توقيت القاهرة المحلي 00:42:52 آخر تحديث
  مصر اليوم -

العقلية واحدة والأزمة واحدة

  مصر اليوم -

العقلية واحدة والأزمة واحدة

مصر اليوم

لا تستطيع أن تفسر ثابتاً بمتغير، ولا تستطيع أن تفسر متغيراً بثابت. هذه من قواعد المنطق التى تبدو بديهية وإن احتاجت شيئاً من التوضيح. تعالوا نبدأ من إعلان مرورى جيد.. تنتقد فيه المواطنة (أ) التى تقود سيارتها وهى تتحدث فى التليفون المحمول المواطن (ب) وهو يقود سيارته بجوارها وهو يضع ابنه على حجره، فيوجه لها مواطن آخر (ج) نقداً لأنها تستخدم المحمول، ثم تنتقل الكاميرا إلى مواطن رابع (د) يمر من الشارع وكاد المواطن (ج) يصدمه بأسياخ حديد يضعها فوق السيارة، فينتقده المواطن (د) الذى يقول «يا ناس حرام عليكم هتخزقوا عينيا بالهباب اللى انتم شايلينه ده» فيرد عليه المواطن (هـ) الذى يقود سيارة «مايكروباص» ويقول له: «بص على الإشارة الأول» فينتقده المواطن (و) لأن السيارة «المايكروباص» تخرج الكثير من عادم السيارة، وأثناء ما يفعل ذلك، يكتشف أن أمين الشرطة قريب منه فيضع بسرعة حزام الأمان، فتقوم المواطنة (ز) بانتقاده لأنه شخص غير ملتزم، ثم تقوم نفس المواطنة بركن سيارتها صفاً ثانياً، فيقوم المواطن (ح) بانتقادها، ولكنه تتاح له الفرصة بسرعة كى يجرى بسيارته قبل أن تتحول الإشارة «الصفراء» إلى «حمراء». ويختتم الإعلان بالتعليق التالى: «المشكلة إن كل واحد فاكر إن غيره هو المشكلة: ابدأ بنفسك». صلوا على النبى، وكل من له نبى يصلى عليه. اللهم صل وسلم وبارك على جميع أنبيائك. هل نتفق على أن الإعلان السابق يعبر عنا بالفعل؟ طيب، إذن إحنا شعب فى السكحاية، «جلياط ومتعنطز» إلا من رحم ربى. لا نتعامل مع بعض بالرحمة ولا بالقانون. ونحن هكذا من زمان، ولكن الأمور تزداد سوءًا، وهذه صفة ثابتة فينا. إذا كان الثابت فينا على ما هو عليه، فيظل من الثابت أننا شعب لا يتقدم لأن التقدم له أخلاقياته فى الشارع وفى المنزل وفى المدرسة وفى المصنع وفى الملعب وفى كل مكان. إذن هناك ثابتان: أخلاق متردية وإنجازات متواضعة. وبالتالى لا تقُل لنا إنها مشكلة قيادة فقط. طيب بالنسبة للناصريين ما مصر كانت فى يوم من الأيام تحت حكم عبدالناصر، وظلت مصر تعانى من ضعف الأداء. طيب بالنسبة لليبراليين، ما مصر كانت فى يوم من الأيام تحت حكم الوفد الليبرالى، وظلت مصر تعانى من ضعف الأداء. بالنسبة لعشاق الحكم العسكرى، طيب ما إحنا بقالنا ستين سنة فى الحكم العسكرى وظلت مصر تعانى من ضعف الأداء. ونحن الآن مع الحكم المحافظ دينياً، وظلت مصر، وستظل، تعانى من ضعف الأداء. هل نحن بحاجة لحكام أجانب يحكموننا؟ طيب ما إحنا حكمنا الإنجليز، وظلت مصر على نفس الأداء. هل بين الموجودين فى المشهد السياسى المصرى من نثق فى أنه سيكون أداؤه أفضل، والأهم أن يكون أداؤنا معه أفضل؟ لا أدرى. ما قاله هذا الإعلان فى مجال قيادة السيارات هو ما ينبغى أن يقال فى كل المجالات وعلى رأسها السياسة. نحن نتلاوم ولا ننجز. والضعف البشرى فينا عالى المستوى. والأجيال المتعاقبة أضعف من بعضها وفيها نفس الأمراض. إذن: هل علينا أن نلوم أنفسنا قبل أن نلوم الآخرين؟ تصورى المتواضع يقول: المصريون بحاجة لأن يروا أمامهم قيادة تضحّى فعلاً من أجل مصر، أناساً يحبون مصر أكثر من حبهم لأنفسهم، ويحبون المصريين ويحرصون عليهم أكثر من حرصهم على المكايدة والمزايدة والمعاندة. مصر بحاجة لجيش تنمية بقيادة بارعة. مصر تستطيع فى سنتين من العمل الجاد والمخلص والمركز مثل شعاع الليزر أن تستعيد الكثير مما فقدت أثناء الثورة وبعدها. هذا الجيش من التنمية، هو جموع المدنيين الذين يتوجهون فى سكة واحدة ومن أجل مشروع واحد كبير عنوانه مصر التى نريد والتى نحلم بها. ولكن هذه القيادة غير موجودة أمامى، ربما لغفلة عندى. ولكن إن لم نَعِ أن النقص فى القيادة والنقص فى النقد الذاتى لا يقلان أهمية عن النقص فى الطاقة والنقص فى المياه، فالمشكلة ستظل معنا.  نقلاً عن جريدة "الوطن"

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

العقلية واحدة والأزمة واحدة العقلية واحدة والأزمة واحدة



GMT 09:41 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

ليس آيزنهاور

GMT 09:40 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

والآن الهزيمة!

GMT 09:38 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

مسؤولية تأخر قيام دولة فلسطينية

GMT 09:37 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

... عن «الممانعة» و«الممانعة المضادّة»!

GMT 09:36 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

واشنطن... وأرخبيل ترمب القادم

GMT 09:35 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

الفكرة «الترمبية»

GMT 09:33 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

فريق ترامب؟!

GMT 09:32 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

مفاجأة رائعة وسارة!

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمان ـ مصر اليوم

GMT 09:09 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

تجديد جذّري في إطلالات نجوى كرم يثير الجدل والإعجاب
  مصر اليوم - تجديد جذّري في إطلالات نجوى كرم يثير الجدل والإعجاب

GMT 08:58 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة
  مصر اليوم - وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة

GMT 08:53 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض

GMT 11:22 2020 الأربعاء ,08 تموز / يوليو

يحذرك هذا اليوم من المخاطرة والمجازفة

GMT 09:15 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

أهم 3 نصائح لاختيار العباية في فصل الشتاء

GMT 02:22 2020 الإثنين ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

"الزراعة" تؤكد البلاد على وشك الاكتفاء الذاتي من الدواجن

GMT 13:41 2020 الأحد ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

فيديو جديد لـ"طفل المرور" يسخر من رجل شرطة آخر
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon