توقيت القاهرة المحلي 00:23:04 آخر تحديث
  مصر اليوم -

لماذا لا يرشح الدكتور مرسى نفسه للبرلمان؟

  مصر اليوم -

لماذا لا يرشح الدكتور مرسى نفسه للبرلمان

معتز بالله عبد الفتاح

مقال الأمس كان عن «المفتأة حياة الروح» والطريقة الساذجة التى يتعامل بها بعض المحسوبين على المعارضة مع القضايا السياسية التى نعيشها، وكان الموقف من الدستور مثالا على ذلك. أما «أنجر الفتة» فهى النظرية التى يدير بها الإخوان البلد. نظرية «أنجر الفتة» يقول ويعمل بها من يراهن على أن أحدنا قد تم انتخابه رئيسا للجمهورية.. هيييييه.. نعمل اللى إحنا عايزينه فى البلد. الوعود الانتخابية؟ انسوها. النائب العام؟ غيّروه. المحكمة الدستورية؟ حاصروها. مستشارو الرئيس؟ تجاهلوهم. المعارضة؟ طنشوها، وهكذا. يا إخواننا، ليست هكذا تدار البلدان، ولا ينبغى لها. قيل مرارا وتكرارا: تماسك الجبهة الداخلية والتفافها حول الرئاسة مهمة لمواجهة تحديات كثيرة خارجية: إسرائيل، أمريكا، دول الخليج، إثيوبيا وقضية مياه النيل. الرئيس المصرى حين يُستقبل فى الخارج لا يُستقبل بما يليق بمصر، وحين يتحدث فإنه لا يقول ما يليق بمصر. الصورة الذهنية الخارجية عنه لا تختلف كثيرا عمّا هى عليه فى الداخل. قيل مرارا وتكرارا: على الرئيس الجديد أن يبنى شرعيته خارج حدود أنصاره المباشرين من جماعة الإخوان. الرئيس بحاجة لأنصاره كى ينجح فى الانتخابات، لكنه بحاجة لمنافسيه كى ينجح فى مواجهة التحديات، وبالتالى يحقق الشرعية. كيف بنى كل رئيس سابق شرعيته فى بداية حكمه؟ «عبدالناصر» احتاج لسياسات منحازة للفقراء وحقق الجلاء، «السادات» خاض الحرب وما بدأ الخروج عن خط «عبدالناصر» إلا بعدها، «مبارك» دخل فى حرب ضد التطرف والإرهاب واستكمل استحقاقات التسوية مع إسرائيل وأعاد العلاقات العربية - المصرية. ماذا فعل الدكتور مرسى غير أنه فقد رأسماله الثورى وأن الثوار، حتى غير الثورجية، أصبحوا يتعاملون معه كأنه «مبارك جديد»؟ أين وعوده التى قالها بشأن الدستور التوافقى؟ أين الجهود من أجل تغيير العقيدة الأمنية لـ«الداخلية»؟ وبالتالى أين الأمن؟ ولماذا الاهتمام بالقضاء دون «الداخلية»؟ أين العدالة الانتقالية؟ ما أجندة الرئيس التشريعية التى تحقق له شعبية جماهيرية؟ أين مطالب العدالة الاجتماعية ومكافحة الفقر؟ أين قانون التأمين الصحى؟ أين برنامج مواجهة العشوائيات؟ أين قانون التعليم ومكافحة الأمية التى نص الدستور على القضاء عليها خلال عشر سنوات؟ «نحن معنا الأغلبية فى مجلس الشورى». قال لى أحد الأصدقاء من «الحرية والعدالة». وسؤالى: عظيم، ماذا فعلتم بها؟ ما المشكلة ذات الإجماع الوطنى التى نجحتم فى علاجها؟ أين هديتكم للشعب؟ لماذا ينتخبكم الشعب مرة أخرى؟ لضعف الآخرين؟ إذن هذا ليس تنافسا لتمثيل الشعب وإنما للتمثيل على الشعب والتمثيل بالشعب. خبر مزعج لـ«الحرية والعدالة»، وخبر جيد لخصومه وربما لمصر كلها: نادرا ما فاز الحزب أو الشخص الذى تولى السلطة بعد الثورات الديمقراطية فى الانتخابات التالية، إلا إذا كانت سياسته قائمة على التوافق الوطنى مثل نيلسون مانديلا؛ لأنه تعاون مع أو ورط المعارضة فأصبحت «القفة أم ودنين يشيلوها اتنين» وهى عكس نظرية «أنجر الفتة». وأنا أحذر من أن أى تلاعب فى نتائج الانتخابات لن يمر بسلام. الإخوان خسروا الكثير من المؤيدين وسيخسرون البقية الباقية إن لم يحترموا نتيجة الانتخابات احتراما لا مجال فيه لتزوير أو تلاعب. سياسة «أنجر الفتة» هى نتيجة طبيعية لنظرية «الجلد التخين»، وكلتاهما خطأ، ووصل إليهما «مبارك» بعد عشرين سنة من حكمه، لكن الدكتور مرسى ورفاقه فعلوها خلال ستة أشهر. ثقتى فى الشعب كبيرة أنه سيعاقب جماعة الإخوان عقابا جماعيا فى الانتخابات المقبلة عقابا يليق بهذا الكم من الهزل الذى يديرون به البلاد، لكن ثقتى فى المعارضة أكبر أنها من الضعف السياسى بحيث إنها لن تكون على مستوى الحدث. أزعم أن الشعب المصرى يُعاقَب عقابا مركبا؛ لأنه وقع بين من وعد فأخلف (الدكتور مرسى ورفاقه) ومن خاصم ففجر (معارضة المفتأة بالسمسم، أو المزيادة بالمكسرات، أو أى حاجة بأى حاجة) ومن حدث فكذب (الإعلام الهماز المشاء بنميم من الطرفين)، ومن الذى اؤتمن فخان (كل فاسد فى مؤسسات الدولة). «بس الصورة مش كلها سودا كده»، فيه أمل واحد: أن يجلس الدكتور مرسى مع آخرين يصورون له المشهد على حقيقته أو أن يرشح نفسه فى انتخابات مجلس النواب المقبل، ويسيبه من حكاية الرئاسة دى. نقلاً عن "الوطن"

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

لماذا لا يرشح الدكتور مرسى نفسه للبرلمان لماذا لا يرشح الدكتور مرسى نفسه للبرلمان



GMT 09:41 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

ليس آيزنهاور

GMT 09:40 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

والآن الهزيمة!

GMT 09:38 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

مسؤولية تأخر قيام دولة فلسطينية

GMT 09:37 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

... عن «الممانعة» و«الممانعة المضادّة»!

GMT 09:36 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

واشنطن... وأرخبيل ترمب القادم

GMT 09:35 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

الفكرة «الترمبية»

GMT 09:33 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

فريق ترامب؟!

GMT 09:32 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

مفاجأة رائعة وسارة!

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمان ـ مصر اليوم

GMT 09:09 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

تجديد جذّري في إطلالات نجوى كرم يثير الجدل والإعجاب
  مصر اليوم - تجديد جذّري في إطلالات نجوى كرم يثير الجدل والإعجاب

GMT 08:58 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة
  مصر اليوم - وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة

GMT 08:53 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض

GMT 11:22 2020 الأربعاء ,08 تموز / يوليو

يحذرك هذا اليوم من المخاطرة والمجازفة

GMT 09:15 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

أهم 3 نصائح لاختيار العباية في فصل الشتاء

GMT 02:22 2020 الإثنين ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

"الزراعة" تؤكد البلاد على وشك الاكتفاء الذاتي من الدواجن

GMT 13:41 2020 الأحد ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

فيديو جديد لـ"طفل المرور" يسخر من رجل شرطة آخر
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon