توقيت القاهرة المحلي 00:42:52 آخر تحديث
  مصر اليوم -

عليه العوض ومنه العوض

  مصر اليوم -

عليه العوض ومنه العوض

معتز بالله عبد الفتاح

العبد الفقير المعترف بالتقصير كاتب هذه السطور، فيه العبر وكل الصفات السيئة اللى ممكن حضراتكم تتخيلوها، ولكن ليس من بينها التصيد للناس ولا السعى المتعمد لتشويهم أو تشويه قراراتهم أو إنجازاتهم. طيب، عايز إيه يعنى؟ الدكتور مرسى هيشلّنى.. والله العظيم أنا حاسس إنه مش معانا. فاكرين لما كتبت عن «الحكم بالسكحاية والمعارضة بالبيستك ناو» وبعدين بعدها كتبت مقالة عنوانها «التقاضى بالحلبسة» ثم أتبعتها بنظرية «أنجر الفتة» و«المفتأة حياة الروح»؟ (جوجل لو محتاجين معرفة التأصيل الفلسفى لهذه المصطلحات اللولبية). أهو كله ده كوم وشكل وتوقيت تغييرات المحافظين كوم تانى. إيه ده؟ إيه ده؟ أنا خايف إن الدكتور مرسى يكون فاكر إنه أخد المصريين أسرى انتخابات، زى أسرى الحرب كده. فيه إيه يا ريس؟ فى مقالة سابقة من يومين سألت: «من المفكر الاستراتيجى للرئاسة؟» وبعدين النهارده تأكدت إنهم ما بيفكروش، هما بيقرروا بس، وربنا هو الشافى. متفهم طبعا أن بعض السادة المحافظين السابقين توقفوا تقريبا عن العمل تماما منذ أن حدث التغيير الوزارى؛ لأنه فى أعقاب التغيير الوزارى عادة ما يكون هناك تغيير محافظين. والمحافظ، والمسئول بصفة عامة، حين يعرف أنه سيرحل يبدأ موظفوه فى حالة من البيات الوظيفى، ويبدأ المسئول فى حالة من الاستعداد إلى ما بعد الوظيفة. وبالتالى يكون المنطقى إما أن تكون حركة المحافظين جاهزة فى أعقاب التغيير الوزارى مباشرة، أو أن يتم إخبار الناس بأنه لا تغيير فى المحافظين لفترة طويلة نسبيا. لكن لماذا قبل أسبوعين من حدث مهم فيه هذا الكم الكبير من اللغط حوله مثل 30 يونيو؟ كتبت مرة زمان، من حوالى ستة أشهر، وقبل أن تظهر «تمرد» للوجود، ما يلى: «هناك بعض المعارضين وبعض الثائرين ممن يريدون إسقاط الدكتور مرسى، وهو يساعدهم». المعارضون يشمرون سواعدهم لحملة «تمرد» والسعى لانتخابات رئاسية مبكرة والرئيس يمدهم بمدد من عنده كى يزداد الحنق حنقا.. وربنا هو الشافى. لى صديق «فيس بوكاوى» قدير، قال لى: «أنا سعيد بحركة المحافظين لأنهم بكده يزيدون الغاضبين غضبا.. ويبقى هو مسئولا وحده عن الفشل لأنه قرر أن يحكمنا بالعند فينا وكأنه بيطلع لنا لسانه». هذا الصديق الـ«فيس بوكاوى» كان أحد من يرون أن «الإخوان سيحملون الخير لمصر» فى مرحلة سابقة. وكنت آنذاك أقول له: «المياه ستكذّب الغطاس، واجبنا أن نعطيهم الفرصة كاملة قبل الحكم عليهم». وكل يوم أزداد اقتناعا أن المزيد من الفرصة لن يعنى المزيد من احتمالات النجاح. هم لم يكونوا جاهزين للسلطة، ولم يصنعوا البيئة الملائمة لكى يجتذبوا أفضل العناصر لمساعدتهم، وأعطوا لمعارضيهم مدداً من أسباب وحيل الخروج عليهم. فاكر مرة قلت لحضراتكم إننى فى يوم واحد جمعنى لقاءان بمجموعتين من الأصدقاء، الأول مع بعض الأصدقاء المنتسبين إلى جبهة الإنقاذ، وكان حديثنا بشأن قرار مقاطعة الانتخابات أو عدم المقاطعة. وأعقبه لقاء مع بعض المنتسبين لجماعة الإخوان المسلمين بشأن خسارة الإخوان لدعم الكثير من حلفائهم التقليديين. بعد الاستماع للأصدقاء واسترجاع ما قيل والمنطق الكامن وراء التفاعل السياسى المتعامد مع التحليل الميدانى لأوضاع المجتمع المصرى، أعلنت للشعب المصرى الشقيق نتائج مباحثاتى عالية المستوى المشار إليها. يا شعب: نحن نحكم بالسكحاية ونعارض بالبيستك ناو. وبالعودة إلى المعجم السياسى المصرى سنكتشف أن السكحاية هى حالة لولبية قائمة على غطرسة حادة فى اللعاب وانفجار فى شرايين الذات المتورمة تعقبها انفلاتات لفظية مصاحبة لتشنجات عصبية تجعلك تعتقد أنك مبعوث العناية الإلهية لإنقاذ الوطن من المخربين والمتآمرين مهما قال الناصحون أو تفوه مدعو الفهم. أما «البيستك ناو» فهى حالة نفسية قائمة على ارتفاع درجة اللاوعى المصاحبة لتشنجات بذيئة مصحوبة بفوضى لغوية تعبر عن الاستياء العام والإدانة الجماعية المعبرة عن الاستلقاء المعرفى. وعموماً تظهر هذه الأعراض مساء بدءاً من الساعة الثامنة مساء مع أول ضربة تليفزيونية للبرامج المسائية. وكل شىء زى ما هو مع فارق واحد أنه بدل ما كان فى مارس 2013 شعارنا هو: «بيستك ناو يا بيستك ناو، والسكحاية هتاكل الجو»، سيصبح شعارنا: «عليه العوض ومنه العوض». نقلاًً عن جريدة "الوطن "

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

عليه العوض ومنه العوض عليه العوض ومنه العوض



GMT 09:41 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

ليس آيزنهاور

GMT 09:40 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

والآن الهزيمة!

GMT 09:38 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

مسؤولية تأخر قيام دولة فلسطينية

GMT 09:37 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

... عن «الممانعة» و«الممانعة المضادّة»!

GMT 09:36 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

واشنطن... وأرخبيل ترمب القادم

GMT 09:35 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

الفكرة «الترمبية»

GMT 09:33 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

فريق ترامب؟!

GMT 09:32 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

مفاجأة رائعة وسارة!

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمان ـ مصر اليوم

GMT 09:09 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

تجديد جذّري في إطلالات نجوى كرم يثير الجدل والإعجاب
  مصر اليوم - تجديد جذّري في إطلالات نجوى كرم يثير الجدل والإعجاب

GMT 08:58 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة
  مصر اليوم - وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة

GMT 08:53 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض

GMT 11:22 2020 الأربعاء ,08 تموز / يوليو

يحذرك هذا اليوم من المخاطرة والمجازفة

GMT 09:15 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

أهم 3 نصائح لاختيار العباية في فصل الشتاء

GMT 02:22 2020 الإثنين ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

"الزراعة" تؤكد البلاد على وشك الاكتفاء الذاتي من الدواجن

GMT 13:41 2020 الأحد ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

فيديو جديد لـ"طفل المرور" يسخر من رجل شرطة آخر
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon