توقيت القاهرة المحلي 20:27:05 آخر تحديث
  مصر اليوم -

خطة تقسيم مصر «بالكلاتش»

  مصر اليوم -

خطة تقسيم مصر «بالكلاتش»

معتز بالله عبد الفتاح

وجدنى مهموماً، فسألنى «إيه الحكاية؟» كان هذا صديقى محمد الميكانيكى. قلت له: «زعلان لأنى أجد فى نفسى فى حالة من عدم القدرة على إيجاد حلول لمشاكلنا ليس لأنها بلا حلول ولكن لأن من بيدهم الأمر يرون المشاكل بحجم ووزن أكبر من الحلول. وهذا مألوف فى بيئة مأزومة. وبالذات حين يقدم مقترحات معقولة لا تجد قبولاً عند من وجهت إليهم المقترحات، ثم يجد بعد فترة من يقول لك: «يا ليتنا سمعنا كلامك». و«يا ليت» هذه فيها شهور بتضيع وأموال كثيرة تنفق فى غير طائل والأهم أرواح زكية تذهب فى غير منطق. «طيب ما يمكن إنت بتفكر غلط. إنت بتقعد تحلل وتفكر فى البدائل، وتحسب كل بديل وتصعب المسألة على نفسك. إديها فى الكلاتش على طول، وقل أى كلام، مش إنت اللى كنت بتقول محاولة استخدام المنطق لعلاج مشاكل مجتمع لا يعترف بالمنطق هى محاولة غير منطقية فى حد ذاتها. خلاص قُل لهم كلام غير منطقى من وجهة نظرك يمكن يطلع منطقى من وجهة نظرهم. يعنى مثلاً موضوع إن الإخوان خطفوا البلد ومش هيسبوها تانى، نعمل إيه؟» قال صديقى الميكانيكى. «عايز إجابة غير منطقية يمكن تطلع منطقية؟ شوف يا سيدى، القوى السياسية منقسمة، كل طرف عايز يلون مصر باللون الذى يتفق مع تحيزاته، وكل طرف راغب فى أن يخطفها من الطرف الآخر حتى لو ترتب على ذلك أنها تنكسر أو تتقطع مش مهم. المهم إن الطرف الآخر لا يفوز بها سليمة. طيب إيه رأيك نقترح عليهم إننا نعطى لليساريين شوية محافظات، ونعطى لليبراليين شوية محافظات، ونعطى للإخوان شوية محافظات، ونعطى للسلفيين شوية محافظات، وللشباب غير المتحيز أيديولوجياً شوية محافظات. ونرجع لهم بعد سنتين، ونشوفهم هيعملوا إيه. ومن ينجح فيهم يكون هذا جزءاً من سجله علشان لما نعمل انتخابات يبقى الناس عارفة من يقدر على ماذا». «تفتكروا هيعملوا إيه؟» سأل صديقى. «غالباً مش هيعرفوا يعملوا حاجة، أو على الأقل هيكتشفوا إن المثالية اللى بيتكلموا بيها فى الفضائيات، تنفع فى الفضائيات فقط، وأن الواقع له تعقيدات هم يغفلونها أو هم على غير وعى بها، وأن القدرة على الاعتراض والاحتجاج والهدم والتدمير أسهل كثيراً جداً من القدرة على البناء والتطوير. وغالباً سيتوقفون عن العمل وينشغلون بالظهور فى الفضائيات ومع كل مشكلة تواجههم سيتهمون الطرف الآخر بأنه السبب فيها كجزء من مؤامرة ضده، وغالباً هيكون فيه كلام عن تدخل دول أجنبية مثل أمريكا وقطر أو إسرائيل أو إيران من أجل نصرة هذا المشروع أو ذلك. وأنصار كل تيار سيقفون ضد من يحكمه ليطالبه بما لا يطيق. يعنى مثلاً، بعض الجهاديين فى المحافظات ذات المحافظ الليبرالى أو اليسارى سيعتصمون ويقطعون الطرق وفى مرحلة لاحقة سيحرقون مبنى المحافظة ويدمرون الشرطة وسيجرى أمامهم المحافظ «ملط» لأنهم يطالبونه بتطبيق شرع الله فوراً. أما فى المحافظات ذات المحافظ الإسلامى فسيخرج عليه الليبراليون مطالبين بحقوق يعتبرونها مقررة لهم دولياً وسيستدعون التليفزيونات العالمية لأن المحافظ لا الإسلامى رجعى وبيحكم المحافظة عبر الفاشية الدينية. وستجد المحافظة الأفضل هى التى فيها عدد أقل من الجدران المانعة والأسلاك الشائكة. وستتفاخر المحافظات بعدد زجاجات المولوتوف التى ألقيت فيها، وسنحل مشاكل مصر كلها، بإذن الله، عبر تدميرها علشان نبدأ من أول وجديد. وإن كنت أشك أننا سنبدأ» قلت له. «يا نهار أسود، إيه ده؟ ده إحنا ما لناش قومة، طيب وبعد السنتين ما يخلصوا ونكتشف الخيبة دى، هيحصل إيه؟» قال صديقى محمد الميكانيكى. «ولا حاجة، هنكتشف إن العيب عيب مصنع، عيب خلقى إحنا بنتولد به ثم يكبر جوانا، ثم كل واحد يأخذ اتجاهه الأيديولوجى الذى يناسبه، ولكن يفضل العيب موجود، فنتحول إلى كائنات صدامية، يختفى بيننا صوت العقل، ويرتفع صوت الغلظة فى كل اتجاه. لا نرى فى أنفسنا عيباً، ونرى كل العيب فى الآخرين. ويضيع البلد مننا، ويا فرحة إسرائيل فينا. وهذا هو الكلاتش». سلام يا صاحبى. نقلاً عن جريدة "الوطن"

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

خطة تقسيم مصر «بالكلاتش» خطة تقسيم مصر «بالكلاتش»



GMT 09:41 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

ليس آيزنهاور

GMT 09:40 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

والآن الهزيمة!

GMT 09:38 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

مسؤولية تأخر قيام دولة فلسطينية

GMT 09:37 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

... عن «الممانعة» و«الممانعة المضادّة»!

GMT 09:36 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

واشنطن... وأرخبيل ترمب القادم

GMT 09:35 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

الفكرة «الترمبية»

GMT 09:33 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

فريق ترامب؟!

GMT 09:32 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

مفاجأة رائعة وسارة!

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمان ـ مصر اليوم

GMT 09:09 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

تجديد جذّري في إطلالات نجوى كرم يثير الجدل والإعجاب
  مصر اليوم - تجديد جذّري في إطلالات نجوى كرم يثير الجدل والإعجاب

GMT 08:58 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة
  مصر اليوم - وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة

GMT 08:53 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض

GMT 10:18 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25

GMT 09:22 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 09:43 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

GMT 23:00 2018 الأربعاء ,05 أيلول / سبتمبر

البيت الأبيض يصف كتاب "بوب وودورد" بأنه "قصص ملفقة"
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon