توقيت القاهرة المحلي 09:43:35 آخر تحديث
  مصر اليوم -

ثورتان في لبنان

  مصر اليوم -

ثورتان في لبنان

بقلم: مأمون فندي

في لبنان، وعندما أصبحت الحركة أقوى من الدولة، وبالحركة هنا أعني «حزب الله»، كان ذلك مرضاً لبنانياً انتشر في كل العالم العربي بدرجات مختلفة، من «الإخوان» في مصر الذين تمكنوا من مفاصل الدولة، إلى «النهضة» في تونس، و«الصحوة» في الخليج، إلى آخر تلك القائمة. وظني أن لبنان باروميتر، أو مقياس، فما يحدث في لبنان تنتقل عدواه إلى بقية العالم العربي، وثورة لبنان لا تختلف كثيراً، مع فارق وحيد هو أنها ليست ثورة واحدة بل ثورتان.
ولكن قبل الحديث عن الثورتين، لا بد من الحديث عن علاقة الحركة بالدولة، فالثورة في لبنان قائمة ضد دولتين في وقت واحد؛ ضد الدولة اللبنانية بين بيروت والجبل، وضد دولة «حزب الله» من الجنوب إلى الضاحية. دولتان في حاجة إلى ثورتين، لا ثورة واحدة.
ثورة اللبنانيين ضد الدولة هي الثورة الأصغر، وربما الأقل تعقيداً، ولكن ثورة الشعب والدولة معاً ضد الحركة، أي ضد «حزب الله»، تُدخل لبنان في اختبار حقيقي حول وجوده كدولة مستقلة ذات سيادة، تكون هي الوحيدة المخولة باستخدام العنف المشروع، كما يقول تعريف الدولة في علم السياسة؛ لبنان اليوم لديه سلطتان لديهما الاستحواذ المشروع لاستخدام أدوات العنف: الدولة اللبنانية و«حزب الله». وهنا يكون الاختبار.
الحالة اللبنانية موجودة بدرجات متفاوتة في دول عربية أخرى، وما ظاهرة حركة الحوثي في اليمن إلا صورة مقربة من علاقة «حزب الله» بالدولة اللبنانية.
فهل ستأخذ المواجهة مع «حزب الله» منحى شبيهاً بما حدث في اليمن. ما تكلفة ذلك على الدولة والمجتمع.
الجنوب اللبناني، وشيعة لبنان، لا بد لهم من ثورة ضد «حزب الله» من أجل استرجاع ثقافتهم الوطنية وهويتهم المختطفة من حزب يقول زعيمه إن أمواله ومرتبات جنوده وأكلهم كلها قادمة من الجمهورية الإسلامية في إيران. الجنوب بحاجة إلى التخلص من حكم إيراني أولاً، ثم يلتفت إلى ثورته ضد الدولة اللبنانية.
المشهد اللبناني مرشح لسيناريوهين؛ الأول الاستمرار في ثورة جزئية ضد الدولة لن تفضي إلى شيء، والثاني ثورة ضد «حزب الله»، قد تخلق حالة لبنانية جديدة؛ دولة جديدة ومجتمعاً جديداً، ولكن الثورة على «حزب الله» قد تدفع بلبنان من حالة الثورة إلى حرب أهلية قبيحة.
لبنان اليوم يقف في مفترق طرق بين الثورة والحرب.
على العرب مساعدة لبنان للخروج من مأزقه، وإلا اتسعت رقعة ما يحدث في لبنان، لتشمل مناطق أخرى ودولاً أخرى.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ثورتان في لبنان ثورتان في لبنان



GMT 23:29 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحو قانون متوازن للأسرة.. بيت الطاعة

GMT 23:27 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحن عشاق «الكراكيب»

GMT 23:25 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

التوت و«البنكنوت»

GMT 20:38 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

الصفقة مع ايران تأجلت... أو صارت مستحيلة

GMT 07:51 2021 السبت ,11 أيلول / سبتمبر

الملالي في أفغانستان: المخاطر والتحديات

ياسمين صبري بإطلالات أنيقة كررت فيها لمساتها الجمالية

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 05:22 2024 السبت ,21 أيلول / سبتمبر

حجب منصة “إكس” في البرازيل للمرة الثانية
  مصر اليوم - حجب منصة “إكس” في البرازيل للمرة الثانية

GMT 09:51 2024 السبت ,08 حزيران / يونيو

أنواع مختلفة من الفساتين لحفلات الزفاف

GMT 06:29 2015 الإثنين ,28 كانون الأول / ديسمبر

قضية فرخندة مالك زادة تفضح ظلم القضاء الأفغاني للمرأة

GMT 19:55 2017 الإثنين ,09 تشرين الأول / أكتوبر

وفاة الفنانة فاتن الحناوي بسبب إصابتها بفشل كلوي

GMT 03:38 2017 الجمعة ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

وزارة التخطيط تؤكد أن 5000 فدان في الفرافرة جاهزين للزراعة

GMT 22:33 2016 الجمعة ,18 آذار/ مارس

طريقة عمل البوظة السورية

GMT 09:56 2017 الخميس ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

توقيع رواية "ودارت الأيام" في بيت السناري

GMT 12:56 2021 الإثنين ,11 تشرين الأول / أكتوبر

Snapchat سيتيح للمستخدمين قريبا تغيير "اسم المستخدم" الخاص بهم
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon