توقيت القاهرة المحلي 20:27:05 آخر تحديث
  مصر اليوم -

مشاعر.. مصالح.. معلومات.. مبادئ

  مصر اليوم -

مشاعر مصالح معلومات مبادئ

معتز بالله عبد الفتاح

أبلغت أن أحد الأصدقاء كتب على «الفيس بوك بوك» رسالة للعبد الفقير، مضمونها: «أنا كنت بشيّر كل حرف لحضرتك، وكل فيديو.. ممكن حضرتك تكتب لينا مقال انت بقيت كده إزاى؟ بجد محتاجين نعرف! يعنى الواحد بيتعلم من عمر غيره.. ونعمل اللى ربنا يقدرنا عليه، عشان ما نبقاش أى حاجة فيها شكل حضرتك!». والطلب بسيط والإجابة سهلة وتكررت هذه الرسائل من أشخاص يريدوننى أن أعبر عنهم، لا عن نفسى ولا عما أؤمن به. وبالتالى، حتى لا تكون مثلى افعل ما يلى: أولا، اجعل مشاعرك فى حالة اشتعال دائم إما فرحا أو غضبا، إما سعادة أو حزنا. ولا تقترب من أى كتاب أو شخص يشرح لك فكرة «الثبات الانفعالى» أو «إدارة الأزمات» أو «ترتيب الأولويات». ثانيا، اجعل مصالحك مرتبطة بجماعة معينة أو حزب بذاته وساويها بالحق والخير والجمال والوطنية والدين. ولا تسمح لنفسك بأن تفكر فى أن القائمين على هذه الجماعة أو الحزب يمكن أن يغلبوا مصالحهم فوق مصلحة الوطن. هذا باطل وشر وقبح وخيانة وكفر. ثالثا، على مستوى المعلومات، امش مع ما يقوله لك الناس ولا تثق فى ما شاهدته ورأيته وعشته بنفسك. ولو قال لك أحدهم شيئا يتناقض تماما مع ما رأيته بنفسك، فلا تصدق نفسك. امش كالإمعة مؤمنا بما يقوله لك الآخرون بالذات من نشطاء «الفيس بوك بوك». رابعا، على مستوى المبادئ، اجعل نفسك مع السلطة وليس مع الدولة، ولو رأيت باطلا فلا تقف منه موقف المعارض، ولكن دافع عنه حتى لا يقول عنك الناس إنك غيرت موقفك أو إنك متلون ومنافق. وتجاهل تماما الحديث الشريف: «لا يمنعن رجلاً هيبةُ الناس أن يقول بحق إذا علمه». خلاصة ما سبق، أنا لا أكتب كى يعجب أحد بما أكتب، فأنا لا أعرف من يقرأ ماذا وكيف ولماذا. أنا أكتب ما يمليه علىّ ضميرى فى حدود مشاعرى التى أعرف كيف أسيطر عليها، ومصلحتى التى هى ليست يقينا مع أى شخص أو حزب أو جماعة، ومعلوماتى التى هى جزء أصيل من تجربتى التى عشتها بنفسى، ومن مبادئى أخلاقيا ودينيا ووطنيا. المعضلة الآن أن المشهد شديد التعقيد، وكل شخص يركز على الجزء من الفيلم الذى يتفق مع مشاعره ومصالحه ومبادئه ومعلوماته. منا من شاهد فيلم «أمير الانتقام» من منتصفه فانتهى به الحال أن ظن أن البطل، أنور وجدى، هو القاتل السفاح، لكنه لو شاهد الفيلم من بدايته لعرف من انتهى إلى ماذا. الجدل سيظل معنا، وستظل الفتنة لعقود طويلة قادمة، مثلما كانت الفتن الكبرى فى كل التاريخ: تاريخنا وتاريخ العالم. لنأخذ مثلا هذه المرة من فتنة اليابان فى القرن التاسع عشر بين الساموراى والميجى (بتعطيش الجيم). الساموراى كانوا أنبل من الميجى من وجهة نظر القوى التقليدية، لكنهم كانوا مصرين على تقاليد الحرب بالسيف والرمح ووقفوا موقف الرافض لكل أشكال الحداثة التى كان يريدها قيادات الدولة من الميجى، فحدث بينهم صراع انتهى بأن الميجى انتصروا مستخدمين أسلحة ومدربين جاءوا بهم من الغرب. قتلى الساموراى كانوا بالآلاف وظلت واحدة من أكثر فترات الحضارة اليابانية دموية؛ لأنها كانت لحظة فتنة كبرى وصراع قيم حاد. وكان على الدولة اليابانية إما أن تتقدم إلى الأمام أو أن تظل دائما أسيرة للقيم التقليدية التى كبلت اليابان مقارنة بالغرب. إذن فتن التاريخ هى لحظات ميلاد منظومات قيم جديدة، وأنا أظن أن ما حدث فى 25 يناير و30 يونيو هو ثورة واحدة أو ثورتان على نفس العقلية الاستبدادية. لم يحك لى أحد حواديت، أنا شاهدت التفاصيل بنفسى، ونصحت وحذرت وانتقدت كثيرا فى هذا المكان ومنذ فترة طويلة لمن يريد إنصافا. ولا ألوم من لم يعش التفاصيل أو لا يصدقنى، فهذه مسألة أكبر من أى شخص بذاته. أسأل الله ألا أكون ممن ضل سعيهم وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا؛ ولو كنت منهم، فأسأله سبحانه ألا يجعل أمر أحد بيدى فيظل وزرى على نفسى، وأن يرينى الباطل باطلا ويرزقنى اجتنابه. وفى كل الأحوال أسأله: ربنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا. نقلاً عن "الوطن"

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مشاعر مصالح معلومات مبادئ مشاعر مصالح معلومات مبادئ



GMT 09:41 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

ليس آيزنهاور

GMT 09:40 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

والآن الهزيمة!

GMT 09:38 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

مسؤولية تأخر قيام دولة فلسطينية

GMT 09:37 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

... عن «الممانعة» و«الممانعة المضادّة»!

GMT 09:36 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

واشنطن... وأرخبيل ترمب القادم

GMT 09:35 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

الفكرة «الترمبية»

GMT 09:33 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

فريق ترامب؟!

GMT 09:32 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

مفاجأة رائعة وسارة!

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمان ـ مصر اليوم

GMT 09:09 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

تجديد جذّري في إطلالات نجوى كرم يثير الجدل والإعجاب
  مصر اليوم - تجديد جذّري في إطلالات نجوى كرم يثير الجدل والإعجاب

GMT 08:58 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة
  مصر اليوم - وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة

GMT 08:53 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض

GMT 10:18 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25

GMT 09:22 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 09:43 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

GMT 23:00 2018 الأربعاء ,05 أيلول / سبتمبر

البيت الأبيض يصف كتاب "بوب وودورد" بأنه "قصص ملفقة"
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon