توقيت القاهرة المحلي 20:27:05 آخر تحديث
  مصر اليوم -

تحذير هام: المصنّفون يطردون المنصفين

  مصر اليوم -

تحذير هام المصنّفون يطردون المنصفين

معتز بالله عبد الفتاح

فيه ناس يسيطر على تفكيرهم العصبية والتعصب والعصاب (أى الخوف المرضى من الآخرين)، ويتصرفون بلا أى اعتبار لنتائج أفعالهم. بالأمس، وبعد مشاهدة العديد من الفيديوهات لمجموعة من الإسلاميين (مع ملاحظة أن وصف الإنسان نفسه بأنه إسلامى لا يعنى أنه يلتزم بخلق الإسلام بالضرورة)، ومجموعة من الليبراليين (مع ملاحظة أن وصف الإنسان نفسه بأنه ليبرالى لا يعنى أنه يتحلى بروح التسامح مع مخالفيه بالضرورة)، وكيف يسبون ويتوعدون ويضربون خصومهم، أقترح أن نكون منظمين: نجعل أيام السبت والاثنين والأربعاء تكون «لليبراليين» يتظاهرون فى الاتحادية والمقطم والمنيل. ونجعل أيام الأحد والثلاثاء والخميس تكون «للإسلاميين» يتظاهرون أمام المحاكم ومدينة الإنتاج الإعلامى والصحف. ونأخذ الجمعة إجازة كى نستعد لمظاهرات الأسبوع التالى، ونقلبه «سوق عكاظ إعلامى ومهرجان» فى البلاغة والهجاء طول الأسبوع. ولضمان العدالة، يستمر هذا الجدول فى السنوات الفردية: 2013، 2015، 2017 ويتم تغيير الأيام فى السنوات الزوجية: 2014، 2016، 2018. ولضمان السلمية، يقتصر التظاهر على الشتائم والطوب والمولوتوف والخرطوش ونحدد أنواعاً معينة من المسدسات والبنادق والمدافع، وأى حد يخرج عن هذا الكلام يكون خرج عن السلمية. ويخرج عليك من يقول: كيف تساوى بين ما حدث فى الاتحادية مع ما حدث فى المقطم؟ وكيف تساوى ما حدث أمام المحكمة الدستورية وما حدث أمام مدينة الإنتاج الإعلامى بما حدث أمام المجمع وفى ميدان التحرير؟ وكيف تساوى بين من أهان المواطن (أ) عن طريق السحل بمن أهان المواطن (ب) بالضرب بالشلوط؟ وكيف تساوى بين من أصاب المواطن (ج) بالخرطوش مع من أصاب المواطن (د) بالطوب؟ وكل واحد يذهب لمشاهدة الفيديو وقراءة المقالات التى تدعم وجهة أهله وعشيرته هو فقط، وأى فيديو معارض أو مناقض لما يؤمن به فهو غالباً من وجهة نظره مفبرك ولا يمكن أن يكون حقيقياً. عندى: العنف عنف، والإهانة إهانة، والحصار حصار. وأى مصرى لا يدين كل العنف وكل الإهانة وكل الحصار فليعلم أنه يصب الزيت على النار، ويخطو بنا خطوة نحو الحرب الأهلية الحقيقية. وبالمناسبة هناك تصريح خرج من 4 أيام، يقول: «من يعتدى على مقر حزب الحرية والعدالة، فنحن له بالمرصاد». وهناك تصريح خرج بالأمس يقول: «من يعتدى على مقر حزب الوفد سنلقنه درساً لن ينساه»، ولم يزل هناك بعض المُصنِفين (أى الذين يصنفون الآخرين على هواهم) لا يرون أن أغلب المصريين يحاولون أن يكونوا مع المنصفين (أى الذين لم يعمهم التوتر الناتج عن العصبية والتعصب والعصاب). ويظل المصنفون يتساءلون: كيف تساوى هذا بذاك؟ كلاهما بنفس المنطق يا عزيزى. ولو جعلك كرهك للإخوان ترى أن الاعتداء على مقراتهم مبرر ولو جعل كرهك للمعارضة أن ترى الاعتداء على مقراتهم مبرراً، أرجوك اتركنى وشأنى، فأنا لم أتعاط ولا أنوى تعاطى حبوب العصاب والتعصب والعصبية. هناك كتّاب آخرون يتعاطون هذه النوعية من المخدرات والمنشطات وأدمنوها، إن عارضوا عارضوا بـ«غل»، وإن دافعوا دافعوا بـ«استماتة». هذه ليست بضاعتى، ولا أنوى المتاجرة فيها. كل طرف له أخطاؤه، والكل يتحمل جزءاً من المسئولية، لكننا لا نجيد استيعاب الصورة الكاملة، نحن «هتيفة» نحب أن نلقى اللوم على الآخرين وننام مرتاحى الضمير حتى لو كان المركب يغرق، ما دمنا أمام أنفسنا بلا خطأ، ولكننا نعيش فى الخطيئة: خطيئة تحميل الطرف الآخر المسئولية. وتكون قمة العبقرية حين يقول لك أحدهم إن فى المناسبة الفلانية مات 7، وفى الواقعة العلانية مات 2، كيف تساوى هذه بتلك؟ وكأننا نعد «برتقال». كل نفس لها احترامها. المبدأ غلط. ولا بد من الإدانة. إغلاق ميدان التحرير خطأ. وحصار مدينة الإنتاج الإعلامى خطأ. وقطع كل طريق خطأ. وأى عنف مادى خطأ، وأى عنف لفظى خطأ. لا بد أن يظل الخطأ خطأ حتى لو فعله مقرب منا، ولا بد أن يظل الصواب صواباً حتى لو فعله بعيدون عنا. قال رسول الله: «إذا التقى المسلمان بسيفيهما فالقاتل والمقتول فى النار»، قالوا يا رسول الله: هذا القاتل فما بال المقتول؟ قال: «إنه كان حريصاً على قتل صاحبه». نقلاً عن جريدة الوطن

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

تحذير هام المصنّفون يطردون المنصفين تحذير هام المصنّفون يطردون المنصفين



GMT 09:41 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

ليس آيزنهاور

GMT 09:40 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

والآن الهزيمة!

GMT 09:38 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

مسؤولية تأخر قيام دولة فلسطينية

GMT 09:37 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

... عن «الممانعة» و«الممانعة المضادّة»!

GMT 09:36 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

واشنطن... وأرخبيل ترمب القادم

GMT 09:35 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

الفكرة «الترمبية»

GMT 09:33 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

فريق ترامب؟!

GMT 09:32 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

مفاجأة رائعة وسارة!

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمان ـ مصر اليوم

GMT 09:09 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

تجديد جذّري في إطلالات نجوى كرم يثير الجدل والإعجاب
  مصر اليوم - تجديد جذّري في إطلالات نجوى كرم يثير الجدل والإعجاب

GMT 08:58 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة
  مصر اليوم - وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة

GMT 08:53 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض

GMT 10:18 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25

GMT 09:22 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 09:43 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

GMT 23:00 2018 الأربعاء ,05 أيلول / سبتمبر

البيت الأبيض يصف كتاب "بوب وودورد" بأنه "قصص ملفقة"
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon