقال.
الإنسان المسلم «العادي» يحتاج للفتوى في حياته اليومية، وهذه الحاجة يسدها الفقيه اللامسيس عادة، ومن هنا انتبه الإخوان مبكراً لهذه «الغنيمة» الجماهيرية، فحاولوا، عن وعي، مزاحمة الفقهاء العاديين، بسحب سلاح الفتوى للعوام منهم، وصناعة الشيخ الفقيه، ولعل إيغال القرضاوي في هذا الدرب، وأبرز ذلك تشكيل الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين برئاسته 2004 الذي تركه ليخلفه عليه «الشيخ» المغربي الإخواني أحمد الريسوني لبعض الوقت، يكشف عن المنهج الكامن وراء صناعة صورة الفقيه. ويأتي في هذا السياق أيضاً صناعة صورة «الشيخ» الموريتاني الإخواني محمد الحسن ولد الددو.
تذكرت رثاء القرضاوي في صديقه سيد سابق، في لحظة رحيل الشيخ القرضاوي عن عالمنا الفاني.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

القرضاوي وسيد سابق وصناعة الفقيه الإخواني القرضاوي وسيد سابق وصناعة الفقيه الإخواني



GMT 14:59 2024 الثلاثاء ,03 أيلول / سبتمبر

مشاهد مُستَفِزَّة.. “راكبينكم راكبينكم..”!

GMT 06:36 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

… لأي قائمة يسارية ديمقراطية نصوت ؟!

GMT 06:23 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

ماذا قال يمامة؟

GMT 06:16 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

مشكلة إصلاح التعليم

GMT 07:57 2024 الأحد ,21 تموز / يوليو

رصاصة النجاة

ياسمين صبري بإطلالات أنيقة كررت فيها لمساتها الجمالية

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 19:23 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

5 مدن ساحلية في إيطاليا لمحبي الهدوء والإسترخاء
  مصر اليوم - 5 مدن ساحلية في إيطاليا لمحبي الهدوء والإسترخاء

GMT 10:15 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

أفكار لتزيين واجهة المنزل المودرن والكلاسيكي
  مصر اليوم - أفكار لتزيين واجهة المنزل المودرن والكلاسيكي

GMT 07:24 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

دراسة توضح علاقة القهوة بأمراض القلب
  مصر اليوم - دراسة توضح علاقة القهوة بأمراض القلب

GMT 23:46 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

انتعاشة فنية لـ حنان مطاوع بـ 3 مسلسلات وفيلم
  مصر اليوم - انتعاشة فنية لـ حنان مطاوع بـ 3 مسلسلات وفيلم

GMT 10:57 2020 الإثنين ,07 كانون الأول / ديسمبر

فوائد لا تصدق لقشور جوز الصنوبر

GMT 08:53 2020 الثلاثاء ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

إصابة زوجة محمد صلاح بفيروس كورونا

GMT 08:15 2020 الأربعاء ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

"حبيب نورمحمدوف" إنجازات رياضية استثنائية وإرث مثير للجدل

GMT 08:45 2020 الإثنين ,19 تشرين الأول / أكتوبر

القصة الكاملة لمرض الإعلامية بسمة وهبة الغامض

GMT 07:16 2020 الإثنين ,19 تشرين الأول / أكتوبر

أسعار الدواجن في مصر اليوم الإثنين 19 تشرين أول /أكتوبر 2020

GMT 09:50 2020 السبت ,10 تشرين الأول / أكتوبر

شقيقان بالإسكندرية يعانيان من مرض جلدى نادر

GMT 23:35 2020 الأربعاء ,16 أيلول / سبتمبر

بورصة تونس تقفل التعاملات على تراجع

GMT 01:08 2020 الأحد ,19 تموز / يوليو

طريقة عمل الشكشوكة التونسية

GMT 22:12 2020 الأحد ,21 حزيران / يونيو

أستون فيلا ينهار في ١١٤ ثانية أمام تشيلسي

GMT 23:30 2020 الجمعة ,05 حزيران / يونيو

السودان تسجل 215 إصابة جديدة بفيروس كورونا
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon