توقيت القاهرة المحلي 20:27:05 آخر تحديث
  مصر اليوم -

إقرار ودعاء ونداء

  مصر اليوم -

إقرار ودعاء ونداء

معتز بالله عبد الفتاح

مما جاء فى الأثر: لا تحمدن أحداً على فضل الله، ولا تذمنّ أحداً على ما يعطيك الله، فإن رزق الله لا يسوقه إليك حرص حريص أو ترده عنك كراهية كاره، وإن الله بفضله وعدله قد جعل الروح والفرح فى الرضا واليقين، وجعل الهم والحزن فى السخط والشك. سبحانه يعطى من يشاء بفضله ويمنع من يشاء بعدله ولا يسأله مخلوق عن علة فعله ولا يعترض عليه ذو عقل بعقله، سبحانه قد يعطى وهو يمنع، وقد يمنع وهو يعطى وقد تأتى العطايا على ظهر البلايا، وقد تأتى البلايا على ظهر العطايا وعسى أن تكرهوا شيئاً وهو خيرٌ لكم وعسى أن تحبوا شيئاً وهو شرٌ لكم، والله يعلم وأنتم لا تعلمون. قُلْ هُوَ الله أَحَدٌ.. بفضلها يا رب لا تكلنا إلى أحد، واغننا يا رب عن كل أحد، يا من إليه المستند، وعليه المعتمد، خالق البشر فرد صمد، منزه فى ملكه ليس له شريك ولا ولد ورزقه ميسر يجرى على طول المدد، يا إلهنا خذ بأيدينا من الضلال إلى الرشد، ونجنا من كل ضيق ونكد يا إله الفضل بحق «الله الصَّمَدُ. لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ. ولَمْ يَكُن لَّهُ كُفُواً أَحَد». يا رب سبحانك ولا تُقال إلا لك، نؤمن بحكمتك ولا نجرؤ على ادعاء فهم كل مُرادك، جعلت الأرضَ فسيحةً مبسوطةً وميزت بعضها على بعض، وجعلت الإيمان يرتبط بأرض مقدسة يتصارع عليها أتباع الديانات ذبحا وتقتيلا، ماضيا وحاضرا ومستقبلا. يا رب هل مما يرضيك أن يجور القوىُ على الضعيف وأن يُفنِى الجبارُ المستضعفَ؟ يا رب البشر، سبحانك ولا تُقال إلا لك، قلت إنك لا تغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم، يا رب عجزنا عن أن نغير ما بأنفسنا، ووقعنا فى شرك خداع النفس، أطلقنا اللحى وبالغنا فى المظهر وضاع منا الجوهر، قرأنا حروف القرآن وضيعنا حدوده، يا رب بلغت القلوب الحناجر وأيقنا ألا ملجأ منك إلا لك ولا من أنفسنا إلا بالعودة إليك. يا رب أجريت على ألسنتنا أن ندعوك بأن يلى أمورنا خيارُنا، ولكننا ضللنا الطريق فما عرفنا كيف نُتْبعُ الدعاءَ العمل، خرج أهل جورجيا على استبدادِ المستبد وفساد الفاسد دون قرآنٍ يُتلى أو حديثٍ يُؤوّل مع أننا من نزل فيهم وصفُك لقوم عاد «الذين طغوا فى البلاد فأكثروا فيها الفساد». يا رب عَلِمنا ولم نلزم، وقلنا ولم نَصدُق وها نحن نعترف بذنوبنا لك. يا رب لقد بلّغ نبيُك الرسالةَ ونحن نشهد، وأدى الأمانةَ ونحن نقر، وما فقهنا ونحن نعترف. يا رب سبحانك ولا تُقال إلا لك، قول رسولك صدق، حذرنا من أن تتداعى علينا الأممُ يوم نكون كثيرين ولكننا بلا قيادة وبلا وحدة كغثاء السيل، نتجادل فى أين «حبل الله» كى نعتصم به. ربنا واحد وقبلتنا واحدة وكتابنا واحد ونبينا واحد، ومع ذلك عدنا إلى خلق الجاهلية يضرب بعضنا رقاب بعض، وما تعلمنا أن أعداءَنا اتحدوا ضدنا كالجسد الواحد إن اشتكى منهم عضو تداعى له سائر جسدهم بالسهر والحمى، أما نحن فقد أدخلنا أبرهةَ فى كعبتنا وأَذَّنا للكعبةِ ربُ، نحن نفوسٌ حقَّ عليها السيفُ وحق الضربُ وتزدهرُ فيها الأمراضُ ويمرضُ فيه الطبُ، لا ذنبَ لنا، لا ذنبَ لنا، نحن الذنبُ (من قصيدة لأحمد مطر). يا رب لقد عدنا إلى الجهالة يضرب بعضنا رقاب بعض، اللهم أنقذنا من أنفسنا ومن جهالتنا. يا رب وصفت المؤمنين بدعائهم ألا تجعلهم فتنةً للذين كفروا، أى ألا تجعلهم دليلا يتخذه الكافرون على صدق كفرهم وكذب الإيمان بك. يا رب لقد أصبحنا فى هذه الفتنة فأخرجنا منها إنا عاجزون. يا رب آمنا ألا منجى منك إلا إليك، ولا نجاة من قدرك إلا بقدرك، فاقدر لنا ولبلدنا ولأهلنا الأمن والخير الرزق.آمين. "الوطن"

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

إقرار ودعاء ونداء إقرار ودعاء ونداء



GMT 09:41 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

ليس آيزنهاور

GMT 09:40 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

والآن الهزيمة!

GMT 09:38 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

مسؤولية تأخر قيام دولة فلسطينية

GMT 09:37 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

... عن «الممانعة» و«الممانعة المضادّة»!

GMT 09:36 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

واشنطن... وأرخبيل ترمب القادم

GMT 09:35 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

الفكرة «الترمبية»

GMT 09:33 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

فريق ترامب؟!

GMT 09:32 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

مفاجأة رائعة وسارة!

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمان ـ مصر اليوم

GMT 09:09 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

تجديد جذّري في إطلالات نجوى كرم يثير الجدل والإعجاب
  مصر اليوم - تجديد جذّري في إطلالات نجوى كرم يثير الجدل والإعجاب

GMT 08:58 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة
  مصر اليوم - وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة

GMT 08:53 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض

GMT 10:18 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25

GMT 09:22 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 09:43 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

GMT 23:00 2018 الأربعاء ,05 أيلول / سبتمبر

البيت الأبيض يصف كتاب "بوب وودورد" بأنه "قصص ملفقة"
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon