توقيت القاهرة المحلي 10:17:57 آخر تحديث
  مصر اليوم -

دستور إسلامي علماني رجعي تقدمي

  مصر اليوم -

دستور إسلامي علماني رجعي تقدمي

معتز بالله عبد الفتاح

بعض السياسيين المصريين يقول لسان حالهم: أعطنى موارد غير محدودة ووقتا غير محدود، وكل مشاكل مصر سيمكن حلها. وهذا فى ذاته دليل عدم فهم أو استيعاب للمأزق الذى نعيشه، وهو نفس الخطأ، بل الخطيئة، التى ارتكبت من قبل المجلس العسكرى حين قرر تأجيل الانتخابات استغلالا للظروف أو بناء على طلب بعض القوى الليبرالية واليسارية والثورية التى ارتأت أن تأجيل الانتخابات لعدة أشهر أو ربما عدة سنوات سيكون أفضل لهم وربما أفضل لمصر. وما زادتهم هذه الحسبة الفاشلة إلا انقساما وأعطت للقوى المحافظة دينيا الفرصة كى يتكاتفوا ليخسر «المدنيون».. فرصة ذهبية كانت ماثلة أمامهم بالتزام معلن بعدم ترشيح الإخوان على مقاعد إلا فى حدود الثلث وعدم ترشيح إخوانى رئيسا للجمهورية. وانقلبت الدنيا رأسا على عقب خلال أشهر التأجيل. وانتهينا إلى نفس النتيجة. ولو ظل «المدنيون» على نفس مواقفهم سنخسر المزيد من الوقت ويخسرون المزيد من التعاطف معهم ومن ثم الانتخابات القادمة أيضاً. واحدة من أعظم تجارب التحول الديمقراطى التى أحسنت الاستفادة من الوقت المحدود هى التجربة المجرية التى مرت بثلاث مراحل فى ثلاث سنوات (1987- 1990) بلا إراقة دماء أو شروخ حادة فى المجتمع. ولكن كان أعظم ما فيها أن الحزب الحاكم هو الذى قرأ المشهد السياسى بكفاءة وقام بالتراجع مباشرة عن سدة الحكم. لكن المعارضة نجحت كذلك فى توحيد صفوفها والسعى المباشر إلى إقامة أسس الحياة الديمقراطية فى دستور جديد ثم يكون التنافس بعد ذلك على أرضية الديمقراطية التى تتسع للجميع. وكان قد بدأ حزب العمال الاشتراكى المجرى (الحزب الشيوعى) فى سلسلة مباحثات مع المعارضة فى يونيوـ سبتمبر 1989 وسُميت حينها «الطاولة المستديرة الوطنية»، وفى 23 أكتوبر 1989 تمّ الإعلان عن التخلى عن تسمية جمهورية المجر الشعبية واستبدالها بجمهورية المجر، وهى إشارة من الحزب الحاكم حينها (الشيوعى) إلى التخلى عن بعض مفاهيمه الأيديولوجية والانفتاح على المعارضة وعلى الشعب. وفى مارس أبريل 1990 تم إجراء انتخابات ديمقراطية متعددة الأحزاب بكل معنى الكلمة، وكان نظام الخصخصة (بيع المؤسسات الحكومية الخاسرة للقطاع الخاص) قد بدأ بشكل قانونى رسمى. كذلك تمّ الاتفاق مع السوفييت على سحب قطعاتهم العسكرية التى كانت موجودة منذ الحرب العالمية الثانية و«بشكل مؤقت» وبدأ سحبها فى أبريل 1989 وأنهت انسحابها بشكل كامل فى يونيو 1991، وفى نفس الوقت تمّ الانسحاب من حلف وارسو ومجلس التعاون الاقتصادى. المعارضة والحكومة، الأقلية والأغلبية، جلسوا واتفقوا وأعلنوا خطوات محددة فى زمن قياسى لأنهم كان لديهم من النضج والثقة فى النفس وفى الغير ما جعلهم قادرين على اتخاذ خطوات مشتركة من أجل مستقبل أفضل: سياسيا واقتصاديا. أما فى مصر، فلا تكاد تجلس مع أحد إلا ويشكو من القوى السياسية الأخرى ويتهمها بكل ما لا منطق وراءه إلا الغضب والغيظ والعداء الشخصى. وأعجب ما سمعت خلال اليومين الماضيين من أصدقاء سلفيين أنهم سيرفضون الدستور لأنه «علمانى»، ومن أصدقاء ليبراليين أنهم سيرفضون الدستور لأنه «إسلامى»، هذا طبعا بالإضافة لمن سيرفضون الدستور لأنهم يريدون حصانة واستقلالا للجهات التى يعملون فيها، ومن سيرفضونه لأنهم ليسوا جزءا من الجمعية التأسيسية، ولا حول ولا قوة إلا بالله. هو من الذى قال «إننا غير مستعدين للديمقراطية»؟ نقلاً عن جريدة "الوطن"

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

دستور إسلامي علماني رجعي تقدمي دستور إسلامي علماني رجعي تقدمي



GMT 09:41 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

ليس آيزنهاور

GMT 09:40 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

والآن الهزيمة!

GMT 09:38 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

مسؤولية تأخر قيام دولة فلسطينية

GMT 09:37 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

... عن «الممانعة» و«الممانعة المضادّة»!

GMT 09:36 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

واشنطن... وأرخبيل ترمب القادم

GMT 09:35 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

الفكرة «الترمبية»

GMT 09:33 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

فريق ترامب؟!

GMT 09:32 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

مفاجأة رائعة وسارة!

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمان ـ مصر اليوم

GMT 09:09 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

تجديد جذّري في إطلالات نجوى كرم يثير الجدل والإعجاب
  مصر اليوم - تجديد جذّري في إطلالات نجوى كرم يثير الجدل والإعجاب

GMT 08:58 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة
  مصر اليوم - وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة

GMT 23:13 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

بايدن يعلن التوصل إلى إتفاق وقف النار بين لبنان وإسرائيل
  مصر اليوم - بايدن يعلن التوصل إلى إتفاق وقف النار بين لبنان وإسرائيل

GMT 08:53 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض

GMT 09:31 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 04:48 2019 الإثنين ,08 إبريل / نيسان

أصالة تحيى حفلا في السعودية للمرة الثانية

GMT 06:40 2018 الأحد ,23 كانون الأول / ديسمبر

محشي البصل على الطريقة السعودية

GMT 04:29 2018 الخميس ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

روجينا تكشّف حقيقة مشاركتها في الجزء الثالث من "كلبش"

GMT 19:36 2018 الأحد ,22 إبريل / نيسان

تقنية الفيديو تنصف إيكاردي نجم إنتر ميلان
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon