توقيت القاهرة المحلي 00:42:52 آخر تحديث
  مصر اليوم -

المرشد الأمين فى تقييم السياسيين

  مصر اليوم -

المرشد الأمين فى تقييم السياسيين

معتز بالله عبد الفتاح

يتبنى المصريون مدارس ثلاثة فى تقييم السياسيين. الأولى تعتمد المدخل الوجودى، والثانية المدخل الأيديولوجى، والثالثة المدخل الإمبريقى أو البراجماتى. أما المدخل الوجودى، فهو الذى يقيم فيه البشرُ البشرَ وفقا لاستحقاقهم فى الوجود وهل ينظرون إليهم كمتساوين معهم أخلاقيا وقانونيا وسياسيا أم هم من فصيل أدنى. يعنى مثلا هتلر مع اليهود، الأمريكان مع السود، أبوجهل مع المسلمين، بن لادن مع من سماهم الصليبيين. هنا القضية: هل من حقهم الوجود أم أن مكانهم الطبيعى إما فى القبر أو السجن أو المنفى. وهناك من المصريين المتطرفين من ينظرون إلى الطرف الآخر على هذا النحو. وبالتالى هم يتعاملون معهم بمنطق أنهم ليس لهم حق أصلا فى الوجود. وهناك من يرى ذلك قطعا من المحافظين دينيا ضد العلمانيين، والعكس أيضاً صحيح. وهناك مدخل أيديولوجى يعتقد فيه البعض أن الطرف الآخر مخطئ فكريا وسياسيا، ولكن من حقه أن يوجد فكريا وسياسيا وأن يعبر عن رأيه وربما كذلك أن يحكم البلاد إن أراد الناخبون ذلك شريطة أن يظل ملتزما بقواعد اللعبة الديمقراطية. وهنا يوجد افتراض حسن النية فى القلب، حتى وإن كان هناك اختلاف فى وجهات النظر بحسابات العقل. عكس المدخل الوجودى الذى يفترض سوادا فى القلب وإظلاما فى العقل بالنسبة للطرف الآخر. ومن هنا تجد مثلا من يقول أنا ضد الإخوان جميعا حتى لو حسنت نواياهم لأنهم من الممكن أن يسببوا ضررا كبيرا بحكم إحداثهم لانقسام فى جسد الأمة أو غير ذلك. وهناك مدخل ثالث وهو مدخل إمبريقى أو براجماتى يحكم على الأشياء بنتائجها. لا علاقة له بالنوايا أو الافتراضات الذهنية عن الآخرين، وإنما ندخل عم محمود الطباخ المطبخ ونسيبه يطبخ لنا طبخة، يا إما طبيخ عظيم إذن يكمل المسيرة أو كفاية عليه كده وشكرا. المدخل الإمبريقى لا يدعى العلم بالغيب، وإنما بأن المياه تكذب الغطاس. لا يعلم النوايا إلا الله وهكذا سيحاسبنا الله سبحانه وتعالى: «أم لم ينبأ بما فى صحف موسى، وإبراهيم الذى وفى، ألا تزر وازرة وزر أخرى، وأن ليس للإنسان إلا ما سعى، وأن سعيه سوف يرى، فيجزاه الجزاء الأوفى». فلو الإخوان أو الليبراليون قادرون، يكملوا معنا. ولو طلعوا مش كويسين، خليهم يلحقوا باللى قبلهم. ولنا الله. خطاب الدكتور مرسى بالأمس القريب فى الاستاد يشير إلى أننا أمام لحظة استثنائية تتلاقى فيها المداخل الثلاثة: من كان يرفض الإخوان وجوديا (ومنهم بعض فلول الحزب الوطنى) ومنهم من يرفضهم أيديولوجيا (ممن يختلفون معهم فكريا ولكنهم عصروا الليمون وأيدوهم إنقاذا لما بقى من الثورة)، ومنهم من يرفضهم إمبريقيا لأنهم أخذوا الفرصة وأضاعوها. هذا التلاقى لهؤلاء، أكبر من أن يتحمله جسد الوطن العليل. كمواطن إمبريقى، أوجه انتقادا شديدا للكثير مما قيل فيه عن أوضاعنا الداخلية، وعن استدعاء آيات وأدعية وكأننا بصدد الإعداد لغزوة. بعض الأصدقاء من «أعداء» الإخوان احتفوا بانتقادى للدكتور مرسى حين كتبته على صفحتى على «الفيس بوك»، والحقيقة هو انتقاد ليس جديدا لا فى السر ولا فى العلن، فأنا أفعل ذلك منذ فترة مع كل قرار خاطئ منه، ومع احترامى للجميع، فانتقادهم أو تأييدهم لما أقول آخر ما أفكر فيه. ما أفكر فيه هو أننا بصدد ناس تسألك النصيحة وتعمل عكسها، تقول لها إن المطلوب خطاب تصالحى فتذهب إلى التصعيد. وبالمناسبة لو قرر مرسى شيئا يخدم البلد بصدق غدا، فسأكتب ما يدعم القرار. هذا من صميم فهمى للنص الكريم الذى يقول: «وإذا قلتم فاعدلوا ولو كان ذا قربى، وبعهد الله أوفوا». وبالتالى أرجو عدم الغضب منى لو لم أكن عند مستوى «الفُجر فى الخصومة» الذى وصل إليه أعداء الإخوان، ولا مستوى الموالاة بغض النظر عن النتيجة الذى يعيش فيه بعض الإخوان. هناك من يتسق فى مواقفه مع الفانلة الأيديولوجية التى يرتديها سواء كانت على حق أم باطل، وهناك من يتسق مع المبادئ الوطنية. وهذه معضلة المواطن «الممأطف» الذى قال عنه الشيخ الشعراوى: ودوام الاتفاق من النفاق ودوام الاختلاف من الاعتساف.. نقلاً عن "الوطن"

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

المرشد الأمين فى تقييم السياسيين المرشد الأمين فى تقييم السياسيين



GMT 09:41 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

ليس آيزنهاور

GMT 09:40 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

والآن الهزيمة!

GMT 09:38 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

مسؤولية تأخر قيام دولة فلسطينية

GMT 09:37 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

... عن «الممانعة» و«الممانعة المضادّة»!

GMT 09:36 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

واشنطن... وأرخبيل ترمب القادم

GMT 09:35 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

الفكرة «الترمبية»

GMT 09:33 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

فريق ترامب؟!

GMT 09:32 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

مفاجأة رائعة وسارة!

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمان ـ مصر اليوم

GMT 09:09 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

تجديد جذّري في إطلالات نجوى كرم يثير الجدل والإعجاب
  مصر اليوم - تجديد جذّري في إطلالات نجوى كرم يثير الجدل والإعجاب

GMT 08:58 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة
  مصر اليوم - وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة

GMT 08:53 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض

GMT 11:22 2020 الأربعاء ,08 تموز / يوليو

يحذرك هذا اليوم من المخاطرة والمجازفة

GMT 09:15 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

أهم 3 نصائح لاختيار العباية في فصل الشتاء

GMT 02:22 2020 الإثنين ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

"الزراعة" تؤكد البلاد على وشك الاكتفاء الذاتي من الدواجن

GMT 13:41 2020 الأحد ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

فيديو جديد لـ"طفل المرور" يسخر من رجل شرطة آخر
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon