توقيت القاهرة المحلي 00:42:52 آخر تحديث
  مصر اليوم -

مين اللى هيغلب: الإسلام أم مصر؟

  مصر اليوم -

مين اللى هيغلب الإسلام أم مصر

معتز بالله عبد الفتاح

يقف الإنسان حائراً أحياناً بين أناس على درجة من العلم والثقافة يصورون المشهد السياسى فى مصر على أنه صراع بين أهل «الإسلام» فى مواجهة أناس مشكوك فى تدينهم أو عقيدتهم أو على غير عقيدة الإسلام أصلاً، وبين أناس يرون أنه صراع بين شعب «مصر» ضد أناس خونة وعملاء وأعداء للوطن. وحين يقف أحدهم ليعلن أنه ضد حكم الدكتور مرسى لأسباب لا علاقة لها بكونه إخوانياً أو إسلامياً يبدو وكأنه مخادع. الحقيقة أن من رأيتهم بالأمس يؤيدون الدكتور مرسى فى «رابعة العدوية» ينقسمون إلى فئات أربع، وهو تصنيف وضع بذرته الدكتور أحمد الأعور على موقعه على «الفيس بوك»، هناك أولاً التنظيميون من الإخوان أو المنتمين إلى الحركات الإسلامية المختلفة. وهناك ثانياً، المتعاطفون مع المشروع الإسلامى، حتى وإن لم يكونوا جزءاً من تنظيم سياسى محدد. هناك ثالثاً، المؤيدون للرئيس مرسى ويتعاملون معه على أنه رجل يجتهد، يصيب ويخطئ، ولكنه ليست له نيات سيئة، ويلتمسون له العذر، لأن الحمل ثقيل والعقبة كؤود. وهناك رابعاً، من لا يريدون أن تنتهك الإرادة الشعبية المصرية الانتخابية والاستتفتائية للمرة الثالثة بعد أن تم إصدار إعلان دستورى أضاع على مصر فرصة أن يكون دستور 1971 بتعديلاته هو دستور الفترة الانتقالية، وهو المطلب الذى يعود إليه من رفضوا دستور 2012 ورفضوا أيضاً تعديلات دستور 1971 فى مارس 2011، ثم حل مجلس الشعب الذى شارك فى انتخابه 32 مليون مصرى لأسباب إجرائية، رغم تهديد المحكمة الدستورية السابق بأن القانون معيب، ثم أخيراً عدم إكمال الرئيس الذى انتخبوه لمدته، وخوفهم من أن يكون ذلك مقدمة لأن لا يبقى رئيس مصرى فى منصبه بعد ذلك. إذن هؤلاء ليسوا جميعاً مع الدكتور مرسى لأنه يمثل الإسلام، بل أزعم أن من يفكر بهذه الطريقة هم أقلية من الفئة الأولى من مؤيديه، ولو فكروا قليلاً، لوجدوا أن بعضاً من معارضى الرئيس مرسى هم أيضاً محسوبون على التيار الإسلامى، وأن بعضاً من معارضيهم هم أصلاً أكثر تديناً من بعض ممن يدعون وصلاً بالمشروع الإسلامى. إذن طلّعوا «الإسلام» خارج الموضوع أرجوكم؛ فهو أعظم وأكرم من أن نخلط بين قداسة الدين ومناصب الدنيا. أما المعارضون للدكتور مرسى، فهم أيضاً شتيت من أشخاص لا يضعون المسألة فى سياق الدفاع عن «مصر» ضد أعدائها حتى وإن كان من بينهم من يظن ذلك. فهناك أولاً، العلمانيون ممن يرون أن خلط الدين بالصراعات الحزبية والانتخابية ليس فى مصلحة لا الدين ولا الدولة. والقضية بالنسبة لهم قضية مبدأ. ثانياً، هناك من هم ضد جماعة الإخوان، وليس ضد المشروع الإسلامى، ويرون أن الإخوان أساءوا للمشروع الإسلامى بنزعتهم لاحتكار السلطة والمناصب، ووضعهم لقواعد لعبة سياسية تجعل الآخرين إما أن ينصاعوا إليهم كأتباع أو يقفوا ضدهم كمعارضين. ثالثاً، هناك من هم ضد الثورة سواء كانت جاءت بالإخوان أو غيرهم، ويرون أن نظام مبارك كان الأفضل لمصر رغم كل عيوبه لأن كل البدائل سواء محافظة دينياً أو ليبرالية ليست على مستوى التحدى. وهناك رابعاً من هم ضد عدم التزام «مرسى» بوعوده وعدم تحسن الأوضاع فى عهده، وعدم قدرته على تفسير نفسه أو قراراته وعلاقته الملتبسة بجماعة الإخوان المسلمين. إذن الأمور أعقد من اختزالها فى أن هناك «إسلام» فى مواجهة «مصر» أو العكس. الصراع هو على «مرسى الذى جلس على الكرسى» وظن أنه أخذ مصر أسرى صندوق مثل أسرى الحرب. ولو كان استمع لواحد على عشرة مما قاله له الناصحون أو مما جاء فى هذا العمود تباعاً على مدار ستة أشهر، لما وجدنا أغلب المعارضين معارضين. ربنا يستر على البلد، أزعم أن مصر بين خمسة سيناريوهات، كلها محتملة، وكل سيناريو تجسده آية كريمة: سيناريو: «رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللهَ عَلَيْهِ»، وسيناريو: «كُلَّمَا أَوْقَدُوا نَاراً لِّلْحَرْبِ أَطْفَأَهَا اللَّهُ»، وسيناريو: «أَعْجَبَتْكُمْ كَثْرَتُكُمْ فَلَمْ تُغْنِ عَنكُمْ شَيْئاً وَضَاقَتْ عَلَيْكُمُ الْأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ ثُمَّ وَلَّيْتُم مُّدْبِرِينَ»، وسيناريو: «فَحَقَّ عَلَيْهَا الْقَوْلُ فَدَمَّرْنَاهَا تَدْمِيراً»، ونسأل الله أن يكون سيناريو: «ادْخُلُوا مِصْرَ إِن شَاءَ اللَّهُ آمِنِينَ» هو الأسمى. صلّوا من أجل مصر. نقلاً عن "الوطن"

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مين اللى هيغلب الإسلام أم مصر مين اللى هيغلب الإسلام أم مصر



GMT 09:41 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

ليس آيزنهاور

GMT 09:40 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

والآن الهزيمة!

GMT 09:38 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

مسؤولية تأخر قيام دولة فلسطينية

GMT 09:37 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

... عن «الممانعة» و«الممانعة المضادّة»!

GMT 09:36 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

واشنطن... وأرخبيل ترمب القادم

GMT 09:35 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

الفكرة «الترمبية»

GMT 09:33 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

فريق ترامب؟!

GMT 09:32 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

مفاجأة رائعة وسارة!

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمان ـ مصر اليوم

GMT 09:09 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

تجديد جذّري في إطلالات نجوى كرم يثير الجدل والإعجاب
  مصر اليوم - تجديد جذّري في إطلالات نجوى كرم يثير الجدل والإعجاب

GMT 08:58 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة
  مصر اليوم - وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة

GMT 08:53 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض

GMT 11:22 2020 الأربعاء ,08 تموز / يوليو

يحذرك هذا اليوم من المخاطرة والمجازفة

GMT 09:15 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

أهم 3 نصائح لاختيار العباية في فصل الشتاء

GMT 02:22 2020 الإثنين ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

"الزراعة" تؤكد البلاد على وشك الاكتفاء الذاتي من الدواجن

GMT 13:41 2020 الأحد ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

فيديو جديد لـ"طفل المرور" يسخر من رجل شرطة آخر
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon