توقيت القاهرة المحلي 12:57:05 آخر تحديث
  مصر اليوم -

عمرو دياب.. عقل يدير موهبة

  مصر اليوم -

عمرو دياب عقل يدير موهبة

بقلم: عماد الدين حسين

كثيرون يعتقدون أن عمرو دياب، ولد وفى فمه ملعقة من ذهب، والحقيقة أن قصة صعوده إلى النجومية والقمة، كانت رحلة كفاح حقيقية، ينبغى أن يعرفها كل شاب، حتى يدرك أنه لا يوجد أى نجاح تقريبا إلا بالعمل والصبر والمثابرة والمعافرة والدراسة والعلم والثقافة، مضافا إليهم بالطبع أولا وأخيرا، الموهبة إذا كان الأمر متعلقا بالفنون وسائر مجالات الإبداع.

دياب وبعد حوالى ٥٧ عاما من حياته، صار الأهم والأكبر والأفضل والأول فى مجاله، ألبوماته تحقق أعلى المبيعات، والعديد من أغانيه تم ترجمتها إلى أكثر من تسع لغات، اسمه الكامل عمرو عبدالباسط عبدالعزيز دياب من مواليد ١١ أكتوبر ١٩٦١، فى بورسعيد، لكن أسرته تنحدر أساسا من قرية سنهوت بمنيا القمح شرقية، والده كان يعمل فى شركة قناة السويس، ووالدته من بورسعيد، وغنى لأول مرة وعمره ثلاث سنوات فى الإذاعة المحلية ببورسعيد، وبعد العدوان الإسرائيلى فى يونيه ١٩٦٧، عادت أسرته إلى سنهوت مرة أخرى، وفى عام ١٩٨٣ حصل على البكالوريوس فى الموسيقى العربية من أكاديمية الفنون، ولم يضيع وقتا؛ حيث بدأت محاولاته الغنائية فى نفس العام، بأغنية «الزمن» كلمات هانى زكى وموسيقى هانى شنودة.

حصيلة رحلته الطويلة جوائز متعددة أهمها «وورلد ميوزك أوورد» سبع مرات عن أعلى مبيعات فى الشرق الأوسط، وهو أول مطرب عربى يدخل موسوعة جينز للأرقام القياسية بسبب الجوائز الكثيرة.

حياته الفنية تصل الآن إلى ٣٦ عاما من أول ألبوم أصدره «يا طريق» عام ١٩٨٣، إلى «كل حياتى» العام الماضى، نهاية بآخر أعماله «اتعلموا» قبل أسابيع، وما بين الألبومين تعاون مع معظم نجوم مصر والمنطقة العربية فى الكلمات والألحان والتوزيع.

تميز دياب ليس بسبب عدد الألبومات أو الأغانى، أو حتى العمر الفنى الطويل. المسألة تكمن فى أمور أخرى كثيرة منها النجومية، لكن القياس الحقيقى هو المبيعات والانتشار والتأثير والإقناع.

لكن تقديرى الشخصى أن النقطة المهمة فى مسيرة عمرو دياب إضافة إلى تميزه وموهبته الاستثنائية، هى قدرته على إدارة فنه وحياته، وحسب تعبير الصديق والناقد الكبير طارق الشناوى، فقد كتب تعليقا على صفحتى فى الفيسبوك يقول: «عمرو عقل يدير موهبة»، و٣٠ سنة على القمة تحتاج إلى ذكاء فى التعامل مع المتغيرات».

إدارة الموهبة موضوع كبير جدا وليس اعتباطيا أو عشوائيا، ومن لا يصدق ذلك، عليه النظر بعمق فى الكثير من الظواهر الفنية الراهنة فى مصر.

كان لدينا مواهب كبيرة جدا فى سائر مجالات الإبداع، لكنها ضاعت وتلاشت بسبب عدم القدرة على إدارة موهبتها بذكاء وتعقل.

مواهب أخرى غرقت فى مشاكل بسبب أخطاء كبيرة حينا، وتافهة فى أحيان كثيرة، اليوم صار هذا العامل شديد الأهمية فى كل المجالات خصوصا الإبداعية، سواء تعلق بالفنون أو الرياضة أو الإعلام والأدب.

بعض المبدعين ينتهون مبكرا بسبب الإدمان أو النزوات الجنسية أو الخلافات العائلية، وبعضهم لا يستطيع فهم المتغيرات، أو حتى معرفتها من الأساس.

عمرو دياب ليس ملاكا بالطبع، لكنه يعرف الواقع جيدا ويفهمه قدر الإمكان، ولم يتورط فى مشاكل كبرى أو حتى متوسطة. ويحرص على صورته بقوة. ويدير حياته وسط ملايين المعجبين بصورة تدعو إلى الإعجاب. ولولا وعدى له بعدم النشر، لكنت قد كتبت العديد من المواقف والقصص التى يمكنها أن تمثل دروسا مفيدة لكل الصاعدين فى عالم الإبداع والنجومية.

دياب موهبة استثنائية وصار أحد أهم رموز الطرب فى مصر والمنطقة العربية. علينا أن نحافظ عليه ونشجعه والأهم أن ندعم هذا الفن بكل الطرق الممكنة. الطرب أحد أهم أدوات القوة الناعمة المصرية. علينا ألا نتعامل معه فقط، باعتباره أداة للحشد والتعبئة، بل وسيلة للتسلية والمتعة والتوعية والتثقيف وتعميق الانتماء والارتقاء بالذوق العام.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

عمرو دياب عقل يدير موهبة عمرو دياب عقل يدير موهبة



GMT 08:51 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

أين نحن من المفاوضات الدولية مع إيران؟

GMT 08:50 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

المعرفة التي قتلت لقمان سليم

GMT 08:46 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

لقمان سليم وتوحش النظام الإيراني

GMT 08:44 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

4 مليارات ثمن 12 بيضة

أحلام تتألق بإطلالة لامعة فخمة في عيد ميلادها

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 01:43 2022 الثلاثاء ,14 حزيران / يونيو

ياسمين صبري تزداد أناقة بإطلالات فخمة وراقية

GMT 21:09 2021 الجمعة ,23 إبريل / نيسان

"وحيد القرن" أصغر ثقب أسود قريب من الأرض

GMT 19:35 2021 الثلاثاء ,23 آذار/ مارس

بورصة بيروت تغلق التعاملات على ارتفاع

GMT 05:47 2021 الخميس ,28 كانون الثاني / يناير

تعرف على رسالة ياسر فرج الأخيرة لزوجته قبل وفاتها

GMT 15:13 2021 الإثنين ,25 كانون الثاني / يناير

أتلتيكو مدريد يصنع التاريخ بالأرقام في الدوري الإسباني

GMT 21:10 2020 الأحد ,27 كانون الأول / ديسمبر

بايرن ميونخ أفضل فريق في 2020 ضمن جوائز "غلوب سوكر"

GMT 13:03 2020 الثلاثاء ,22 كانون الأول / ديسمبر

طبيب يكشف عن والد طفل عروس بنها في حال حملها
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon