توقيت القاهرة المحلي 10:17:57 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الإدارة بالمخاوف

  مصر اليوم -

الإدارة بالمخاوف

معتز بالله عبد الفتاح

نحن أمام فريقين متنافسين، لكل منهما حجته فيما يطرحه من مواقف، ولكن الأخطر أن كلاً منهما عنده من المخاوف ما يفوق بمراحل أسباب الثقة فى الطرف الآخر. استقر فى ذهن كل طرف أن هناك مؤامرة فعلية (وليست احتمالات مؤامرة) ضد الطرف الآخر. وكل مؤامرة أشبه بمربع أضلاعه ينسجها الطرف الآخر ضد الطرف الأول. وفهم أضلاع المؤامرة مهم لأنه يكشف شبكة المصالح ويفسر المواقف السياسية لكل طرف. نبدأ من رؤية المعارضة الليبرالية للحكم المحافظ دينياً حيث يسيطر على هؤلاء مخاوف «أخونة الدولة» بأضلاعها التالية: الضلع الأول هو الخوف من أخونة الحكومة بتقريب وتغليب أهل الثقة من الإخوان على أهل الكفاءة من دونهم. القضية هنا ليست صحة هذه المعلومات أو خطأها وإنما أن هذا التصور موجود ويؤثر على عملية صنع القرار السياسى. الضلع الثانى هو الخوف من أخونة الإعلام بإسكات الأصوات المعارضة تحت أى حجة وبأى مبرر قانونى أو غير قانونى. القضية هنا ليست صحة هذه المعلومات أو خطأها، وإنما أن هذا التصور موجود ويؤثر على عملية صنع القرار السياسى. الضلع الثالث هو الخوف من أخونة الدستور بتضمينه أدوات ومكونات الدولة الكهنوتية حتى يتم تجميعها وتشغيلها مع الأغلبية البرلمانية القادمة. القضية هنا ليست صحة هذه المعلومات أو خطأها وإنما أن هذا التصور موجود ويؤثر على عملية صنع القرار السياسى. الضلع الرابع هو الخوف من تواضع الكفاءة عند كوادر الإخوان واستعدادهم لإطلاق الوعود دون الالتزام بالتنفيذ. القضية هنا ليست صحة هذه المعلومات أو خطأها وإنما أن هذا التصور موجود ويؤثر على عملية صنع القرار السياسى. هذا المربع يقابله مربع آخر يتداخل معه تماماً ويتفاعل معه وهو مربع إفشال الدولة من وجهة نظر مؤسسة الرئاسة ومن يؤيدها. مربع إفشال الدولة هذا يتضمن عناصر أربعة. الضلع الأول عنوانه القضاء. يعتقد قيادات التيار المحافظ أن الجهاز القضائى مسيس حتى وإن التزم الإجراءات القانونية المتعارف عليها. مثلاً هناك قضايا تعرض أمام بعض المحاكم (الإدارية أو الدستورية) ويتم النظر فيها بسرعة شديدة مقارنة بغيرها، أو هكذا يظن بعض من المتعاطفين مع التيار المحافظ دينياً. القضية هنا ليست صحة هذه المعلومات أو خطأها وإنما أن هذا التصور موجود ويؤثر على عملية صنع القرار السياسى. الضلع الثانى عنوانه الإعلام. يعتقد قيادات التيار المحافظ أن بعضاً من العاملين فى جهاز الإعلام تحولوا من أداة لكشف الحقائق إلى أداة لتشويه الحقائق. القضية هنا ليست صحة هذه المعلومات أو خطأها وإنما أن هذا التصور موجود ويؤثر على عملية صنع القرار السياسى. الضلع الثالث عنوانه الدولة العميقة. يعتقد قيادات التيار المحافظ أن هناك عناصر داخل جهاز الدولة يعملون على إفساد أى محاولة لإصلاح جهاز الدولة وأنهم على اتصال بعناصر تسعى لإفشال الرئيس وإفشال تجربة الإخوان حتى يقول الناس: «فين أيام مبارك؟» وقد ارتفع هذا التوجه عند قطاع من الناس بالفعل. القضية هنا ليست صحة هذه المعلومات أو خطأها وإنما أن هذا التصور موجود ويؤثر على عملية صنع القرار السياسى. الضلع الرابع عنوانه عظم التحديات فعلياً. يعتقد قيادات التيار المحافظ على يقين أن مشاكل مصر أكبر وأعمق من قدرة أى رئيس أو حكومة إلا بتوجيه كل مؤسسات الدولة والمجتمع لطاقاتها من أجل التغلب على هذه المشاكل. وهذا لا يحدث من الناحية العملية وإنما هناك تناحر سياسى وخلل بيروقراطى يجعل الأمور تزداد سوءاً. القضية هنا ليست صحة هذه المعلومات أو خطأها وإنما أن هذا التصور موجود ويؤثر على عملية صنع القرار السياسى. علينا أن نعى ما سبق، أو أن نرفضه، ولكن لا ينبغى تجاهله. هناك خوف متأصل فينا، وإن لم نتغلب عليه لن ننجح. وأسوأ ما فى الأمر أن المخاوف انتقلت من النخبة إلى المواطن. والنخبة متهافتة على حساباتها الشخصية، وبالمرة لو ممكن نخدم البلد. آه يا بلد. نقلاً عن جريدة "الوطن"

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الإدارة بالمخاوف الإدارة بالمخاوف



GMT 09:41 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

ليس آيزنهاور

GMT 09:40 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

والآن الهزيمة!

GMT 09:38 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

مسؤولية تأخر قيام دولة فلسطينية

GMT 09:37 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

... عن «الممانعة» و«الممانعة المضادّة»!

GMT 09:36 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

واشنطن... وأرخبيل ترمب القادم

GMT 09:35 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

الفكرة «الترمبية»

GMT 09:33 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

فريق ترامب؟!

GMT 09:32 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

مفاجأة رائعة وسارة!

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمان ـ مصر اليوم

GMT 09:09 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

تجديد جذّري في إطلالات نجوى كرم يثير الجدل والإعجاب
  مصر اليوم - تجديد جذّري في إطلالات نجوى كرم يثير الجدل والإعجاب

GMT 08:58 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة
  مصر اليوم - وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة

GMT 23:13 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

بايدن يعلن التوصل إلى إتفاق وقف النار بين لبنان وإسرائيل
  مصر اليوم - بايدن يعلن التوصل إلى إتفاق وقف النار بين لبنان وإسرائيل

GMT 08:53 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض

GMT 09:31 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 04:48 2019 الإثنين ,08 إبريل / نيسان

أصالة تحيى حفلا في السعودية للمرة الثانية

GMT 06:40 2018 الأحد ,23 كانون الأول / ديسمبر

محشي البصل على الطريقة السعودية

GMT 04:29 2018 الخميس ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

روجينا تكشّف حقيقة مشاركتها في الجزء الثالث من "كلبش"

GMT 19:36 2018 الأحد ,22 إبريل / نيسان

تقنية الفيديو تنصف إيكاردي نجم إنتر ميلان
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon