توقيت القاهرة المحلي 20:27:05 آخر تحديث
  مصر اليوم -

أسئلة صح وأجوبة خطأ

  مصر اليوم -

أسئلة صح وأجوبة خطأ

معتز بالله عبد الفتاح

  بالأمس القريب، شرفت بالاجتماع مع عدد من الشباب، الذين لهم أسئلة كثيرة، ودائماً فى مثل هذه الاجتماعات ما أبدأ ردى بالتأكيد على أن «كلامى غالباً خطأ، واحتمالٌ أن يكون فيه حاجة صح أو على الأقل تفتح أمامهم مجالاً للتفكير بطريقة صح». السؤال الأول: هل الأفضل دستور جديد أم تعديل دستور 2012؟ وإجابتى ببساطة هى أن الأصل أنه كان من الأفضل تعديل دستور 1971، أو عمل دستور مرحلى لمدة عشر سنوات ثم الاستفتاء على استمراره أو تعديله أو كتابة دستور جديد سنة 2022 مثلاً. ولكن بما أننا ارتكبنا كل الأخطاء التى يحذر منها «كتالوج التحول الديمقراطى» فالقضية الآن لم تعد تهمنى كثيراً من ناحية دستور جديد أم تعديل القائم. ولكن إذا كنا سنصوغ دستوراً جديداً، فلماذا كل الجهد الذى قامت به لجنة العشرة؟ ولماذا لم تكن لجنة العشرة بعد لجنة الخمسين، إذا كنا سنكتب دستوراً جديداً؟ عموماً لا تسألوا عن أشياء إن تُبدَ لكم تسؤكم، ومرحباً بكم فى عالم البحار. السؤال الثانى: هل توافق على فض اعتصامى رابعة والنهضة بهذه الطريقة؟ أنا أدين سفك أى دماء مصرية مدنية أو عسكرية كان يمكن تجنب سفكها. ولكن مما رأيت أن قيادات جماعة الإخوان المسلمين ومناصريهم قرروا أن يفعلوا ما يجيدونه دائماً وهو خلق «كربلاء سياسية» يقنعون بها الأجيال القادمة أن «السلطة المتوحشة» قتلتهم لأنهم «بتوع ربنا». أتذكر حواراً دار بينى وبين أحد قيادات الإخوان بشأن هذا الموضوع قبل انتخابات الرئاسة أصلاً. وكان الرجل يتحدث عن قتل حسن البنا، واعتقالات الخمسينيات والستينيات؛ فكان ردى أنه كان يتبنى منطق نزع السياق «decontextualization» بأن تحكى لى عن الجزء الذى أنت فيه مظلوم. لكن التاريخ سجل أن أشخاصاً محسوبين على الإخوان اغتالوا النقراشى وإبراهيم عبدالهادى. ورغماً عن استنكار حسن البنا للقتل رفعاً للمسئولية الأخلاقية، لكن هذا لا يرفع عنه المسئولية السياسية. وكذلك اختيار الإخوان أن تكون ربع جماعة وربع جمعية وربع حزب وربع نواة كيان فوق وطنى تحت اسم الخلافة سيجعلكم دائماً فى مرمى أى سلطة لا سيما حين يخرج من يتوعد ويهدد بالدماء. إذن نزْع كل حدث خارج سياقه يجعل السذج يظنون أن الإخوان لم يرتكبوا حماقات تؤدى بهم إلى هذه المزالق. ومع ذلك قتل أى إنسان مصرى، كان يمكن تجنب قتله، هو عمل مدان إنسانياً وأخلاقياً، وينبغى أن يكون مداناً سياسياً وقانونياً. ولولا أن مصر حكومة وشعباً فقدت احترام حرمة الدم وعصمة النفس البشرية بغض النظر عن انتمائها السياسى، لكنا بصدد تحقيقات شفافة تحدد من السبب وراء قتل أبنائنا من المدنيين والمجندين. السؤال الثالث: ماذا كان على قيادات الإخوان فعله بعد 3 يوليو؟ الحقيقة أنه كان عليهم أن يفعلوا الكثير قبل 3 يوليو، وحتى يوم 3 يوليو.. كان يمكن أن يذهب الدكتور الكتاتنى للاجتماع الذى دعا إليه الفريق السيسى، ولكن قيادات الجماعة أخطأت كثيراً تقدير الأمور، «ومن لا يستشعر الخطر يكون هو مصدراً للخطر» كما قال نابليون. وهؤلاء يتحملون مسئولياتهم أمام الله والوطن والتاريخ، ولكن ما يزعجنى هو أن هناك من لم يزل يظن أن الدكتور مرسى كان رئيساً لكل المصريين وأنه كان له الحق فى أن يكمل مدته حتى لو خرب البلد أو قامت حرب أهلية، وأن من أخذ مفتاح السيارة عليه أن يستمر فى القيادة بغض النظر عن عدد ونوعية الحوادث التى سيرتكبها وأنهم مستعدون لأن يغفروا له كل أخطائه ومن معه فى حق بلد لم يستطع حتى أن يعبر به حتى الانتخابات البرلمانية. أى غفلة تلك؟ إذن لماذا كنتم تلومون على مبارك تعنته وعناده وسوء تقديره؟ كان على القيادات أن تدرك الوهدة العميقة التى كانت بصدد الوقوع فيها، وأن تعترف بأخطائها وأن تقبل المشاركة فى المرحلة الانتقالية الجديدة، ولكن هذا كان يتطلب أن يكون بينهم من يفكر استراتيجياً. وهذه عملة نادرة فى البيئة السياسية المصرية أصلاً. ويظل كلامى هذا خطأ قد يكون فيه شىء من الصواب.   الوطن

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أسئلة صح وأجوبة خطأ أسئلة صح وأجوبة خطأ



GMT 09:41 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

ليس آيزنهاور

GMT 09:40 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

والآن الهزيمة!

GMT 09:38 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

مسؤولية تأخر قيام دولة فلسطينية

GMT 09:37 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

... عن «الممانعة» و«الممانعة المضادّة»!

GMT 09:36 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

واشنطن... وأرخبيل ترمب القادم

GMT 09:35 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

الفكرة «الترمبية»

GMT 09:33 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

فريق ترامب؟!

GMT 09:32 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

مفاجأة رائعة وسارة!

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمان ـ مصر اليوم

GMT 09:09 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

تجديد جذّري في إطلالات نجوى كرم يثير الجدل والإعجاب
  مصر اليوم - تجديد جذّري في إطلالات نجوى كرم يثير الجدل والإعجاب

GMT 08:58 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة
  مصر اليوم - وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة

GMT 08:53 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض

GMT 10:18 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25

GMT 09:22 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 09:43 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

GMT 23:00 2018 الأربعاء ,05 أيلول / سبتمبر

البيت الأبيض يصف كتاب "بوب وودورد" بأنه "قصص ملفقة"
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon