توقيت القاهرة المحلي 20:27:05 آخر تحديث
  مصر اليوم -

لجنة الخمسين.. أرجو التنبه

  مصر اليوم -

لجنة الخمسين أرجو التنبه

معتز بالله عبد الفتاح

لجنة الخمسين لتعديل الدستور تتشكل الآن، وتمنياتى لها بالتوفيق أن تفعل ما هو فى خير مصر. ولو كان لى أن أقترح لها أو عليها أمرا ما فهو ما يلى: أولا، حتى تعمل اللجنة لله والوطن والحياة الكريمة لهذا الشعب الذى عانى كثيرا، فلا بد أن يتجنب أعضاؤها شبهة تضارب المصالح بأن يتخذ أعضاؤها قرارات يمكن أن تخدمهم فى المستقبل. لهذا فأنا أعيد عليهم ما سبق أن اقترحته على الجمعية التأسيسية الأصلية من أن يتضمن قانونها نصا يمنع المشاركين فى أعمال تعديل الدستور أن يَقبلوا أو يُقبلوا على الترشح أو قبول أى منصب تشريعى أو تنفيذى لخمس سنوات أو أقل. وطالما أن الانتخابات البرلمانية والرئاسية ستجرى خلال عام، فوارد أن يكون امتناع الترشح أو قبول المنصب لمدة عام واحد وذلك كى نضمن إزالة أى سبب من أسباب تنازع المصلحة الشخصية مع المصلحة العامة للوطن. ثانيا، لا بد من التحذير من أن تتحول السلطة التشريعية إلى سلطة شكلية بالتوسع المبالغ فيه فى استقلال الجهات المختلفة ماليا وإداريا سواء المجالس والهيئات المستقلة أو السلطة القضائية أو القوات المسلحة. وثورة 30 يونيو لم تأت كى تعيد تقسيم الغنائم السياسية على الجهات التى شاركت فيها، فهى ثورة الشعب كله. واحترامنا لمؤسسات الدولة مهم، ولكن هذا لا يعنى أنها تحصن نفسها فتصبح فوق المساءلة من نواب الأمة مع الرقابة القائمة من المحكمة الدستورية العليا على التشريع. هذه الثورة هى ثورة الشعب، والشعب يختار نوابه كى يقوموا بأدوارهم التشريعية والرقابية فى مواجهة كل مؤسسات الدولة حتى لا يكون هناك استبداد أو فساد. ثالثا، كما سجلت رأيى من قبل فى أن المادة 219 هى مادة إشكالية وما كان ينبغى لها أن يتم تضمينها فى الدستور، وأرجو أن يستوعب التيار المحافظ دينيا أنها لن تضيف كثيرا للعملية التشريعية إلا إثارة المزيد من الجدل وربما الدجل باسم الدين. وتطبيق الشريعة الإسلامية، أيا كان تعريفنا لها، لا يحتاج مثل هذه المادة. ولو كان مبارك أو عبدالناصر أو الملك فاروق أرادوا تطبيق الشريعة الإسلامية، أيا كان تعريفنا لها، وفقا لدساتير 1971، أو 1964، أو 1923 لفعلوا دون الحاجة لتغيير كلمة واحدة فى أى من هذه الدساتير. لذا أرجو أن نحرص على التوافق وأن نقدم تعديلات تضمن قواعد عادلة للتنافس السياسى وحداً أدنى من الحقوق والحريات اللازمة للمواطن المصرى. رابعا، بشأن النظام الانتخابى الأمثل، أعيد اقتراحى بأن نتبنى نظام «القائمة النسبية غير المشروطة مع المزج» أى مع حق الناخب أن يختار بين القوائم المختلفة. ولو كان المطلوب فى دائرة كذا أن يتم اختيار خمسة مرشحين، فهؤلاء الخمسة يمكن أن يأتوا من نفس القائمة حال اختيار الناخب للقائمة كاملة، أو أن يختار خمسة أشخاص من القوائم المختلفة. بعبارة أخرى، يختار قائمة «النادى الأهلى» أو «النادى الزمالك» كاملة أو يعمل «منتخب» من القوائم شريطة ألا يزيد المجموع على خمسة مرشحين. أعلم أن هذا النظام سيزعج الكثيرين الذين هدفهم الوحيد الآن هو تقليل فرص التيار المحافظ دينيا، ولكن الحقيقة أن فرص التيار المحافظ دينيا قائمة فى كل الأحوال بغض النظر عن النظام الانتخابى طالما أن من ينافسونهم لا يتمتعون بعصبية دينية أو مالية أو قبلية فى خارج المدن. وبالتالى قد يكون النظام الذى أقترحه هنا مفيدا من ناحية أنه يقينا لا يخل بتكافؤ الفرص، وأنه يعطى فرصة للأحزاب أن تتنافس ويكون لها فرصة الوجود على الساحة، وأنه يعطى للناخب حقه كاملا فى المفاضلة بين القوائم والمرشحين. خامسا، أرجو من الخبراء والعلماء والفقهاء الذين سيكونون خارج لجنة الخمسين ألا يتعاملوا معها على أنها «لجنة من الأشقياء» الذين ينبغى أن نسفه عملهم ودورهم ونترصد لهم ونتصيد أخطاءهم. علينا أن ننصح بإخلاص للوطن وليس أن نهاجم بضراوة لإزكاء النفس. أملى أن نتعلم من أخطائنا وأن نعمل من أجل غاية أسمى من مصالحنا الضيقة. ونسأل الله الإخلاص والسداد والقبول. صلوا من أجل مصر. نقلًا عن جريدة "الوطن"

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

لجنة الخمسين أرجو التنبه لجنة الخمسين أرجو التنبه



GMT 09:41 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

ليس آيزنهاور

GMT 09:40 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

والآن الهزيمة!

GMT 09:38 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

مسؤولية تأخر قيام دولة فلسطينية

GMT 09:37 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

... عن «الممانعة» و«الممانعة المضادّة»!

GMT 09:36 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

واشنطن... وأرخبيل ترمب القادم

GMT 09:35 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

الفكرة «الترمبية»

GMT 09:33 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

فريق ترامب؟!

GMT 09:32 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

مفاجأة رائعة وسارة!

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمان ـ مصر اليوم

GMT 09:09 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

تجديد جذّري في إطلالات نجوى كرم يثير الجدل والإعجاب
  مصر اليوم - تجديد جذّري في إطلالات نجوى كرم يثير الجدل والإعجاب

GMT 08:58 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة
  مصر اليوم - وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة

GMT 08:53 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض

GMT 10:18 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25

GMT 09:22 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 09:43 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

GMT 23:00 2018 الأربعاء ,05 أيلول / سبتمبر

البيت الأبيض يصف كتاب "بوب وودورد" بأنه "قصص ملفقة"
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon