بقلم: أحمد رفعت
هذا المقال يحتاج منكم إلى الصبر.. فالفكرة أى فكرة تحتاج إلى مقدمات لشرحها حتى تصل إلى متلقيها.. حيث يعنينا الآن وبعيداً عن الجدل الدائر عن شكل الإعلام الفترة المقبلة ومن سيبقى فيه ومن سيرحل.. نقول يعنينا مضمونه أولاً مع الاهتمام.
لذا ونبدأ طرح سؤال طويل جداً جداً ينبغى قراءته لآخره، والسؤال الطويل ليس حصراً لما تحقق من إنجازات لا بأس أن نتذكرها فى سياق استعراض السؤال الطويل جداً وأثناء انتظاره.. السؤال هو: بلد منذ تولى الرئيس السيسى مسئوليته انطلق لتعويض ما فاته فشق قناة السويس الجديدة ويبنى العاصمة الإدارية الجديدة وتجمع جنوب القاهرة و6 أكتوبر الجديدة وحدائق أكتوبر وامتداد الشيخ زايد وسفنكس والوراق الجديدة فى محافظة الجيزة والعبور الجديدة بالقليوبية والعلمين الجديدة فى مطروح والمنصورة الجديدة بالدقهلية وامتداد النوبارية الجديدة فى محافظة البحيرة وشرق بورسعيد «السلام» وغرب بورسعيد وبئر العبد الجديدة فى محافظة شمال سيناء، والفشن الجديدة فى بنى سويف، وملوى الجديدة فى محافظة المنيا، وغرب أسيوط وغرب قنا والأقصر الجديدة فى محافظة الأقصر وتوشكى بمحافظة أسوان.. ولأسباب تتعلق بالمستقبل يبنى الآن تسع عشرة محطة لتحلية مياه البحر بمحافظات شمال وجنوب سيناء ومرسى مطروح وبورسعيد والبحر الأحمر بطاقة ستمائة وستة وعشرين ألف متر مكعب يومياً، ستصل فى 2030 إلى ثلاث وتسعين محطة، توفر مياه الشرب بشكل كامل لسكانها بعيداً عن الاحتياج لمياه النيل، وألا يتوقف على مشروعات قومية بل يتم أيضاً على مستوى المحافظات، ومنها على سبيل المثال ما يجرى فى الشرقية التى أوشكت على الانتهاء من عدد عشر محطات مياه فائقة الجودة، بتكلفة خمسين مليوناً، من المقرر تسلم 5 محطات منها نهاية يونيو من العام القادم لتمثل إضافة قوية لقطاع مياه الشرب.. وبلد كان يعانى من أزمة فى الطاقة أثرت على التصنيع والتشغيل وليس فقط إنارة البيوت والمنازل وبالتالى أثرت على البطالة وأعداد العاطلين ممن سرحتهم المصانع التى اكتفت بوردية واحدة، فأُنشئت محطات البرلس والعاصمة الإدارية وبنى سويف، التى انتهت شركة سيمنز منها فى أقل من ثلاث سنوات بحجم الفائض فى الشبكة الكلية تجاوز العشرين جيجا وات، حيث تبلغ مساحة محطة كهرباء العاصمة الإدارية الجديدة وحدها مثلاً مائة وخمسة وسبعين فداناً، وبلغت تكلفة إنشاء المحطة مليارى يورو، وتبلغ قدرتها ما يقرب من 5 جيجا وات، بجانب افتتاح أكبر وأحدث محطة لتوليد الكهرباء من الرياح بمنطقة جبل الزيت بمحافظة البحر الأحمر، بقدرة خمسة وثمانين ميجا وات، فضلاً عن 6 محطات لإنتاج الطاقة النظيفة بمحافظة أسوان، تبلغ مساحاتها نحو ألف وثلاثمائة وسبعين فداناً، حيث تبلغ الواحدة منها نحو مائتى وثمانية وعشرين فداناً، وسعة المحطة الواحدة خمسون ميجا وات، بعدد ألواح شمسية بكل محطة تصل إلى مائة وثمانين ألف لوح شمسى، بحيث تتمكن المحطة الواحدة من إنارة مائتى وحدة سكنية!
وفى الطرق التى بلغ حجم الإنفاق عليها عشرات المليارات، حتى يشهد لها الآن الجميع، بدأت بإنشاء المرحلة الأولى من الطريق الدائرى الأوسطى، وإنشاء طريق شبرا بنها الحر، ثم تطوير طريق وادى النطرون العلمين، وازدواج المرحلة الأولى من طريق الشيخ فضل رأس غارب، وإنشاء الطريق من المنيا إلى طريق الشيخ فضل برأس غارب بالبحر الأحمر، وازدواج طريق النفق الشط عيون موسى، وتطوير طريق القاهرة السويس، وازدواج طريق الصعيد البحر الأحمر الشهير بسوهاج سفاجا، وازدواج طريق قنا سفاجا، وإنشاء طريق الفرافرة عين دلة، والقوس الشمالى من الطريق الدائرى الإقليمى أو بلبيس بنها بطريق إسكندرية الصحراوى، والطرق داخل سيناء ومحور المحمودية بالإسكندرية وغيرها وغيرها، فضلاً عن إنشاء قرابة مائتين وخمسين كوبرى علوياً، اختلفت أماكنها واستخداماتها ما بين كبارى أعلى مزلقانات السكك الحديدية وكبارى أخرى عند تقاطعات الطرق الرئيسية، بتكلفة إجمالية ثلاثين مليار جنيه، وقامت بتنفيذها هيئة الطرق والكبارى والهيئة الهندسية للقوات المسلحة، ومن أهمها كبارى سندوب دمنهور التوفيقية قوص دهشور فوكة، كبارى طريق السويس الصحراوى!
أوشكت المساحة المخصصة للمقال أن تنتهى، ولذلك نسأل السؤال الذى نريده وهو: دولة أسست وأنجزت كل هذه المشروعات وغيرها الكثير جداً فى مجالات الصناعة وتنمية سيناء والصوب الزراعية واستصلاح الأراضى والطاقة النووية وبناء المدارس والمطارات الجديدة، بما يحتاج لعشرين مقالاً، هل يصح أن يبقى خطابها الإعلامى عند حدود الخوف من أن يصل حالها عند أى أحداث إلى حالة الدول المحيطة التى تعانى من أزمات وأحداث؟ أم أننا وبعد أن أنجزنا مهمة تثبيت أركان الدولة بكل ما فيها من مشاق وتضحيات، قدمنا فيها دماء زكية وأرواحاً طاهرة وإنفاقاً باهظاً، لكنه تم بإعادة بناء شرطتنا المصرية، ومعها انتقل الجيش العظيم نقلة نوعية أخرى وضعته فى كل تصنيفات الجيوش الكبرى.. ثم انطلقنا فى التنمية بالشكل السابق ذكره، الأفضل أن نخاطب الناس بضرورة استكمال التنمية ومعركتها والحفاظ على ما تم إنجازه؟ أى خطاب يجمع الكل فى واحد، ويشغلنا ببناء أنفسنا بنظرة متطلعة مزهوة بما جرى، فخورة به ساعية لإتمامه وإكماله، غير صاغية لأى دعاوى شريرة من هنا أو من هناك؟! أى خطاب يربط الناس بما تم ويهيئهم للمستقبل؟! أى خطاب يحفز الناس على العمل ويمكنهم بالأمل من المساهمة فى بناء وطنهم ومستقبلهم؟ خطاب التحذير والتخويف أم خطاب الأمل والعمل والحفاظ على ما أُنجز لهم ويملكونه وأولادهم وأحفادهم كاملاً؟! الخطاب الذى ندعو إليه يحتاج لإعلام جديد.. هذه حقيقة.. وإعلاميين واعين.. هذه حقيقة.. والسؤال: ولم لا؟ فليحمل الإعلام الجديد الخطاب الجديد للدنيا كلها!