توقيت القاهرة المحلي 04:58:12 آخر تحديث
  مصر اليوم -

حتشبسوت الملكة البدينة!

  مصر اليوم -

حتشبسوت الملكة البدينة

بقلم: زاهي حواس

كان حلم ممثلات السينما في مصر أن يمثلن دور الملكة حتشبسوت، أقوى امرأة في التاريخ والتي حكمت مصر ما يقرب من 22 عاماً؛ لأن قصتها تصلح كي تكون فيلماً سينمائياً. واتصلت بي الفنانة إلهام شاهين كي أكتب قصة هذه الملكة منذ أن كانت فتاة صغيرة بنت الملك تحتمس الأول، والذي ترك الحكم من بعده لابنه الملك تحتمس الثاني الذي تزوج من أخته الأميرة حتشبسوت. وكانت شخصيته ضعيفة؛ لذا كانت حتشبسوت هي الآمرة الناهية. وأنجب الملك تحتمس الثاني من زوجته الثانوية ولداً هو تحتمس الثالث، الذي سوف يحكم مصر بعد موت أبيه. وفعلاً تولى الحكم، وأصبحت حتشبسوت وصية عليه، لكنها استقلت بالحكم بعد ذلك. ومن المعروف أن القانون الإلهي في مصر القديمة لم يكن يسمح للمرأة أن تصبح الفرعون، بل إن هذا المنصب كان من حق الرجل فقط، المصري اليوموفي نفس الوقت لم يكن من حق الرجل أن يحكم دون المرأة؛ لأن المرأة في مصر الفرعونية كانت كل شيء بالنسبة لمصر؛ فهي الإلهة إيزيس التي بكت بعد موت أوزيريس وجرت الدموع كي تصبح نهر النيل. وبعد قتل زوجها، استطاعت أن تعيده للحياة وتنجب منه الطفل حورس وقامت بتربيته بعيداً عن الشر «ست» حتى أصبح رجلاً لينتقم من عمه الإله ست، ويصبح بعد ذلك ملكاً على مصر، أي لولا المرأة ما كانت هناك مصر.
ولذا عندما تولت حتشبسوت حكم البلاد، قام الكهنة بخلق قصة قد تعطيها الحق الإلهي لحكم البلاد، وهو أن الإله آمون قد جاء إلى والدتها في حجرة نومها وأنجب منها الطفلة حتشبسوت التي سوف تصبح «ملكاً» على مصر. ونقشت هذه القصة على جدران معبدها بالدير البحري. وأيضاً سوف نجد أنها في بعض تماثيلها تشبهت بالرجال. وتركت لنا آثاراً عظيمة بمعبدها الجميل الذي بناه المهندس العبقري سننموت الذي بنى مقبرته أسفل هذا المعبد. وقد يشير ذلك إلى علاقة خاصة بينها وبين هذا العبقري.
أما قصة البدانة، فقد بدأت المشروع المصري لدراسة المومياوات الملكية. واستطعت العثور على مومياء الملكة حتشبسوت. وهي مومياء لسيدة تضع يدها اليسرى على صدرها. ووُجدت داخل مقبرة مرضعة حتشبسوت. وبعد ذلك وجدنا صندوقاً كانت توضع فيه أحشاء الملكة. وداخله عثرنا على جزء من الكبد. وداخل هذا الصندوق عثرنا أيضاً على «سنة». وقمنا بدراسة كل مومياوات السيدات. واتضح أن هناك جزءاً في أسنان السيدة التي عثرنا عليها داخل مقبرة المرضعة تدخل فيه السنة؛ ولذا عرفنا أنها كانت بدينة. وماتت في سن 50 من مرض السرطان. ولم تتصل بي أبداً الفنانة إلهام شاهين بعد ذلك كي تطلب مني أن تقوم بدور الملكة حتشبسوت.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

حتشبسوت الملكة البدينة حتشبسوت الملكة البدينة



GMT 23:29 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحو قانون متوازن للأسرة.. بيت الطاعة

GMT 23:27 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحن عشاق «الكراكيب»

GMT 23:25 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

التوت و«البنكنوت»

GMT 20:38 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

الصفقة مع ايران تأجلت... أو صارت مستحيلة

GMT 07:51 2021 السبت ,11 أيلول / سبتمبر

الملالي في أفغانستان: المخاطر والتحديات

GMT 15:45 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 15:36 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : ناجي العلي

GMT 15:47 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 11:46 2024 السبت ,14 كانون الأول / ديسمبر

مبابي أفضل لاعب فرنسي في موسم 2023-2024 ويعادل كريم بنزيما

GMT 08:09 2024 الثلاثاء ,04 حزيران / يونيو

مميزات كثيرة لسيراميك الأرضيات في المنزل المعاصر

GMT 05:00 2024 الثلاثاء ,08 تشرين الأول / أكتوبر

بوجاتي تشيرون الخارقة في مواجهة مع مكوك فضاء

GMT 05:50 2024 الخميس ,05 أيلول / سبتمبر

تسلا تنشر صور للشاحنة سايبرتراك باختبار الشتاء

GMT 13:06 2021 الأحد ,03 تشرين الأول / أكتوبر

منة شلبي عضو لجنة تحكيم الأفلام الطويلة بمهرجان الجونة

GMT 20:51 2021 السبت ,11 أيلول / سبتمبر

رسميًا إيهاب جلال مديرًا فنيا لنادي بيراميدز
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon