توقيت القاهرة المحلي 06:04:43 آخر تحديث
  مصر اليوم -

فى مناقشة منطق السفير نادر سعد

  مصر اليوم -

فى مناقشة منطق السفير نادر سعد

بقلم : عماد الدين حسين

الطريقة التى رد بها السفير نادر سعد المتحدث الرسمى باسم مجلس الوزراء مساء الأربعاء الماضى، على اسئلة الاعلام بشأن الأمطار وشبكة الصرف لم تكن ــ من وجهة نظرى ــ موفقة، وربما ادت إلى عكس ما كانت تريده الحكومة!
بالصدفة كتبت فى مقالى أمس فى «الشروق» تحت عنوان «لماذا نعجز دائما عن مواجهة الأمطار؟!» مطالبا الحكومة بأن تكشف للشعب سبب العجز وما هى تكلفة بناء شبكة صرف جديدة؟
وفى المساء تحدث السفير نادر سعد مع أكثر من فضائية، منها برنامج «صالة التحرير» للإعلامية عزة مصطفى على قناة «صدى البلد». وأهم ما جاء فى كلامه أنه لا توجد شبكة صرف فى مصر، لأن بلادنا جافة، وتكلفة إنشائها الآن تترواح بين ٢٠٠ و ٣٠٠ مليار جنيه، وبالتالى هل نبنى شبكة جديدة بهذا المبلغ ولا نستخدمها إلا يومين فى السنة، أم نبنى بهذا المبلغ مدارس ومستشفيات؟!. هو أرجع سبب غرق الشوارع لأن هطول الامطار كان غزيرا بمعدل ٦٥٠ ألف متر مكعب فى ٩٠ دقيقة، رغم جهد الأجهزة المحلية وتواجد جميع المسئولين فى الشارع.
هذا هو كلام المتحدث باسم الحكومة وأحترم تماما صراحته حتى لو كانت صادمة، لكنها أفضل مليون مرة من التصريحات الإنشائية المدغدغة للعواطف، ولن تؤدى لشىء.
وقبل مناقشة كلامه نؤكد أن الأمطار هى من فعل الطبيعة، وتحدث فى كل دول العالم المتقدم والمتخلف. ونشاهد أمطارا وأعاصير وعواصف تقتلع فى طريقها الأخضر واليابس. لا أحد يختلف على ذلك. الخلاف فقط على كيفية استعداد كل دولة لغضب الطبيعة، وهل تتخذ الإجراءات الكافية أم لا؟!
أعود لمناقشة كلام المتحدث باسم الحكومة حتى نصل إلى أفضل الطرق للحل.
هو يقول إن الأمطار الأخيرة والسيول التى تحدث بمصر بسبب التغير المناخى، وهو مدخل مهم للمناقشة. فإذا كنا ندرك جميعا أن التغيرات المناخية بدأت تؤثر على غالبية بلدان العالم، ومصر من بينها، فالسؤال الموجه للحكومة: هل لدينا أى استعدادات أو حتى دراسات للتعامل مع هذه التغيرات؟! وإذا كنا غير قادرين على التعامل مع أمطار حجمها ٦٥٠ ألف متر سقطت فى نصف يوم، فكيف سنتعامل مع ذوبان جليد قد يغرق أجزاء كبيرة من الدلتا لا قدر الله؟!
يسأل السفير نادر سعيد بصيغة استنكارية ويقول: هل نبنى شبكة صرف أم مدارس ومستشفيات؟.. وتقديرى أنه لم يكن موفقا فى هذه المقارنة، لعدة أسباب أولها أنه لم يفكر أن بعض الناس سيسألون مستنكرين ايضا: نحن لا نختلف على بناء المدارس والمستشفيات، لكن هناك أشياء أخرى يتم بناؤها قد لا تمثل أولوية الآن أو غدا !!
يقول السفير إن القاهرة القديمة والمدن الأخرى لم يتم فيها بناء شبكة صرف، لأننا لم نكن بحاجة إليها إلا مرة كل عام أو عامين. والسؤال هنا: ولماذا لم نفعل ذلك فى المدن الجديدة مثل القاهرة الجديدة؟ وهل نحن نلزم المطورين بأن يقيموا شبكات صرف فى المدن الجديدة التى نقوم ببنائها الآن تحسبا للمستقبل؟!
النقطة الثالثة أن كثيرا من المصريين الذين تألموا مما شاهدوه فى الأيام الأخيرة، لم يسألوا أصلا عن شبكة الصرف القومية، بل اشتكوا من أشياء بسيطة مثل عدم وجود مخرات لا تكلف المليارات فى الطرق والكبارى، بحيث لا تتكون برك وبحيرات، ولا يضطر الناس إلى السباحة الفعلية فى نفق العروبة فى قلب مصر الجديدة وغيرها؟! او غياب ثقافة التطوع ومساعدة ملايين المحشورين والمحاصرين لساعات وسط الامطار.
نعذر الحكومة لعدم وجود ميزانيات بالمليارات لإنشاء شبكة صرف جديدة. رغم وجود ادعاءات أن حكومات حسنى مبارك أنجزت بناء هذه الشبكة فى غالبية أحياء القاهرة الكبرى عام ١٩٩٠، لكن ما لم يمكن أن نعذر الحكومة عليه، أننا صرنا نغرق فعلا فى «شبر ميه»، ليست القضية أن يتواجد المسئولون فى مكان الأمطار، أو لا يناموا هذه الليلة، لكن أن يكونوا قد أدوا وأنجزوا عملهم قبل هطول الأمطار. لا نريد من المحافظ أو الوزير أو مسئول المحليات أن يشفطوا المياه بأنفسهم، بل أن يتخذوا سياسات تقلل قدر الإمكان من غضب الطبيعة.
ختاما أتمنى أن تدرس الحكومة والدولة فكرة إنشاء لجنة قومية بصلاحيات واسعة تناقش بهدوء قضية التغيرات المناخية وتأثيرها على مصر، وما الذى ينبغى أن نفعله، سواء بصورة عاجلة أو آجلة، وأن يتم فتح نقاش مجتمعى حقيقى ــ وليس كروتة ــ فى هذه القضية حتى لا نتفاجأ بغضب الطبيعة الحقيقى الذى لم نجربه حتى الآن!!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

فى مناقشة منطق السفير نادر سعد فى مناقشة منطق السفير نادر سعد



GMT 23:29 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحو قانون متوازن للأسرة.. بيت الطاعة

GMT 23:27 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحن عشاق «الكراكيب»

GMT 23:25 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

التوت و«البنكنوت»

GMT 20:38 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

الصفقة مع ايران تأجلت... أو صارت مستحيلة

GMT 07:51 2021 السبت ,11 أيلول / سبتمبر

الملالي في أفغانستان: المخاطر والتحديات

بيلا حديد في إطلالات عصرية وجذّابة بالدينم

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 10:38 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

إطلالات أنيقة وراقية لكيت ميدلتون باللون الأحمر
  مصر اليوم - إطلالات أنيقة وراقية لكيت ميدلتون باللون الأحمر

GMT 10:34 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

الوجهات السياحية الأكثر زيارة خلال عام 2024
  مصر اليوم - الوجهات السياحية الأكثر زيارة خلال عام 2024

GMT 10:56 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

نصائح للعناية بالأرضيات الباركيه وتلميعها
  مصر اليوم - نصائح للعناية بالأرضيات الباركيه وتلميعها

GMT 01:09 2024 الخميس ,19 كانون الأول / ديسمبر

اتفاق مبدئي على إعادة تشكيل السلطة التنفيذية في ليبيا
  مصر اليوم - اتفاق مبدئي على إعادة تشكيل السلطة التنفيذية في ليبيا

GMT 11:46 2024 السبت ,14 كانون الأول / ديسمبر

مبابي أفضل لاعب فرنسي في موسم 2023-2024 ويعادل كريم بنزيما

GMT 09:13 2023 الثلاثاء ,12 أيلول / سبتمبر

بلماضي يعلن أن الجزائر في مرحلة بناء منتخب قوي

GMT 20:43 2021 الخميس ,07 كانون الثاني / يناير

الرئيس السيسي يبحث القضايا الإقليمية مع نظيره القبرصي

GMT 02:29 2021 الأربعاء ,06 كانون الثاني / يناير

رغدة تكشف كواليس مشاركتها في مسرحية "بودي جارد" مع عادل إمام

GMT 01:03 2020 السبت ,19 كانون الأول / ديسمبر

تقارير تؤكد أن لقاح كورونا يسبب العدوى أيضًا

GMT 08:57 2020 الخميس ,22 تشرين الأول / أكتوبر

أسعار الأسمنت في مصر اليوم الخميس 22تشرين أول /أكتوبر 2020

GMT 07:50 2020 الأربعاء ,07 تشرين الأول / أكتوبر

أسعار الحديد في مصر اليوم الأربعاء 7 تشرين أول /أكتوبر 2020

GMT 00:27 2020 الأحد ,04 تشرين الأول / أكتوبر

ميناء دمياط يستقبل 8 سفن للحاويات والبضائع العامة

GMT 02:36 2020 الإثنين ,28 أيلول / سبتمبر

بريطانيا تحذر من موجة ثالثة لكورونا

GMT 09:11 2020 الإثنين ,21 أيلول / سبتمبر

20 مؤشرًا لصناعة الغاز الطبيعي خلال عام

GMT 03:30 2020 الإثنين ,22 حزيران / يونيو

موريتانيا تسجل 171 إصابة جديدة بفيروس كورونا
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon