توقيت القاهرة المحلي 20:27:05 آخر تحديث
  مصر اليوم -

حوكمة وزارة الداخلية

  مصر اليوم -

حوكمة وزارة الداخلية

مصر اليوم

  أما «الحوكمة» فهى كلمة «بايخة» فى مبناها مهمة فى معناها، تتضمن وضع قواعد عمل وأسس مراقبة داخلية ومحاسبة خارجية لضمان أن المؤسسة تعمل لخدمة المتأثرين بها وليس لخدمة القائمين عليها. وبالتالى تلتزم بقواعد للسلوك؛ بحيث يكون عائد عملها نافعا لكل المساهمين فيها، بدءاً من أصغرهم. وفى حالة وزارة الداخلية، فإن القائمين عليها هم ضباطها وجنودها، والمساهمين فيها هم كل المصريين ممن يدفعون الضرائب. طيب، هذا عن الحوكمة.. ماذا عن وزارة الداخلية؟ وزارة الداخلية هى الجهة المسئولة عن تنفيذ القانون؛ لذا يسمونها «law enforcement agency»، هى ليست صانعة للقانون وليست فوق القانون وليست القانون، هى من ينفذ القانون، والأصل أنها تفعل ذلك منفردة لأنها هى وحدها من تملك الحق فى احتكار العنف. وليس من حق أى جهة أخرى أن تحمل سلاحا أو تكوّن ميليشيات عسكرية أو شبه عسكرية تحت أى اسم، بما فى ذلك الفكرة غير المقبولة لجماعات تدعى الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر. ولن يمكن وقف كل هذا الجدل إلا بحوكمة وزارة الداخلية. إذن، وفقا للقانون، فإن الضابط يكون مطالبا وهو يطبق القانون بأن يكون عالما بأى بند من أى مادة من مواد القانون وهو يفعل ما يفعل. وعليه، فلو أنه لا يوجد فى القانون ما يسمح له بضرب أو سحل أو سب أو إهانة أى مواطن، وأتى أيا من هذه السلوكيات، فهو خارج عن القانون ويتحول من شخص قائم على تنفيذ القانون إلى شخص خارج على القانون. ويمكن للمواطن تقديم بلاغ ضده للنيابة العامة للتحقيق معه باعتباره خرج عن القانون. والحقيقة أن ضابط الشرطة حين يقبض على أى من المواطنين، ويقدمه للنيابة العامة، فهو يحرر له وثيقة يثبت فيها أن هذا المواطن قد خرج على القانون. هذا ما ينبغى أن يكون، ماذا عمّا هو كائن؟ ما هو كائن أننا مجتمع بلا بوصلة أخلاقية (تستشعر الرحمة) أو مهنية (تلتزم القانون) أو عقلانية (تتصرف بالحكمة). ولا يمكن إصلاح أحوال المجتمع إلا بإصلاح أوضاع الدولة أولا، ولا يمكن إصلاح الدولة دون إرادة صادقة وإدارة واعية لعملية الإصلاح هذه. ولهذا يكون الحديث عن «حوكمة وزارة الداخلية» وهو ما يجرنى لثلاثة مصطلحات شائعة فى عالم حوكمة المؤسسات: الإصلاح (reform)، وإعادة الهيكلة (restrict. re)، وإعادة البناء (rebuild). وهى أشبه بالأطباء حين يختارون بين العلاج بالأدوية والتدخل الجراحى للاستئصال أو التدخل الجراحى لزرع جزء من جسم الإنسان. وفى دول ما بعد الحروب الأهلية والثورات، توجد جهود دولية، بعضها تقوم به الأمم المتحدة، من أجل بناء شرطة ديمقراطية (Police Democratization) أى تأهل الشرطة لعصر الديمقراطية من حيث احترامها لحقوق الإنسان، تعاملها مع الجمهور، الحياد المهنى تجاه العملية السياسية، الرقابة الداخلية والخضوع للمساءلة الخارجية. كى يحدث كل هذا، فإن جهودا منظمة لا بد أن تُبذل فى الاتجاهات الثلاثة المشار إليها: الإصلاح وإعادة الهيكلة وإعادة البناء. أما الإصلاح فهو إدخال التغييرات الملائمة على قطاع ما كى يكون أداؤه أفضل مما هو عليه. إذن الأداء معقول، لكنه ليس الأفضل. أما إعادة الهيكلة فهى أعمق كثيراً من الإصلاح؛ لأنها تتطلب تغيير مهام وبنية بعض المؤسسات، بما فى ذلك إعادة تدريب وتهيئة العاملين فى الوزارة على قيم جديدة وثقافة مختلفة. أما إعادة البناء فهى تعنى الظاهر من الكلمات، أى هدم أو إلغاء هيئة أو مؤسسة وإعادة بنائها على أسس جديدة تماما وفقا لقواعد أخرى، عادة بناء أو وفقا للمعايير الدولية. والتفرقة بين الثلاثة مصطلحات وتطبيق أى منها فى أى مقام ليست مسألة أيديولوجية أو انطباعات شخصية وإنما هى بذاتها تخضع لمؤشرات نجاح وفشل تقول لنا نستخدم أى استراتيجية مع أى قطاع من قطاعات الوزارة. ولا بد من أن تكون نقطة البداية هى القيادة السياسية للبلاد عبر جهود خبراء أمنيين وإداريين ومتخصصين فى حقوق الإنسان وبمشاركة من القوى الفاعلة فى المجتمع من السياسيين وقيادات الرأى العام. هذا ليس عملا متخصصا فقط، مع وجود شق متخصص لا شك، لكنه بحاجة لتغيير الصورة الذهنية عن هذا الجهاز المهم.  

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

حوكمة وزارة الداخلية حوكمة وزارة الداخلية



GMT 09:41 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

ليس آيزنهاور

GMT 09:40 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

والآن الهزيمة!

GMT 09:38 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

مسؤولية تأخر قيام دولة فلسطينية

GMT 09:37 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

... عن «الممانعة» و«الممانعة المضادّة»!

GMT 09:36 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

واشنطن... وأرخبيل ترمب القادم

GMT 09:35 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

الفكرة «الترمبية»

GMT 09:33 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

فريق ترامب؟!

GMT 09:32 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

مفاجأة رائعة وسارة!

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمان ـ مصر اليوم

GMT 09:09 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

تجديد جذّري في إطلالات نجوى كرم يثير الجدل والإعجاب
  مصر اليوم - تجديد جذّري في إطلالات نجوى كرم يثير الجدل والإعجاب

GMT 08:58 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة
  مصر اليوم - وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة

GMT 08:53 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض

GMT 10:18 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25

GMT 09:22 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 09:43 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

GMT 23:00 2018 الأربعاء ,05 أيلول / سبتمبر

البيت الأبيض يصف كتاب "بوب وودورد" بأنه "قصص ملفقة"
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon