توقيت القاهرة المحلي 20:27:05 آخر تحديث
  مصر اليوم -

لا لداخلية عصر مبارك

  مصر اليوم -

لا لداخلية عصر مبارك

معتز بالله عبد الفتاح

هل صحيح أن هناك حملة منظمة تقوم بها وزارة الداخلية أو أشخاص، هى على علم بهم للاعتداء على النشطاء السياسيين؟ هذا سؤال يعبر عن نقص معلومات أكثر منه تعبيراً عن توافرها، ويقيناً لن تخرج وزارة الداخلية لتقول إنها مسئولة عن أى من هذه الحالات التى يتم فيها اختطاف الشباب، ثم يتم العثور عليهم بعد ساعات مضروبين ومصابين. حاولت أن أحصل على أى معلومة فى هذا الاتجاه، ولكننى فشلت، ولم أجد أمامى إلا أن أكتب عنه متسائلاً ومحذراً. وهو تحذير ثلاثى الاتجاهات. أولاً: تحذير لمن هم فى السلطة، فلابد أن يكون واضحاً لأى مسئول سياسى عاقل فى مصر، أنه لو صح أن أشخاصاً يعملون فى وزارة الداخلية أو لا يعملون فيها ولكن بعلمها يقومون باختطاف أى مصريين وإيذائهم بدنياً أو إهانتهم دون تقديمهم للقضاء، فهذه فعلاً خطوة كبيرة فى اتجاه إنهاء دولة القانون بيد القائمين عليه. إن مثل هذه الممارسات تعود بنا إلى عصر ثرنا عليه، وإن لم يكن فى الداخلية أو فى السلطة السياسية الحاكمة من يدرك ذلك، فهو يغامر بالقضاء التام على ما تبقى من الدولة. أقول ذلك، وعندى هاجس لا أعرف مدى صحته جاء لى من ضابط شرطة كبير على المعاش، حين انتقد الدستور لأنه غير واقعى فى التعامل مع الواقع المصرى، وأنه سيجعل بعض العاملين فى جهاز الشرطة يحجمون عن الالتزام به وسيلجأون لطرق غير رسمية، وكانت الإشارة مباشرة إلى المواد 31، و36 و80. وهى للتذكرة المواد التى تنص على أن «الكرامة حق لكل إنسان، يكفل المجتمع والدولة احترامها وحمايتها، ولا يجوز بحال إهانة أى إنسان أو ازدراؤه» (مادة 31)، و«كل من يقبض عليه، أو يحبس، أو تقيد حريته بأى قيد، تجب معاملته بما يحفظ كرامته، ولا يجوز تعذيبه، ولا ترهيبه، ولا إكراهه، ولا إيذاؤه بدنياً أو معنوياً، ولا يكون حجزه ولا حبسه إلا فى أماكن لائقة إنسانياً وصحياً، وخاضعة للإشراف القضائى. ومخالفة شىء من ذلك جريمة يُعاقب مرتكبها، وفقاً للقانون. وكل قول صدر تحت وطأة أى مما تقدم، أو التهديد بشىء منه، يهدر ولا يعول عليه» (مادة 36)، و«كل اعتداء على أى من الحقوق والحريات المكفولة فى الدستور جريمة لا تسقط عنها الدعوى الجنائية ولا المدنية بالتقادم، وتكفل الدولة تعويضاً عادلاً لمن وقع عليه الاعتداء، وللمضرور إقامة الدعوى الجنائية عنها بالطريق المباشر، وللمجلس القومى لحقوق الإنسان إبلاغ النيابة العامة عن أى انتهاك لهذه الحقوق، وله أن يتدخل فى الدعوى المدنية منضماً إلى المضرور، وأن يطعن لمصلحته فى الأحكام» (مادة 80). هل هذه الضوابط أكبر من أن يتحملها جهاز الشرطة المصرى فقرر أن يخرج عليها؟ مرة أخرى، هذا تساؤل ليس مبنياً على معلومات وإنما مخاوف بأننا نسير فى الاتجاه الخطأ، وعلى وزارة الداخلية أن تخرج نافية تماماً أى علاقة لها بهذا النهج وأن تعمل على القبض على كل من يتسبب فى أمر من هذا، وعلى النيابة العامة أن تحقق فى الأمر، وعلى المجلس القومى لحقوق الإنسان أن يقوم بواجبه فى هذا الشأن. ثانياً: تحذير موجه لبعض النشطاء السياسيين الذين لا يفرقون بين التعبير السلمى عن الرأى، وهو من أسباب نجاح الثورة فى مرحلتها الأولى، وبين الحق فى التعبير عبر المولوتوف، إن التعبير السلمى عن الرأى مهما كان غير شعبى عبر الطرق السلمية فقط تكسب صاحبه تعاطف الناس معه؛ أما العنف والحرق والحجارة وتعطيل مصالح الدولة، فينال من قدرتكم على إقناع الناس بعدالة قضيتكم. ثالثاً: أما المواطن العادى، فهو مطالب بأن يعى أن سكوته على الظلم سيعنى إنتاج مظالم أوسع، أو كما قال مارتن نيمولر، أحد مناهضى النازية: «عندما اعتقلوا الشيوعيين لم أحتج، لأننى لست شيوعياً، وعندما اعتقلوا الاشتراكيين، لم أحتج، لأننى لست اشتراكياً، وعندما اعتقلوا اليهود لم أحتج، لأننى لست يهودياً، وعندما جاءوا لاعتقالى، لم يكن هناك أحد ليحتج». دعمنا للشرطة مشروط بأن تكون محترفة، غير مسيسة وملتزمة بالقانون. نقلاً عن جريدة "الوطن"  

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

لا لداخلية عصر مبارك لا لداخلية عصر مبارك



GMT 09:41 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

ليس آيزنهاور

GMT 09:40 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

والآن الهزيمة!

GMT 09:38 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

مسؤولية تأخر قيام دولة فلسطينية

GMT 09:37 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

... عن «الممانعة» و«الممانعة المضادّة»!

GMT 09:36 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

واشنطن... وأرخبيل ترمب القادم

GMT 09:35 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

الفكرة «الترمبية»

GMT 09:33 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

فريق ترامب؟!

GMT 09:32 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

مفاجأة رائعة وسارة!

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمان ـ مصر اليوم

GMT 09:09 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

تجديد جذّري في إطلالات نجوى كرم يثير الجدل والإعجاب
  مصر اليوم - تجديد جذّري في إطلالات نجوى كرم يثير الجدل والإعجاب

GMT 08:58 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة
  مصر اليوم - وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة

GMT 08:53 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض

GMT 10:18 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25

GMT 09:22 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 09:43 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

GMT 23:00 2018 الأربعاء ,05 أيلول / سبتمبر

البيت الأبيض يصف كتاب "بوب وودورد" بأنه "قصص ملفقة"
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon