مصر اليوم
خلونى أتصرف كما لو أننى خبير أجنبى قادم لمساعدة بعض السياسيين الأفاضل؛ لذا تعالوا نحاول أن نفكر، ماذا لو قررنا أن نهزم الإخوان سياسيا دون أن ندمر البلد؟ طيب، سأتصرف كما لو أننى استدعيت من قِبل جبهة الإنقاذ مثلا لتقديم بعض النصائح، وعموما من خبرتى مع معظم السياسيين أنهم لا يسمعون إلا قليلا، وحين يسمعون لا يستمعون إلا قليلا، وحين يستمعون، لا ينصتون إلا قليلا.
المهم، هناك ثلاثة معطيات:
أولا: الإطار الوحيد المسموح به هو العمل داخل الإطار السلمى والديمقراطى؛ لأن أى دعم للعنف أو التشجيع عليه سيغرى الجميع باللجوء له، وهذا خطر ضخم.
ثانيا: الإطار الوحيد المسموح به هو العمل داخل إطار الوطنية المصرية؛ لأن أى استدعاء لأى فاعل خارجى للمشهد المصرى سيغرى الآخرين بالمثل، وتتحول مصر إلى مسرح عمليات لأطراف خارجية لهم وكلاء فى الداخل يعملون لمصلحتهم على حساب الصالح المصرى.
ثالثا: الإطار الوحيد المسموح به هو العمل بعيدا عن استدعاء القوات المسلحة للتدخل فى اللعبة السياسية، مع الحرص التام على تعظيم واحترام المؤسسات الوطنية غير الحزبية مثل الأزهر والكنيسة والقضاء والحرص على عدم أدلجتها سياسيا.
طيب، فى حدود ما سبق، تعالوا نحاول ما يلى:
أولا: لا داعى، كمعارضين للإخوان، أن نتحمل خطايا أخطائهم. هم يخطئون لأسباب خاصة بهم، لا نريدهم أن يحمّلونا أمام الشعب المصرى الشقيق مسئولية أننا السبب فى أخطائهم. لن نعرقل أى جهود للحكومة أو الرئيس من أجل النهوض بأوضاع البلاد. هم اختاروا أن يعملوا وحدهم، وسيتحملون المسئولية أمام الشعب. وانخفاض الشعبية مؤشر على أن الشعب سيبحث قريبا عن بديل.
ثانيا: نحن هذا البديل، ليس نظريا، لكن ينبغى أن يكون ذلك عمليا؛ لذا فالاستعداد للانتخابات المقبلة ضرورة ملحة، وهذا لا يكون إلا بالتنسيق عالى المستوى بين القوى السياسية المكونة لجبهة الإنقاذ والسعى الجدى للنزول بقائمة موحدة على مستوى مصر كلها مع الاستفادة من الانتخابات على المستوى الفردى.
ثالثا: المبالغات السياسية والإعلامية تثير الخوف لدرجة الريبة فى ما نقول وتجعلنا نحن نفقد المصداقية عند قطاع من الرأى العام الذى لا يريد خوفا، بل يريد أملا.
رابعا: إشاعة الأمل تحتاج منا أن نعمل على تطوير برامج وأشخاص قادرين على حل مشاكل المجتمع، وهو ما لا يمكن إلا من خلال التواصل مع المتخصصين فى المجالات المختلفة لوضع برامج عمل واقعية.
خامسا: المشاركة المجتمعية الواسعة مع أكبر عدد ممكن من المبادرات الفردية المرتبطة بالعلاج والنظافة والتطوير والتعليم. نريد أن نقدم أنفسنا كوجه جديد إلى المجتمع المصرى كشريك مجتمعى فى البناء والتطوير، كما أننا أنفسنا شركاء للمجتمع فى المعارضة السياسية. وعليه إعلان حملة واسعة تحت عنوان: «التمرد ضد الفقر والجهل والمرض».
سادسا: المشاركة المجتمعية الواسعة لا بد أن تنعكس فى شراكة انتخابية مع قوى غير حزبية كذلك، من خلال دعمهم فى الانتخابات كمستقلين. هذا التحالف الاجتماعى الواسع سيضمن مشاركة قطاع من غير المسيسين للمشهد السياسى لأنه دون استدعاء هؤلاء لصندوق الانتخاب، فنتيجة الانتخابات الماضية ستتكرر.
سابعا: التقليل من الظهور الإعلامى، وتكثيف الظهور الجماهيرى فى أماكن مختلفة من الوطن بكل محافظاته، وبالذات فى المحافظات المتأرجحة ومعظمها فى الوجه البحرى.
ثامنا: الحرص التام على كل ضمانات نزاهة العملية الانتخابية، وفقا لما تقرره المحكمة الدستورية والمحكمة الإدارية، بما يضمن أن تكون الانتخابات تحت إشراف قضائى كامل، وفى ظل حياد تام من الجيش والشرطة، وبمراقبة لصيقة من مؤسسات المجتمع المدنى وأجهزة الإعلام، وبحضور كثيف لمندوبى المرشحين.
تاسعا: الإعلان قبل الانتخابات بعدة أسابيع عن أسماء الأشخاص المرشحين لأهم المناصب الحكومية حال فازت المعارضة بالانتخابات، وعلى رأسهم اسم رئيس الوزراء القادم.
عاشرا: التهديد بمقاطعة الانتخابات مهم كمناورة سياسية، لكن المقاطعة فعلياً تكون بعد وجود تزوير حقيقى وموثق بما يبرر المقاطعة، مثلما حدث فى 2010. وهنا نقلب الترابيزة على الجميع لأن قلب الترابيزة، من غير سبب أو قبل أوانه، قلة عقل.
نقلاً عن جريدة "الوطن"