توقيت القاهرة المحلي 14:21:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

«داعش» والنهاية الحتمية

  مصر اليوم -

«داعش» والنهاية الحتمية

بقلم: د. جبريل العبيدي

بمقتل إبراهيم عواد السامرائي الملقب بالبغدادي زعيم تنظيم «داعش»، في عملية نفذتها قوات خاصة أميركية بسوريا، تلاها مقتل بوق البغدادي وزير إعلام «داعش» أبو الحسن المهاجر، أصبح أتباع البغدادي مجرد أيتام يبحثون عن ملاجئ ومخابئ، وسيتحول التنظيم من ظاهرة «دولة» كما زعم البغدادي تصكُّ العملة، ولها حدود وديوان حسبة ومظالم ووزراء، إلى مجموعات تائهة طريدة وهاربة.
فبمقتل البغدادي تكون صفحة مهمة مؤلمة ومليئة بالجراح قد طويت، في تاريخ الشرق الأوسط، فهذا التنظيم الإرهابي الوحشي عديم الرحمة كان يحصد الناس حصداً مسلمين وغير مسلمين، ليبيح بذلك دماءهم ونساءهم وأموالهم، ليتقاسمها ثلة من السفهاء غنائمَ وسبايا.
مقتل البغدادي كان ضمن عملية سرية، تابعها الرئيس الأميركي مباشرة، أظهرت الرعب والفزع لدرجة البكاء لدى البغدادي، حيث قال الرئيس ترمب: «مات وهو يبكي ويصرخ». البغدادي الذي كان يذبح ويسحل ويحرق ويغرق ويفجر الأسرى بلا رحمة ولا شفقة، بل يصور ضحاياه بسادية مفرطة، ويستمتع بمشاهد إذلال ضحاياه، مما يؤكد حالة السادية التي كان يعاني منها، وأنه مجرد جبان رعديد في ثوب جلاد، طارده كلب وأخافه لدرجة البكاء، الكلب الذي أثنى عليه الرئيس ترمب بعد إصابته بجروح في المعركة، حيث كان ضمن قوة النخبة الأميركية المهاجمة.
وعن جثة البغدادي قال رئيس هيئة الأركان المشتركة الجنرال مارك ميلي إن «بقايا البغدادي تم نقلها إلى منشأة آمنة للتأكد من هويته عن طريق فحص الحمض النووي الخاص به، وقد تم التخلص من رفاته، وتم التعامل معه بشكل مناسب».
نهاية البغدادي كانت حتمية ومتوقعة، وانتهى بلا قبر يضمه كبقية خلق الله، لكثرة ما أفرط وتغوَّل في سفك دماء المسلمين قبل غيرهم، فهو من ذبح المسلمين بحكم الردة، فكل من لا يبايع إبراهيم عواد المسمى البغدادي، كان يقتل بالذبح أو السحل أو الحرق.
مقتل البغدادي في محافظة إدلب، وهي معقل لتركيا وأنصارها، ولها فيها عدة نقاط تابعة للجيش التركي، وهي على مقربة من الحدود مع تركيا، يدفع نحو السؤال عن دور تركي في حماية وتوفير ملجأ آمن له؛ لأن موالين لتركيا يتحكمون في تلك المنطقة.
المهم أن نقول هنا بعد أن تخلص العلم من وحش «داعش» إنه كان متأثراً بمنهج العنف الإخواني القطبي، كسابقه الزرقاوي، الذي شرعن التوحش بعد أن قسَّم مشرعن العنف سيد قطب المجتمعات إلى مجتمعات جاهلية، مبيحاً بذلك الأنفس التي حرم الله قتلها، فوجد البغدادي في تفسيراته الضالة والخاطئة والتي ألبس بعضها التأويل وطوَّعها لفهمه السقيم، بعد أن تشبع بأفكار الشاعر قطب المنسوخة من أفكار الصحافي أبو الأعلى المودودي صاحب فكر تكفير المجتمعات بحكم الجاهلية. لذا فإن على العالم أن يعي هذا الأخطبوط ويضع حداً له.
صحيح أنه بموت البغدادي وبوق أعلامه المهاجر سُدّدتْ ضربة قاسمة للتنظيم، إلا أنَّ للتنظيم مقومات أخرى للبقاء، من مشارب وروافد ومستخدمين له، ستمكنه من البقاء قيد الطلب والاستخدام كبندقية مستأجرة، ولكن مختبئاً تحت الأرض، وليس فوقها كما كان.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

«داعش» والنهاية الحتمية «داعش» والنهاية الحتمية



GMT 23:29 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحو قانون متوازن للأسرة.. بيت الطاعة

GMT 23:27 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحن عشاق «الكراكيب»

GMT 23:25 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

التوت و«البنكنوت»

GMT 20:38 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

الصفقة مع ايران تأجلت... أو صارت مستحيلة

GMT 07:51 2021 السبت ,11 أيلول / سبتمبر

الملالي في أفغانستان: المخاطر والتحديات

GMT 12:35 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 12:26 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 17:17 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب
  مصر اليوم - الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب

GMT 22:50 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

بشرى تكشف عن أمنيتها للعام الجديد
  مصر اليوم - بشرى تكشف عن أمنيتها للعام الجديد

GMT 10:34 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

الوجهات السياحية الأكثر زيارة خلال عام 2024

GMT 10:38 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

إطلالات أنيقة وراقية لكيت ميدلتون باللون الأحمر

GMT 10:52 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

بيلا حديد في إطلالات عصرية وجذّابة بالدينم

GMT 09:38 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

نصائح سهلة للتخلص من الدهون خلال فصل الشتاء

GMT 21:45 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

فجر السعيد تفتح النار على نهى نبيل بعد لقائها مع نوال

GMT 08:46 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

مبابي يكشف سبب منعه من الاستمرار مع سان جيرمان

GMT 20:43 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

الأمير هاري يتحدث عن وراثة أبنائه جين الشعر الأحمر

GMT 20:11 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

تكريم توم كروز بأعلى وسام مدني من البحرية الأميركية

GMT 09:56 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

أعد النظر في طريقة تعاطيك مع الزملاء في العمل

GMT 12:18 2016 الإثنين ,12 كانون الأول / ديسمبر

الروح والحب والإخلاص " ربنا يسعدكم "

GMT 23:59 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

اتفاق مبدئي على إعادة تشكيل السلطة التنفيذية في ليبيا

GMT 18:11 2024 الخميس ,05 أيلول / سبتمبر

3 تحديات تنتظر الزمالك قبل غلق الميركاتو الصيفي

GMT 07:33 2019 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

"سيسيه يؤكد رفضت عروضا من أجل البقاء مع "الاتحاد

GMT 05:59 2024 الأحد ,14 تموز / يوليو

محمد النني يقترب من الدوري السعودي
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon