توقيت القاهرة المحلي 16:02:18 آخر تحديث
  مصر اليوم -

ثورتان في لبنان

  مصر اليوم -

ثورتان في لبنان

بقلم: مأمون فندي

في لبنان، وعندما أصبحت الحركة أقوى من الدولة، وبالحركة هنا أعني «حزب الله»، كان ذلك مرضاً لبنانياً انتشر في كل العالم العربي بدرجات مختلفة، من «الإخوان» في مصر الذين تمكنوا من مفاصل الدولة، إلى «النهضة» في تونس، و«الصحوة» في الخليج، إلى آخر تلك القائمة. وظني أن لبنان باروميتر، أو مقياس، فما يحدث في لبنان تنتقل عدواه إلى بقية العالم العربي، وثورة لبنان لا تختلف كثيراً، مع فارق وحيد هو أنها ليست ثورة واحدة بل ثورتان.
ولكن قبل الحديث عن الثورتين، لا بد من الحديث عن علاقة الحركة بالدولة، فالثورة في لبنان قائمة ضد دولتين في وقت واحد؛ ضد الدولة اللبنانية بين بيروت والجبل، وضد دولة «حزب الله» من الجنوب إلى الضاحية. دولتان في حاجة إلى ثورتين، لا ثورة واحدة.
ثورة اللبنانيين ضد الدولة هي الثورة الأصغر، وربما الأقل تعقيداً، ولكن ثورة الشعب والدولة معاً ضد الحركة، أي ضد «حزب الله»، تُدخل لبنان في اختبار حقيقي حول وجوده كدولة مستقلة ذات سيادة، تكون هي الوحيدة المخولة باستخدام العنف المشروع، كما يقول تعريف الدولة في علم السياسة؛ لبنان اليوم لديه سلطتان لديهما الاستحواذ المشروع لاستخدام أدوات العنف: الدولة اللبنانية و«حزب الله». وهنا يكون الاختبار.
الحالة اللبنانية موجودة بدرجات متفاوتة في دول عربية أخرى، وما ظاهرة حركة الحوثي في اليمن إلا صورة مقربة من علاقة «حزب الله» بالدولة اللبنانية.
فهل ستأخذ المواجهة مع «حزب الله» منحى شبيهاً بما حدث في اليمن. ما تكلفة ذلك على الدولة والمجتمع.
الجنوب اللبناني، وشيعة لبنان، لا بد لهم من ثورة ضد «حزب الله» من أجل استرجاع ثقافتهم الوطنية وهويتهم المختطفة من حزب يقول زعيمه إن أمواله ومرتبات جنوده وأكلهم كلها قادمة من الجمهورية الإسلامية في إيران. الجنوب بحاجة إلى التخلص من حكم إيراني أولاً، ثم يلتفت إلى ثورته ضد الدولة اللبنانية.
المشهد اللبناني مرشح لسيناريوهين؛ الأول الاستمرار في ثورة جزئية ضد الدولة لن تفضي إلى شيء، والثاني ثورة ضد «حزب الله»، قد تخلق حالة لبنانية جديدة؛ دولة جديدة ومجتمعاً جديداً، ولكن الثورة على «حزب الله» قد تدفع بلبنان من حالة الثورة إلى حرب أهلية قبيحة.
لبنان اليوم يقف في مفترق طرق بين الثورة والحرب.
على العرب مساعدة لبنان للخروج من مأزقه، وإلا اتسعت رقعة ما يحدث في لبنان، لتشمل مناطق أخرى ودولاً أخرى.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ثورتان في لبنان ثورتان في لبنان



GMT 23:29 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحو قانون متوازن للأسرة.. بيت الطاعة

GMT 23:27 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحن عشاق «الكراكيب»

GMT 23:25 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

التوت و«البنكنوت»

GMT 20:38 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

الصفقة مع ايران تأجلت... أو صارت مستحيلة

GMT 07:51 2021 السبت ,11 أيلول / سبتمبر

الملالي في أفغانستان: المخاطر والتحديات

اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 08:31 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

أدوية حرقة المعدة تزيد من خطر الإصابة بالخرف
  مصر اليوم - أدوية حرقة المعدة تزيد من خطر الإصابة بالخرف

GMT 09:52 2025 الخميس ,09 كانون الثاني / يناير

ميس حمدان تصرح الظهور كضيفة شرف لا ينتقص من مكانتي الفنية
  مصر اليوم - ميس حمدان تصرح الظهور كضيفة شرف لا ينتقص من مكانتي الفنية

GMT 09:13 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

GMT 00:03 2025 الأحد ,05 كانون الثاني / يناير

بايدن يُكرم ميسي بأعلى وسام في أمريكا

GMT 10:18 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25

GMT 13:37 2020 الأحد ,24 أيار / مايو

الفيفا يهدد الرجاء المغربي بعقوبة قاسية

GMT 12:48 2020 الثلاثاء ,19 أيار / مايو

أسعار الذهب في مصر اليوم الثلاثاء 19 مايو
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon