توقيت القاهرة المحلي 22:45:33 آخر تحديث
  مصر اليوم -

ملاحظات مبدئية على منتدى الإعلام السعودى

  مصر اليوم -

ملاحظات مبدئية على منتدى الإعلام السعودى

بقلم: عماد الدين حسين

حينما تلقيت الدعوة الكريمة لحضور المنتدى الاعلامى السعودى الأول من رئيسه محمد فهد الحارثى، سألت نفسى، ماذا يمكن أن يقدم المنتدى من جديد، مقارنة بالمنتديات المماثلة، خصوصا الأشهر بينهما وهو منتدى دبى؟
الملاحظة الأولى ان عدد الحاضرين زاد عن ألف مدعو، وغالبيتهم من السعوديين، وهو أمر مفهوم، لكن أحد المتحدثين طالب بأن يتم التوسع فى دعوة العرب والأجانب، لأن المنتدى لا يخاطب الداخل فقط، بل الخارج أيضا.
الملاحظة الثانية وهى شكلية وتتعلق بعدم وجود جلسة افتتاحية رسمية، خصوصا أنها المرة الأولى للمنتدى، وكنت أتمنى أن تكون هناك شخصية عامة أو سياسية ثقيلة تتحدث فى الافتتاح، كما لم تكن هناك جلسة ختامية.
الملاحظة الثالثة وتتعلق بالتنظيم. كان هناك جهد هائل من المنظمين، واستقبالات وابتسامات ودودة، لكن كان هناك قصور فى بعض الجوانب من أول استخراج التأشيرات و«اللخبطة» فى تذاكر السفر، كما حدث معى شخصيا، نهاية بتغيير مواعيد الجلسات خلافا لما هو معلن فى البرنامح.
وأتصور أن هذه الملاحظة سببها عدم وجود خبرة سابقة، والمؤكد أنه سيتم تلافيها فى الدورات المقبلة.
الملاحظة الرابعة أن جوائز المنتدى موجهة للصحافة السعودية فقط، وأتمنى أن يتم التوسع فيها لتصبح لكل وسائل الإعلام العربية، كما هو الحال فى منتدى دبى مثلا، وأن يتم توزيها فى نهاية المنتدى، وليس فى نهاية اليوم الأول كما حدث.
تلك هى الملاحظات الشكلية والمبدئية، لكن فيما يتعلق بالجوهر، فقد كانت هناك نقاشات جادة تتعلق بمهنة الصحافة والإعلام ومستقبلها.
لفت نظرى فى الجلسة الأولى وعنوانها «المحتوى الإعلامى وسلوكيات الجماهير» الكلام الواضح والجرىء للدكتور والإعلامى السعودى المعروف على الموسى، حيث قال إن «كثرة الإعلام تقتل الإعلام» وأنه مطلوب منا كعرب أن نفكر كيف سنتعامل مع المستقبل.
هو ضرب مثلا بالقول: لو ألقيت هذه المحاضرة بعد عشرين سنة على الجيل الجديد، فالمؤكد أنهم لن يفهموا حرفا واحدا منها. هذا الجيل الجديد لم يتربى ليكون سياسيا، ولا يهتم بالأخبار، بل بالترفيه.
رؤية الدكتور الموسى تبدو متشائمة، لدرجة أنه فى نهايتها وجه حديثه للإعلاميين الحاضرين قائلا: «أحسن الله عزاءكم فى هذه المهنة» بشكلها الراهن يقصد!!، وفى اليوم التالى رد عليه جميل الذيابى رئيس تحرير صحيفة عكاظ بالقول ان المهنة لم تمت فى ثابتة لكن الوسيلة هى التى تتغير.
فى هذه الجلسة الاولى تحدث أيضا ضياء رشوان نقيب الصحفيين ورئيس الهيئة العامة للاستعلامات مطالبا بفهم الواقع جيدا وكيفية تغييره. بالنظر إلى التعقيدات الكثيرة فى المشهد الإعلامى العربى.
كانت هناك عناوين كثيرة أخرى للجلسات والورش منها «دور الصحافة فى قيادة التغيير» لمديرة الأخبار بالإذاعة الوطنية النرويجية هيليا سولبرج، و«أدوات الحملات الإعلامية العابرة للحدود» للإعلامية البحرينية سوسن الشاعر، و«خطط عمل الإعلام المنقول» لرئيس تحرير صحيفة فيردينس جانج، تورى بيورش، وجلسة مهمة بعنوان «إلى أين تتجه ميزانيات الإعلان.. ومن الرابح؟» لمنصور إبراهيم المنصورى مدير المجلس الوطنى للإعلام فى الإمارات. و«التوازن فى حرب عصر الإعلام الرقمى» لرئيس المركز الصحفى لوزارة الخارجية الروسية ألكسندر بيكانتوف.
وجلسة مهمة أيضا بعنوان «برامج التوك شو.. تنفيس أم علاج؟» وشارك فيها وائل الإبراشى ومعتز الدمرداش وعلى العليانى وبركات الوقيان وأدارتها نشوى الروينى.
وجلسة أخرى بعنوان: «الحوارات الجديدة فى المجتمع الرقمى المعاصر» وجلسة بعنوان «ولد ملكا. القصة غير المروية»، وأخرى بعنوان: «كيف تفوز عندما يكون التحدى مستمرا؟». و«الإعلام السعودى والمرحلة الجديدة» لوزير الإعلام السعودى تركى الشبانة. و«الإسلاموفوبيا: أزمة فكر.. أم أزمة إعلام؟!».
فى اليوم التالى كانت هناك جلسات مهمة أيضا أذكر منها «هل تقصى المشاهدة المدفوعة نظريتها التقليدية؟»، و«صناعة اسم إعلامى ناجح» و«المبتعثون السعوديون.. السفراء الجدد». وجلسة شديدة الأهمية عنوانها «الدبلوماسية والإعلام من يحرك الآخر» وشارك فيها مجموعة من سفراء السعودية، منهم تركى الدخيل «الإمارات» وأسامة نقلى «القاهرة» وفيصل بن حسن طراد «لبنان سابقا» وعلى عواض العسيرى «جنيف سابقا» وتضمن العديد من الأفكار المهمة وأتمنى ان اعود لمناقشتها لاحقا.
وجلسة مهمة عنوانها «الإعلام وتأجيج الأزمات السياسية العربية» للمحلل السياسى المعروف عبدالوهاب بدرخان، وجلسة مهمة أيضا للإعلامى الكبير عماد الدين أديب عنوانها «إعلام التحريض.. إشكالات المهنة وتناقض الأجندات».
كانت هناك الكثير من المفاهيم والمعلومات والآراء، أرجو أن أعود إليها لاحقا. لكن السؤال الذى شغلنى أكثر: كيف يمكن لهذا المنتدى وغيره من المنتديات العربية، أن يساهم فى إخراج الإعلام العربى من أزمته الوجودية الكبرى، خصوصا فيما يتعلق بضعف المحتوى وغياب الحريات؟!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ملاحظات مبدئية على منتدى الإعلام السعودى ملاحظات مبدئية على منتدى الإعلام السعودى



GMT 23:29 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحو قانون متوازن للأسرة.. بيت الطاعة

GMT 23:27 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحن عشاق «الكراكيب»

GMT 23:25 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

التوت و«البنكنوت»

GMT 20:38 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

الصفقة مع ايران تأجلت... أو صارت مستحيلة

GMT 07:51 2021 السبت ,11 أيلول / سبتمبر

الملالي في أفغانستان: المخاطر والتحديات

GMT 17:17 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب
  مصر اليوم - الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب

GMT 22:45 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

زينة تستعد للمشاركة في الدراما التركية
  مصر اليوم - زينة تستعد للمشاركة في الدراما التركية

GMT 07:12 2024 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

فينيسيوس الأفضل في العالم لأول مرة وهذا ترتيب ميسي وصلاح

GMT 15:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 22:56 2019 الإثنين ,09 كانون الأول / ديسمبر

إيهاب جلال يطمئن على فريد شوقي بعد تحسن حالته

GMT 16:26 2019 الأحد ,10 آذار/ مارس

سيدة كل العصور

GMT 06:37 2018 الثلاثاء ,28 آب / أغسطس

تعرف على سعرالمانجو في سوق العبور الثلاثاء

GMT 01:04 2018 الثلاثاء ,01 أيار / مايو

وداع أندريس إنييستا يخيم على احتفالات برشلونة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon