توقيت القاهرة المحلي 20:27:05 آخر تحديث
  مصر اليوم -

محمد مرسى ومحمد أبوتريكة

  مصر اليوم -

محمد مرسى ومحمد أبوتريكة

معتز بالله عبد الفتاح

شاء قدرى أن أشاهد النصف الثانى من مباراة كرة القدم بين منتخبى مصر وغينيا أثناء تناولى الغداء مع صديق يتابع بشغف كرة القدم رغماً عن كل ما نحن فيه. ولفت نظرى إلى أن محمد أبوتريكة يؤدى أداء متميزاً وأنه يلعب مباراته المائة متألقاً فى سن الأربعة والثلاثين. وقد أبدى صديقى ارتياحاً لأداء اللاعب لأنه تعرض لكثير من الظلم فى الفترة الماضية لأسباب بعضها يرتبط بتراجع مستواه الرياضى خلال العام الماضى ولأسباب تتعلق بانتمائه السياسى. وأثناء مشاهدة المباراة اتفقنا، صديقى وأنا، على أن المسألة فى النهاية هى مسألة أداء فى الملعب وروح يبثها اللاعب القائد فى الفريق والتزام الإنسان بحد أدنى من قيم أخلاقية. وكالمعتاد عند معظم المصريين ينتقل الحديث بسرعة إلى السياسة. قال صديقى: وهذا هو المفروض فى كل مجال ومكان بما فى ذلك السياسة. ومن لا يجيد عمله، عليه أن يترك مكانه لغيره ما دام هو أفضل منه. ما الذى يجعل أبوتريكة أو أى لاعب مفروضاً على النادى أو المنتخب الذى يلعب له خارج إطار أن الأفضل يتقدم والأقدر يتصدر؟ ولماذا يكون أى رئيس سواء مبارك أو مرسى أو غيرهما مفروضاً على الشعب المصرى إن ثبت بوضوح أنه غير قادر على إدارة البلاد؟ وأتذكر أننى قلت نفس العبارة عن مبارك فى 28 يناير 2011، وعن مرسى فى 29 يونيو حين سألنى مراسلون أجانب: «Unfit to rule» أى أصبح غير مؤهلاً للقيادة. والأمر ينطبق على أبوتريكة وكل لاعب سواء فى الرياضة أو السياسة: ما دام مستواك تراجع، فعليك أن تتقبل ترك مكانك فى المجال العام لمن هو أفضل منك. مساحة المجاملات فى العمل العام لا بد أن تقترب من الصفر. بل إن اللاعب، الرياضى أو السياسى، ينبغى أن يكون على علم بقدراته وحجم عطائه مقارنة بما وعد به أو يتوقعه الناس منه وضرر بقائه والفائدة من استمراره. سوءا كان أبوتريكة إخوانياً أو غير إخوانى، سواء كان مرسى إخوانياً أو غير إخوانى، بالنسبة لى ولأغلب المصريين الذين يريدون لمصر الخير، ما دامت مصريتك تفوق وتعلو على ما عداها، فأنت أخ فى الوطن. لا يوجد سبب شخصى جعل ملايين المصريين ينزلون فى مظاهرات مع أو ضد الدكتور مرسى، إنما هو حسن أدائه أو سوء أدائه. وحين وجد المصريون أن قصر الاتحادية فى أول ثلاثة شهور ساحة لاجتماع أطياف مختلفة من المصريين من أقصى اليسار إلى أقصى اليمين سعدوا برئيسهم، وحين اجتمع الرئيس بالمرشحين الرئاسيين السابقين استبشروا خيراً. وحين خرج المستشارون معلنين استقالاتهم الواحد تلو الآخر لأن الرئيس يتخذ قرارات لم يستشرهم فيها، وتعطيه صلاحيات تجعله فوق القانون، ويعد بدستور لن يطرحه على الاستفتاء إلا بعد التوافق عليه ويضرب بذلك كله عرض الحائط، أصابهم القلق. إذن المصريون لم يظلموا الإخوان. هم من ظلموا المصريين، ونقطة البداية فى أنهم أصلاً ما كان ينبغى أن يتعجلوا السلطة وهم غير مستعدين لها، وهذا كان كلامهم حين كانوا يدافعون عن فكرة عدم ترشيح رئيس للجمهورية. ولكن رب ضارة نافعة، ولو كنا ظللنا ننظّر ونتناظر بشأن كيف سيكون حال الإخوان لو حكموا مصر، لما وصلنا إلى ما هو لدينا الآن من استنتاج واضح ومحدد بأنهم قطعاً لم يكونوا مستعدين لحكم مصر. وغالباً، ما دامت تسيطر عليهم عقلية الضحية وهم فى المعارضة وعقلية الذئب وهم فى السلطة، فلن يفوزوا بشىء، وسيظلون عنصر تعويق أكثر منهم حاملين الخير لمصر كما كانوا يقولون. أداء أبوتريكة أسعد كثيرين، إخواناً أو غير إخوان، ما دام يخدم القضية الكبرى: قضية الوطن. ولو كان مرسى ارتفع بأدائه لكان أيده كثيرون إخواناً وغير إخوان، طالما أنه كان يخدم القضية الكبرى: قضية الوطن. حسن الأداء يرتفع بصاحبه عن التصنيفات غير ذات الصلة بالأداء. ضعف الأداء السياسى لقيادات الإخوان فى السلطة وبعد السلطة جعلهم يدفعون فاتورة كبيرة جداً لا يدفعها إلا شخص «مالوش فى السياسة». استمر يا أبوتريكة أنت وزملاؤك، نفسنا نذهب إلى كأس العالم بإذن الله. ولتعلُ مصر على ما عداها. نقلاً عن "الوطن"

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

محمد مرسى ومحمد أبوتريكة محمد مرسى ومحمد أبوتريكة



GMT 09:41 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

ليس آيزنهاور

GMT 09:40 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

والآن الهزيمة!

GMT 09:38 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

مسؤولية تأخر قيام دولة فلسطينية

GMT 09:37 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

... عن «الممانعة» و«الممانعة المضادّة»!

GMT 09:36 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

واشنطن... وأرخبيل ترمب القادم

GMT 09:35 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

الفكرة «الترمبية»

GMT 09:33 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

فريق ترامب؟!

GMT 09:32 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

مفاجأة رائعة وسارة!

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمان ـ مصر اليوم

GMT 09:09 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

تجديد جذّري في إطلالات نجوى كرم يثير الجدل والإعجاب
  مصر اليوم - تجديد جذّري في إطلالات نجوى كرم يثير الجدل والإعجاب

GMT 08:58 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة
  مصر اليوم - وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة

GMT 08:53 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض

GMT 09:29 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

طهران ترحب بوقف إطلاق النار في لبنان
  مصر اليوم - طهران ترحب بوقف إطلاق النار في لبنان

GMT 10:18 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25

GMT 09:22 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 09:43 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

GMT 23:00 2018 الأربعاء ,05 أيلول / سبتمبر

البيت الأبيض يصف كتاب "بوب وودورد" بأنه "قصص ملفقة"
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon