معتز بالله عبد الفتاح
يسعدنى بعض الأصدقاء حين يضعون القضية فوق الشخص، والمبدأ فوق المصلحة، وحين يطبقون قول الرسول صلى الله عليه وسلم: «لا يمنعن رجلاً هيبةُ الناس أن يقول بحق إذا علمه».
أحد الأصدقاء أرسل لى قائلاً:
«بعد أن عرفت بعض الحقائق أعتذر إليك عن إساءتى الظن بك بسبب مواقفك الأخيرة، وإن كنت ما زلت أرى أن الدولة يجب ألا تكون (غشيمة) هكذا فى التعامل مع الناس العاديين والمتظاهرين الشباب».
وقد ألحق الصديق «محمد» برسالته رابطاً يحمل هذه التفاصيل التى نشرتها عدة صحف منسوبة إلى وكالة «الأناضول»، يقول الرابط:
كشف مصدر بـ«التحالف الوطنى لدعم الشرعية ورفض الانقلاب» مجموعة من المعلومات التى لم تكشف من قبل عن فض اعتصام «رابعة العدوية» بالقاهرة فى 14 أغسطس، كان أبرزها أن معلومة ساعة فض الاعتصام وصلت إلى قيادات التحالف قبل 6 ساعات من بدء الفض.
وأوضح المصدر، الذى فضل عدم نشر اسمه لوكالة «الأناضول» أنه «خلال وجود قيادات التحالف فى قاعة رقم 3 الملحقة بمسجد رابعة العدوية، التى تم تخصيصها خلال الاعتصام لقيادات التحالف كما كان يتجمع فيها قيادات جماعة الإخوان المسلمين وحزبها الحرية والعدالة، وصلتنا معلومة منتصف ليل الثلاثاء - الأربعاء بالتوقيت المحلى بأن قوات الأمن ستقوم بفض الاعتصام صباح الأربعاء 14 أغسطس دون ذكر الساعة.
يشار إلى أن عملية فض اعتصامى مؤيدى «مرسى» فى «رابعة العدوية» و«نهضة مصر» بالقاهرة بدأت فى السادسة من صباح الأربعاء بالتوقيت المحلى.
وأضاف المصدر أنه «عقب وصول المعلومة، قمنا بإخلاء جزئى للقاعة رقم 3 وكذلك القاعة رقم 2 التى تم تخصيصها للمركز الإعلامى، وذلك حتى تتسع القاعتان للشهداء والمصابين الذين سيسقطون خلال فض الاعتصام كما توقعنا»، بالإضافة إلى المستشفى الميدانى.
واستدرك المصدر: «قمنا أيضاً عقب علمنا بموعد فض الاعتصام بإصدار تعليمات للمسئولين عن تأمين الميدان بتشديد عمليات التأمين على المداخل والمخارج وكذلك على المنصة التى يلقى المتحدثون كلماتهم من فوقفها، نظراً لأن عدداً من القيادات قرروا اعتلاءها عقب علمهم بالفض، بالإضافة إلى تشديد تأمين سيارة البث التليفزيونى، سيارة خاصة بالتليفزيون المصرى كانت تستخدم فى بث فعاليات الاعتصام لعدد من الفضائيات الخاصة، حيث كان يؤمنها عدد من الأشخاص يرتدى كل واحد منهم خوذة حديدية ويمسك فى يده عصا».
وقبل أذان الفجر بوقت قصير أى عند الساعة 2:30 من صباح الأربعاء بالتوقيت المحلى -بحسب المصدر- «قام محامون بإلقاء محاضرة على عدد من الأطباء والمساعدين لهم فى المستشفى الميدانى فى كيفية توثيق أسماء الشهداء والمصابين، وذلك دون التطرق إلى معلومة فض الاعتصام حتى لا تتسرب وتتم إثارة البلبلة بين المعتصمين».
ولفت المصدر إلى أنه رغم علم معظم قيادات «التحالف» بموعد فض الاعتصام فإنهم «كان لديهم إصرار على البقاء طوال الليل فى الميدان ومن بينهم صلاح سلطان ومحمد البلتاجى ومحمد جمال حشمت وعبدالرحمن البر وصفوت حجازى، وإن كانت بعض القيادات غادرت ساحة الاعتصام مع الساعة الخامسة بالتنسيق مع آخرين»، بحسب المصدر الذى لم يحدد أسماء من غادروا.
من جانبه، قال محمود فتحى، رئيس حزب الفضيلة (الإسلامى)، أحد قيادات التحالف: «جاءتنى معلومة فض الاعتصام عبر مصادر خاصة قبل موعد الفض بثلاث ساعات واتجهت للدكتور محمد البلتاجى لكى أخبره بها فوجدته على علم بذلك وحثنى على التمسك بالسلمية والثبات».
انتهى الاقتباس من الخبر.
إذن كانوا يعلمون بموعد فض الاعتصام: «نعم» ويبدو لى أن هذا كان مقصوداً من قِبل قوات الأمن حتى تكون هناك فرصة لمن يريد أن يغادر أن يغادر. ولكن كان لى سؤال: هل من النخوة ومن الرجولة ومن الوطنية أو التدين ألا يقوم قادة الاعتصام بإخلاء الميادين من النساء والصغار وكبار السن مع علمنا جميعاً بالهرج والمرج وسوء الأداء المعتاد من قِبل قوات الأمن وما يمكن أن يقع بهؤلاء تحديداً من مخاطر؟
أما بشأن أن مؤسساتنا الأمنية «غشيمة» فى تعاملها مع المتظاهرين سواء كانوا سلميين أو عسكريين، فهذا لا غرابة فيه بحكم التدريب الذى يتلقونه، أو بعبارة أخرى، الذى لا يتلقونه كما قال لى أحد وزراء الداخلية السابقين.
نقلاً عن جريدة الوطن