توقيت القاهرة المحلي 20:27:05 آخر تحديث
  مصر اليوم -

25 + 30 = 54؟

  مصر اليوم -

25  30  54

معتز بالله عبد الفتاح

كتبتُ بالأمس عن تقسيم رباعى، ناقشنى بعض أصدقائى فيه، وأردت توضيح بعضاً مما جاء فيه. المصريون مروا بانتفاضتين شعبيتين، خلال عامين ونصف: واحدة أخذت عنوان «25 يناير» والأخرى أخذت عنوان «30 يونيو». ووقف المصريون من هاتين الانتفاضتين الشعبيتين أربعة مواقف. الموقف الأول، هو موقف من أيدوا الثورتين باعتبارهما انتصارين فى معركتين ضد كيانين استبداديين: الحزب الوطنى وجماعة الإخوان. لذلك، أولئك رفضوا «التزويث» و«التمكين» معاً. و«التزويث» هو مصطلح اخترعته فى 2010 إشارة للتزوير من أجل التوريث. وبعد فترة من الصبر والانتظار توقعوا أن يكون الدكتور مرسى هو البديل المناسب لحكم البلاد، لكنه فاجأهم بالتمكين، حيث غلّب الدكتور مرسى «تنظيم الإخوان» على «نظام الدولة» بغطرسة مبتدئين. والغطرسة تجمع بين الثقة المبالغ فيها بالنفس والضيق الشديد فى الأفق. لذا كان لا بد، من وجهة نظر هؤلاء، أن يتم تصحيح مسار الثورة بثورة أخرى. وقد كان. وهؤلاء بالمناسبة مستعدون لثورة ثالثة إذا انتهت البلاد إلى «تزويث» أو «تمكين» جديدين. الموقف الثانى، هو أولئك الذين أيدوا الثورة الأولى باعتبارها نصراً ورفضوا الثانية واعتبروها هزيمة، وهؤلاء للإنصاف ينقسمون إلى فئتين: الأولى هى المؤيدة للإسلاماسى (أى الإسلام السياسى). وهؤلاء يواجهون مشكلة كبرى؛ هى أنهم يشعرون بأنهم فى وضع أسوأ مما كانوا عليه قبل «25 يناير»؛ لأن قبل «25 يناير» كانت عندهم فضيلة ظن الناس فيهم أنهم «ناس بتوع ربنا وأنهم أكفاء»، لكن بعد سنة واحدة فى السلطة، وبسبب مؤامرة يظنونها -وكأنهم هم لا يتآمرون- اتضح لأعداد كبيرة من المصريين أن «كفاءتهم» الحقيقية منصبّة على الترويج لأنهم «بتوع ربنا». وهذا لا يكفى لإدارة دولة. لكن هناك بالفعل فئة أخرى ترى أن ثورة 30 يونيو انحرفت عن مسارها فى 3 يوليو ثم فى 8 يوليو، تاريخ الإعلان الدستورى؛ لأن المسار من وجهة نظرهم ما كان ينبغى أن يسير على هذا النحو. وكانوا يفضلون أنه كان ينبغى أن يكون هناك استفتاء على بقاء «مرسى» أو رحيله، أو استفتاء على خارطة الطريق، أو انتخابات رئاسية مبكرة فقط، ومع الرئيس الجديد، نبدأ الحكاية من الأول. وليس سراً أن هذا ما كان يريده قيادات الجيش ومؤسسات الدولة التى كانت حاضرة فى اجتماع 3 يوليو، وأن هذا ما كانوا سيتفقون عليه مع الدكتور الكتاتنى حال حضوره للاجتماع، لكن الإخوان مزودون بخاصية سوء التقدير حكماً ومعارضة. الموقف الثالث: وهو لمن عارضوا «25 يناير» وأيدوا «30 يونيو»، فبالنسبة لهم 25 يناير هى نكسة 1967 و30 يونيو هى حرب أكتوبر. وهؤلاء أيضاً ينقسمون إلى فئتين: فئة من أيدوا الرئيس مبارك لقربهم منه أو لاستفادتهم من نظامه. والفئة الثانية هى من كانوا يظنون سوءًا فى الإسلاماسيين وفقاً لنظرية: «مش قلنا لكم». والحقيقة أن هؤلاء الآن يعيشون أحلى أيامهم؛ لأن «مرسى» ورفاقه قدموا لهم هدية تاريخية بأن وقعوا فى الفخ الذى نصبوه لأنفسهم بأن حاولوا أن يسيطروا على كل مؤسسات الدولة على نحو ما حذر منه كثيرون، ومنهم الأستاذ فهمى هويدى فى مقاله الشهير بعنوان «وقعوا فى الفخ» فى 2 أبريل 2012 حين قرر الإخوان ترشيح المهندس خيرت الشاطر للرئاسة. وطبعاً هؤلاء لا يتمنون بالضرورة عودة دولة «مبارك»، لكن أى نسخة معدلة منها أفضل لهم من عودة الإخوان والإسلاماسيين. الموقف الرابع: من عارضوا ثورة 25 يناير ومن عارضوا ثورة 30 يونيو، والقصة بالنسبة لهؤلاء: اعملوا اللى تعملوه بس عايزين ناكل وعايزين نشتغل وعايزين نربى عيالنا، حرام عليكم، ظلمتونا قبل 25 وبعد 25. يا رب ما نتظلم تانى بعد 30. المعضلة التى تواجه مصر الآن أن المستقبل لن يتحمل المزيد من الصراعات، وكل طرف يخسر السلطة يدخل فى حرب استنزاف ضد شرعية الطرف الآخر، والأهم لقدرات الدولة، ويظن كل طرف أنه سيقضى تماماً على الطرف الآخر. وحتى الآن لم نجد من الطرفين هذين الشخصين النابهين اللذين يحظيان باحترام أتباعهما ليجتمعا ويعلنا نهاية حرب الاستنزاف التى يخسر فيها الجميع. أخشى أن يأتى يوم لنقول فيه إن 25 + 30 = 54 بالمعنى التاريخى وليس بالمعنى الحسابى. نقلاً عن "الوطن"

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

25  30  54 25  30  54



GMT 09:41 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

ليس آيزنهاور

GMT 09:40 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

والآن الهزيمة!

GMT 09:38 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

مسؤولية تأخر قيام دولة فلسطينية

GMT 09:37 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

... عن «الممانعة» و«الممانعة المضادّة»!

GMT 09:36 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

واشنطن... وأرخبيل ترمب القادم

GMT 09:35 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

الفكرة «الترمبية»

GMT 09:33 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

فريق ترامب؟!

GMT 09:32 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

مفاجأة رائعة وسارة!

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمان ـ مصر اليوم

GMT 09:09 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

تجديد جذّري في إطلالات نجوى كرم يثير الجدل والإعجاب
  مصر اليوم - تجديد جذّري في إطلالات نجوى كرم يثير الجدل والإعجاب

GMT 08:58 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة
  مصر اليوم - وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة

GMT 08:53 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض

GMT 09:29 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

طهران ترحب بوقف إطلاق النار في لبنان
  مصر اليوم - طهران ترحب بوقف إطلاق النار في لبنان

GMT 10:18 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25

GMT 09:22 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 09:43 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

GMT 23:00 2018 الأربعاء ,05 أيلول / سبتمبر

البيت الأبيض يصف كتاب "بوب وودورد" بأنه "قصص ملفقة"
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon