توقيت القاهرة المحلي 06:24:47 آخر تحديث
  مصر اليوم -

السوشيال ميديا بين الحريات ودعم الإرهاب!

  مصر اليوم -

السوشيال ميديا بين الحريات ودعم الإرهاب

بقلم - عماد الدين حسين

صباح أمس كانت هناك جلسة مهمة للغاية فى المنتدى الدولى للشباب بعنوان: «مواقع التواصل الاجتماعى.. تنقذ أم تستعبد مستخدميها؟».

الرئيس عبدالفتاح السيسى قال إنه «من دون هذه التكنولوكيا ما استطعنا إقامة هذا الحدث، والتواصل مع أكثر من ١٦٠ ألف شخص حول العالم، لكن الدول المتقدمة قادرة على استخدام التكنولوجيا بطريقة آمنة، عكس الدول الأقل تقدما».

التطور المهم أن رئيس الجمهورية قرر تشكيل لجنة أو مجموعة لبحث تأثير مواقع التواصل الاجتماعى وأدواتها، ووضع استراتيجية قادرة على تعظيم الاستفادة من هذه المواقع».

فى الجلسة نفسها قال العميد خالد عكاشة عضو المجلس الأعلى لمكافحة الإرهاب والتطرف، إن وسائل التواصل الاجتماعى مهمة ويمكن الاستفادة منها، لكن هناك زوايا شديدة الخطورة فيها. والإرهاب صار يحقق استفادة كبيرة منها، هى وفرت له الانتشار الجغرافى الكبير. وعلى حد قول عكاشة فإن «شخصا من إفريقيا يمكنه التحدث مع الجميع فى قارات العالم الخمس، وهذا نشاط تم إعطاؤه للإرهابيين بشكل مجانى فقط بسبب وسائل التواصل الاجتماعى التى وفرت عيونا كبيرة للإرهابيين ليعرفوا كيف تعيش المجتمعات وتفكر ونقاط ضعفها، وهو ما يمكنهم من إجراء دراسات مسحية، تساعدهم على رسم خططهم المستقبلية».

أتفق تماما مع ما قاله الرئيس عبدالفتاح السيسى والعميد خالد عكاشة بشأن توصيفهما لوسائل التواصل الاجتماعى، لكن أخشى أن يسعى البعض لترجمة هذا الكلام إلى قوانين وإجراءات بصورة تضيف قيودا جديدة على هامش الحرية الموجود فى هذه الوسائل.

السؤال: هل وسائل التواصل الاجتماعى قدمت خدمات للإرهابيين؟ الإجابة هى: نعم ونعم ونعم، من أول التجنيد ونشر الأفكار، انتهاء بإعطاء أوامر التنفيذ للأعمال الإرهابية. لكن فى المقابل فإن الخدمات الجليلة الخيرة والجيدة التى قدمتها وسائل التواصل الاجتماعى، لا تعد ولا تحصى، من أول تسهيل الاتصالات بين البشر، نهاية بزيادة جرعة وحجم المعلومات والمعارف والحريات باتساع العالم والحد من نزعة التعتيم والاستبداد الموجودة فى أماكن كثيرة. ولولا وسائل التواصل الاجتماعى، لأمكن التعتيم على العديد من الجرائم والمظالم، والفضائح.
وبالتالى يصبح السؤال الجوهرى هو: كيف يمكن الحفاظ على إيجابيات وسائل التواصل الاجتماعى من جهة، والحد من سلبياتها من جهة أخرى؟

المسألة ببساطة هى أن يتم محاسبة أى شخص أو جهة أو تيار يروج للأكاذيب والشائعات ويحض على العنف والإرهاب والتطرف، أو يرتكب أى شىء مخالف للقانون؟!

لا أظن أن هناك من يعترض على محاسبة ومعاقبة المتطرفين والإرهابيين ومن يمولهم ويدعمهم بأى شكل من الأشكال.

إذا ما هى المشكلة؟!

هى ببساطة المسافة الوسط ما بين محاربة الإرهاب وبين التضييق على الآراء والحريات النسبية الموجودة على الشبكة العنكبوتية.

لن يعترض أحد حينما يتم حجب ومنع أى موقع أو حساب إرهابى أو يحض على دعم الإرهاب، لكن المسألة الجوهرية هو ذلك الحد الفاصل بين الكتابات والآراء والأفكار التى تختلف مع وجهة نظر الحكومة، لكنها ليس لها علاقة بالمرة مع الإرهاب، كيف سيتم التعامل معها وهل سنعتبرها محرضة على الإرهاب لمجرد أنها مختلفة؟!

لنحارب الإرهاب بكل الطرق والوسائل، لكن علينا أن نكون حريصين كامل الحرص على عدم التضييق على الآراء والأفكار مادامت تتم تحت سقف القانون والدستور، لو فعلنا العكس وخلطنا بين تحريض الإرهابيين وبين انتقاد المعارضين، فسوف نكون قد قدمنا أفضل خدمة للإرهاب والإرهابيين والمتطرفين!.

نقلا عن الشروق القاهرية

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

السوشيال ميديا بين الحريات ودعم الإرهاب السوشيال ميديا بين الحريات ودعم الإرهاب



GMT 20:22 2023 الخميس ,19 تشرين الأول / أكتوبر

مليونية ضد التهجير

GMT 03:11 2023 الأربعاء ,21 حزيران / يونيو

الخالدون أم العظماء

GMT 04:43 2023 الإثنين ,19 حزيران / يونيو

كل سنة وأنت طيب يا بابا

GMT 04:15 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

الزعامة والعقاب... في وستمنستر

GMT 03:32 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

حدوتة مصرية فى «جدة»

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 12:40 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت
  مصر اليوم - محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت

GMT 17:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة
  مصر اليوم - ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة

GMT 16:28 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته
  مصر اليوم - نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته

GMT 01:58 2021 الأربعاء ,01 أيلول / سبتمبر

البورصة المصرية تربح 31.4 مليار جنيه خلال شهر أغسطس

GMT 23:21 2020 الأربعاء ,26 آب / أغسطس

بورصة بيروت تغلق على تحسّن بنسبة 0.37%

GMT 13:08 2020 الإثنين ,24 شباط / فبراير

7 قواعد للسعادة على طريقة زينة تعرف عليهم

GMT 01:27 2018 الإثنين ,26 شباط / فبراير

باحثون يؤكدون تقلص عيون العناكب الذكور بنسبة 25%

GMT 15:46 2018 الأربعاء ,07 شباط / فبراير

كارل هاينز رومينيجه يشيد بسياسة هاينكس

GMT 12:17 2018 الجمعة ,02 شباط / فبراير

Mikyajy تطلق أحمر شفاه لعاشقات الموضة والتفرد

GMT 16:48 2018 الخميس ,25 كانون الثاني / يناير

المقاصة يسعى لاستعادة الانتصارات أمام الانتاج

GMT 14:39 2018 الإثنين ,22 كانون الثاني / يناير

"ثقافة أبوقرقاص" تنظم فعاليات في قرية الكرم وقصر الإبداع

GMT 01:22 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

العسيلي والليثي يطرحان أغنيتهما الجديدة "خاينة"

GMT 19:11 2015 الإثنين ,12 تشرين الأول / أكتوبر

مركز "محمود مختار" يستضيف معرض الفنان وليد ياسين

GMT 03:33 2017 الخميس ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

دار VIDA للمجوهرات تطرح مجموعة جديدة لامرأة الأحلام
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon