توقيت القاهرة المحلي 10:17:57 آخر تحديث
  مصر اليوم -

دروس سنة 2012

  مصر اليوم -

دروس سنة 2012

معتز بالله عبد الفتاح

لو مكتوب لهذا البلد أن يعيش بسلام فعليه أن يعى دروس العام المنصرم الذى يمكن أن أعتبره عاما شديد الصعوبة فقدت فيه الدولة والمجتمع توازنهما عدة مرات، وأخفقت صمامات الأمان من العقلاء فى نزع فتيل عدد من الألغام التى انفجرت فى وجوهنا جميعا. ولو كان لى أن أجمل أهم دروس العام الماضى لوضعتها فى صورة لاءات عشرة: أولا، لا تحصين لأى قرارات رئاسية أو حكومية ضد التقاضى لأن هذه دعوة مفتوحة للنزول للشارع بما يحمله ذلك من احتمالات العنف. وما قيمة السلطة القضائية إلا فى أنها بديل متحضر عن الصراعات الدموية التى تشهدها مجتمعات بلا قانون. وكما قلت للرئيس مرسى فى أعقاب إعلانه الدستورى: «أرجوك، ما تعملش كده تاني!». ثانيا، لا لاستخدام دور العبادة أو الشعارات الدينية فى أى انتخابات أو استفتاءات: لا جنة ولا نار، ولا ملائكة ولا شياطين فى مثل هذه الأمور الدنيوية. أرجوكم لا تخلطوا بين قداسة الدين وجاه الدنيا، بين عظمة الإيمان وحطام المناصب. أرجوكم نريد الدين أن يصلح السياسة بالأخلاق ولا نريد أن تُفسد السياسة الدين بالمصالح. ثالثا، لا لمحاصرة أى مؤسسة من مؤسسات الدولة على النحو الذى يعوقها عن تأدية عملها أو على النحو الذى يروع أو يهدد القائمين عليها. دعونا نستنكر التهديدات التى وجهت للمحكمة الدستورية من بعض الثوار أثناء نظر قانون العزل ومدى انطباقه على الفريق شفيق حين كان مرشحا لانتخابات الرئاسة فى يونيو الماضى ثم مع منع المحكمة من الانعقاد فى ديسمبر 2012 واستنكارى التام للتهديدات أثناء تظاهر أنصار السيد حازم صلاح أبوإسماعيل أثناء نظر مسألة أحقيته فى الترشح. وهو نفس الرفض لمن يريدون محاصرة أى مؤسسة عامة أو خاصة أخرى. رابعا، لا لأدلجة مؤسسات الدولة: لا لأخونة مؤسسات الدولة، لا لسلفنة مؤسسات الدولة، لا للبرلة مؤسسات الدولة. وهذا ما ينبغى الحرص عليه فى أثناء وضع قوانين واختيار قيادات الهيئات المستقلة والرقابية لأنها ستكون مطالبة من الناحية الرسمية بالحفاظ على حياد مؤسسات الدولة أيديولوجيا مع مسئولية مؤسسات المجتمع المدنى وأجهزة الإعلام لأن تراقب هذه المسألة. خامسا، لا للعنف اللفظى أو لتخوين وشيطنة المعارضين فى الرأى والرؤية بل الحرص على تقديم روح المنافسة الشريفة لأنها المقدمة المنطقية للتوازن بين السلطات وللتداول السلمى للسلطة. سادسا، لا للعنف البدنى أو المادى سواء بالاعتداء على أشخاص أو مبان تمثل الغير. إن أعظم النار من مستصغر الشرر. سابعا، لا لتزوير إرادة الناخبين أو تعطيلهم عن الإدلاء بأصواتهم أو إبعاد القضاة الشرفاء على القيام بمهامهم فى الإشراف على الانتخابات وإلا فنحن نغامر بالعودة إلى ظروف انتخابات 2010 وما ترتب عليها من تداعيات. ثامنا، لا لصمت المعتدلين على تشدد المتشددين وتطرف المتطرفين، لأنه إن لم يكن هناك صراع أفكار بين المعتدلين من داخل كل تيار والمتشددين والمتطرفين فيه، فسيكون هناك صراع أفكار بين التيار برمته ضد تيارات أخرى. تاسعا، لا للاستقواء بالخارج تحت أى مسمى أو بأى حجة. وهذا لا ينفى أهمية الاستفادة من تجارب الدول الأخرى ومن المساعدات الأجنبية ومن التواصل مع المنظمات الدولية لأن تجارب الدول الأخرى هى معامل التجربة التى ينبغى أن نعود إليها للاستفادة منها. عاشرا، لا لتغليب السياسة على الاقتصاد وتغليب صراعات النخب على معاناة الجماهير. هناك قرارات وقوانين مهمة كثيرة ينبغى أن تكون محور اهتمامنا مثل قانون حماية المنافسة ومنع الممارسات الاحتكارية وقانون حماية المستهلك وغيرها كثير من أجل اقتصاد سوق فاعل وعادل. ولا بد من الاستفادة من الخبرات الاقتصادية والاستثمارية والإبداعية المصرية والأجنبية بأسرع وقت ممكن. لا أقلق من عظم التحديات، ولكنى قلق من ضعف القدرات. ومع ذلك لا أظننا بدعا من البشر، نحن فقط فى حالة عدم توازن وبحاجة لاستعادة هذا التوازن بسرعة كى نبدأ العمل. كل عام وحضراتكم بخير، وسامحونى على أى تقصير. نقلاً عن جريدة "الوطن"

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

دروس سنة 2012 دروس سنة 2012



GMT 09:41 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

ليس آيزنهاور

GMT 09:40 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

والآن الهزيمة!

GMT 09:38 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

مسؤولية تأخر قيام دولة فلسطينية

GMT 09:37 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

... عن «الممانعة» و«الممانعة المضادّة»!

GMT 09:36 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

واشنطن... وأرخبيل ترمب القادم

GMT 09:35 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

الفكرة «الترمبية»

GMT 09:33 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

فريق ترامب؟!

GMT 09:32 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

مفاجأة رائعة وسارة!

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمان ـ مصر اليوم

GMT 09:09 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

تجديد جذّري في إطلالات نجوى كرم يثير الجدل والإعجاب
  مصر اليوم - تجديد جذّري في إطلالات نجوى كرم يثير الجدل والإعجاب

GMT 08:58 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة
  مصر اليوم - وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة

GMT 23:13 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

بايدن يعلن التوصل إلى إتفاق وقف النار بين لبنان وإسرائيل
  مصر اليوم - بايدن يعلن التوصل إلى إتفاق وقف النار بين لبنان وإسرائيل

GMT 08:53 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض

GMT 09:31 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 04:48 2019 الإثنين ,08 إبريل / نيسان

أصالة تحيى حفلا في السعودية للمرة الثانية

GMT 06:40 2018 الأحد ,23 كانون الأول / ديسمبر

محشي البصل على الطريقة السعودية

GMT 04:29 2018 الخميس ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

روجينا تكشّف حقيقة مشاركتها في الجزء الثالث من "كلبش"

GMT 19:36 2018 الأحد ,22 إبريل / نيسان

تقنية الفيديو تنصف إيكاردي نجم إنتر ميلان
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon