توقيت القاهرة المحلي 10:04:17 آخر تحديث
  مصر اليوم -

نسمة فرح عروبي

  مصر اليوم -

نسمة فرح عروبي

بقلم: فـــؤاد مطـــر

لستُ من الطيف الذي يشاهد مباريات كرة القدم، وبالتالي لستُ من الذين يشجعون فريقاً يباري آخر، مع أن سنواتي المصرية مراسلاً من القاهرة ومعظم مدن المحروسة في أزمان الحرب والسلام وما بينهما من مناسبات، جعلتْني أعيش أجواء من التعصب الكروي لم أشهد مثيلاً لها في بريطانيا، عندما شاءت فواجع الحرب اللبنانية أن أغادر الوطن ثم تصبح بريطانيا الوطن الثاني، ذلك أن المباريات في بريطانيا تشجيع ومراهنات، فيما كانت وما زالت في مصر ينتابها التعصب، بل إنه في زمن حظْر العمل الحزبي في الخمسينات والستينات والاقتصار على حزب الدولة المسمى «الاتحاد الاشتراكي العربي»، كان هنالك «حزبان» في غاية التعصب؛ هما «الحزب الزملكاوي» نسبة إلى فريق نادي الزمالك، و«الحزب الأهلاوي» نسبة إلى فريق النادي الأهلي. وكما الحال التعصبية هذه الأيام في لبنان بين «القواتي» و«العوني»، فإن المصريين كانوا تشوقاً منهم إلى الانتماء الحزبي غير المجاز، يتباهون ومِن كل طبقات المجتمع بانتمائهم الكروي، فيقول هذا المواطن إنه «زملكاوي» ويقول ذاك إنه «أهلاوي». بعد ذلك وفي عهد الرئيس أنور السادات ثم في عهد الرئيس حسني مبارك تكاثرت الأحزاب السياسية، واختلط الحابل المتعصب السياسي بالنابل المتعصب الكروي، ولم تعد الكروية بديلاً عن الحزبية.
مناسبة هذه الاستعادة أنني شعرتُ بنسمة فرح عروبي ما أحوجنا إليها وسط موجة إحباط ناشئة عن الذبول المستشري في معظم ديار الأمة.
نسمة الفرح العروبي تتمثل بالزيارة، التي حدثت وإنْ هي تأخرت، التي قام بها المنتخب السعودي إلى رام الله يوم الأحد الماضي (13 أكتوبر/ تشرين الأول 2019) لملاقاة المنتخب الفلسطيني في التصفيات الآسيوية المزدوجة المؤهلة لكأس العالم 2022 وكأس آسيا 2023.
أن ترتفع أعلام فلسطين والسعودية على أرض فلسطينية ومعها صور الملك سلمان بن عبد العزيز وولي العهد الأمير محمد بن سلمان، فضلاً عن لافتات الترحيب والتصريحات من جانب الرئيس الفلسطيني محمود عباس وبعض المسؤولين في السلطة الوطنية، فهذه ليست مجرد طقوس تقليدية تتم في مناسبة، إنما هي تأكيد لديمومة الحرص على القضية الفلسطينية، ويتم ذلك في زمن اعتبار بعض أرض فلسطين هدايا يتم تقديمها من إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب إلى رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو المرشح للانصراف وربما المثول أمام القضاء.
نسمة الفرح العروبي هذه يتمنى المرء لو تليها نسائم من جانب دول عربية، بحيث تقوم منتخبات بما قام به المنتخب السعودي. كما يتمنى حدوث مبادرات على الصعيد الثقافي والفني.
ويبقى القول في شأن المباراة السعودية - الفلسطينية إن أهميتها في حدوثها وليس في النتيجة. فالرابح فيها هما الفريقان. وعلى هذا الأساس، فإن المباراة حدث تاريخي وأنها المرة الأولى في تاريخ مباريات كرة القدم يكون الرابح رابحاً والخاسر رابحاً أيضاً.
بوركت الخطوة التي هي نسمة فرح عروبي.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

نسمة فرح عروبي نسمة فرح عروبي



GMT 23:29 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحو قانون متوازن للأسرة.. بيت الطاعة

GMT 23:27 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحن عشاق «الكراكيب»

GMT 23:25 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

التوت و«البنكنوت»

GMT 20:38 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

الصفقة مع ايران تأجلت... أو صارت مستحيلة

GMT 07:51 2021 السبت ,11 أيلول / سبتمبر

الملالي في أفغانستان: المخاطر والتحديات

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمان ـ مصر اليوم

GMT 09:09 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

تجديد جذّري في إطلالات نجوى كرم يثير الجدل والإعجاب
  مصر اليوم - تجديد جذّري في إطلالات نجوى كرم يثير الجدل والإعجاب

GMT 08:58 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة
  مصر اليوم - وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة

GMT 23:13 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

بايدن يعلن التوصل إلى إتفاق وقف النار بين لبنان وإسرائيل
  مصر اليوم - بايدن يعلن التوصل إلى إتفاق وقف النار بين لبنان وإسرائيل

GMT 08:53 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض

GMT 09:31 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 04:48 2019 الإثنين ,08 إبريل / نيسان

أصالة تحيى حفلا في السعودية للمرة الثانية

GMT 06:40 2018 الأحد ,23 كانون الأول / ديسمبر

محشي البصل على الطريقة السعودية

GMT 04:29 2018 الخميس ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

روجينا تكشّف حقيقة مشاركتها في الجزء الثالث من "كلبش"

GMT 19:36 2018 الأحد ,22 إبريل / نيسان

تقنية الفيديو تنصف إيكاردي نجم إنتر ميلان

GMT 13:02 2018 الإثنين ,02 إبريل / نيسان

علماء يكشفون «حقائق مذهلة» عن السلاحف البحرية

GMT 20:26 2018 السبت ,31 آذار/ مارس

إيران توقف “تليجرام” لدواع أمنية
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon