توقيت القاهرة المحلي 00:23:04 آخر تحديث
  مصر اليوم -

كلام مش مهم

  مصر اليوم -

كلام مش مهم

معتز بالله عبد الفتاح

هذه المقالة ليست للأحياء من السياسيين المصريين، فهم من العبقرية بحيث إنهم فوق دروس التاريخ وأعظم من أن يستفيدوا من تجارب غيرهم وأرقى من أن يضيّعوا وقتهم فى قراءة هذا الكلام. ولكن هو واجبى أن آخذ الجمل إلى البحيرة، إن شاء شرب، وإن شاء انتحر. والبحيرة التى نحن بصددها اليوم هى فكرة «إجراءات بناء الثقة» فى المجتمعات المنقسمة عرقياً أو دينياً أو أيديولوجياً. السذج فى الدول التى تسمى نفسها متقدمة عملوا مراكز دراسات وأصبح يعمل فيها باحثون عندهم فراغ وقت وفائض طاقة من أجل عمل حاجة غريبة وعجيبة اسمها «إجراءات بناء الثقة»، والأغرب من كده أنهم يزعمون أنهم جربوها ونجحت فى أكثر من 250 حالة على مستوى العالم فى آخر 10 سنوات. ناس متخلفة صحيح! المهم أنهم يتحدثون عن أن هذه الإجراءات يمكن أن تكون سياسية، أو اقتصادية، ويمكن أن تكون كذلك ثقافية، وهكذا. المهم أن إجراءات بناء الثقة، وفقاً لدراساتهم المتخلفة، لا بد أن تتوافر فيها عدة شروط مثل: التبادلية والتتابعية، بمعنى أن أى خطوات بناء ثقة يتخذها طرف، لا بد أن يقابلها الطرف الآخر بخطوة مماثلة لضمان أمرين: حسن نية، والجدية. وربما تكون هذه التبادلية والتتابعية منسقة من قِبل طرف آخر يقوم بدور التوسط بين الطرفين. التراكمية، بمعنى أن خطوات بناء الثقة، مهما كانت قليلة فى البداية، لكنها لا بد أن تكون دافعة لزيادة مساحة الثقة للأمام. ولا ينبغى على أى طرف أن يتخذ أى إجراء يمحو الثقة التى تم بناؤها، وألا يستخدم أى طرف خطاباً تصعيدياً فى ظل عملية تخفيض التصعيد وبناء الثقة، لأن هذا يُفقد العملية اندفاعها للأمام. طويلة المدى لأنها مسألة تتطلب وقتاً وحسابات لكل طرف، ولا ينبغى لأى طرف أن يتعجّل إجراءات الطرف الآخر لأن هذا قد يزيد مساحة الريبة إلا وفقاً لجدول زمنى محدد سلفاً وبرضا الطرفين. القدرة على التنبؤ، لا ينبغى لأى طرف أن يفاجئ الآخر بما يهز ثقته فيه حتى لو كان يظن أن ما يفعله يدخل فى صميم حقه، لأن جزءاً من عملية بناء الثقة هو إعطاء الطرف الآخر الاطمئنان بأن الشراكة تقتضى مراعاة استحقاقاتها وشروطها. التواصل، حيث إن غياب التواصل والامتناع عن التفاعل بين الأطراف المختلفة تحت أى اسم ولأى سبب هو فى ذاته دليل على أن فجوة عدم الثقة تزيُّد وتتضاعف. الاتساق فى إجراءات بناء الثقة وفقاً لخطة موضوعة ومطروحة وتمت صياغتها بواسطة ممثلين عن الطرفين للقضاء على أى احتمالات لسوء التواصل أو سوء الفهم أو سوء التقدير. المصداقية لو ظن أى طرف أن الطرف الآخر غير جاد وأن الإجراءات التى يتخذها هى مجرد مناورات تكتيكية ستعقبها خديعة كبرى، فستنتهى عملية بناء الثقة فى أولى مراحلها. التأكد من سلامة عملية بناء الثقة عبر أشخاص يحترمهم كل طرف من المحسوبين على الطرف الآخر أو من طرف ثالث محايد، ربما يكون لجنة حكماء أو طرفاً خارجياً فى بعض الأحيان. تعدد المستويات لضمان الاستمرارية لا ينبغى أن يكون بناء الثقة مقتصراً على مجال واحد وإنما يكون على كل المستويات. طبعاً كل الكلام الفاضى اللى أنا كاتبه ده غير موجه للساسة المصريين لأنهم عارفين طريقهم كويس وهو «بالطول بالعرض هنجيب مناخير التانيين الأرض»، بس المشكلة إن إحنا التانيين! أنا خلصت، اشتمونى بقى. بس عايز شتيمة متوازنة. شوية شتيمة من الحبة دول وشوية شتيمة من الحبة دول علشان الدكتور قال لى شتيمة من جانب واحد مش كويس لصحتى. هذا المقال بعنوانه ومحتواه نشر فى هذا المكان فى مارس 2013. نقلاً عن "الوطن"

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

كلام مش مهم كلام مش مهم



GMT 09:41 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

ليس آيزنهاور

GMT 09:40 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

والآن الهزيمة!

GMT 09:38 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

مسؤولية تأخر قيام دولة فلسطينية

GMT 09:37 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

... عن «الممانعة» و«الممانعة المضادّة»!

GMT 09:36 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

واشنطن... وأرخبيل ترمب القادم

GMT 09:35 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

الفكرة «الترمبية»

GMT 09:33 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

فريق ترامب؟!

GMT 09:32 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

مفاجأة رائعة وسارة!

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمان ـ مصر اليوم

GMT 09:09 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

تجديد جذّري في إطلالات نجوى كرم يثير الجدل والإعجاب
  مصر اليوم - تجديد جذّري في إطلالات نجوى كرم يثير الجدل والإعجاب

GMT 08:58 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة
  مصر اليوم - وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة

GMT 08:53 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض

GMT 10:18 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25

GMT 09:22 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 09:43 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

GMT 23:00 2018 الأربعاء ,05 أيلول / سبتمبر

البيت الأبيض يصف كتاب "بوب وودورد" بأنه "قصص ملفقة"
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon