توقيت القاهرة المحلي 20:27:05 آخر تحديث
  مصر اليوم -

ماذا نتعلم من فوز الأهلى؟

  مصر اليوم -

ماذا نتعلم من فوز الأهلى

معتز بالله عبد الفتاح

أعتقد أن قضيتنا أخلاقية فى جزء منها.. أخلاقيات اللاعبين، أخلاقيات العمل، أخلاقيات التشجيع الجماعى. دعونى أتحدث عن النجم الكبير محمد أبوتريكة الذى يقول عنه البعض إنه إخوانى.. المسألة فى النهاية مسألة أداء فى الملعب وروح يبثها اللاعب القائد فى الفريق والتزام الإنسان بحد أدنى من قيم أخلاقية. ما أفهمه هو أن المفروض فى كل مجال ومكان، بما فى ذلك السياسة، أن هناك رؤية واضحة: من لا يجيد عمله عليه أن يترك مكانه لغيره ما دام هو أفضل منه. الأفضل يتقدم والمفضول يتراجع. والأمر ينطبق على «أبوتريكة» وكل لاعب، سواء فى الرياضة أو السياسة: ما دام مستواك تراجع، فعليك أن تتقبل ترك مكانك فى المجال العام لمن هو أفضل منك. مساحة المجاملات فى العمل العام لا بد أن تقترب من الصفر. سواء كان «أبوتريكة» إخوانياً أو غير إخوانى، سواء كان «مرسى» إخوانياً أو غير إخوانى، بالنسبة لى ولأغلب المصريين الذين يريدون لمصر الخير، ما دامت مصريتك تفوق وتعلو على ما عداها، فأنت أخ فى الوطن. لا يوجد سبب شخصى جعل ملايين المصريين ينزلون فى مظاهرات مع أو ضد الدكتور مرسى، إنما هو حسن أدائه أو سوء أدائه. وحين وجد المصريون أن قصر الاتحادية فى أول ثلاثة شهور ساحة لاجتماع أطياف مختلفة من المصريين من أقصى اليسار إلى أقصى اليمين سعدوا برئيسهم، وحين اجتمع الرئيس بالمرشحين الرئاسيين السابقين استبشروا خيراً. وحين خرج المستشارون معلنين استقالاتهم الواحد تلو الآخر لأن الرئيس يتخذ قرارات لم يستشرهم فيها وتعطيه صلاحيات تجعله فوق القانون، ويعد بدستور لن يطرحه على الاستفتاء إلا بعد التوافق عليه ويضرب بذلك كله عرض الحائط، أصابهم القلق. إذن المصريون لم يظلموا الإخوان. هم من ظلموا المصريين. هذا عن أخلاق اللاعبين.. ماذا عن أخلاق الإدارة؟ لا أعرف كل التفاصيل، ولا أعرف كثيرا عن المخالفات التى يتحدث عنها البعض، ولكن أحكم فى حدود ما هو ظاهر أمامى من أن النادى الأهلى يقدم نموذجا جيدا فى الالتزام بحد أدنى من قيم العمل الجماعى. ديمقراطية الحوار واتخاذ القرار وصرامة التنفيذ والالتزام بما تم الاتفاق عليه. هناك ثوابت فى ما يتعلق بالقدرة على «منع المشاكل» وليس فقط «حل المشاكل».. حل المشاكل فى المجتمعات المتقدمة نسبيا سهل، لكن التحدى أن يكون هناك نظام عمل وقواعد صناعة واتخاذ القرار بما يؤدى إلى منع المشاكل أصلا.. ثم الثبات على القواعد بما يجعل القادم يعلم أن عدم التزام اللاعبين بالقواعد والقيم التى تربى عليها النادى الأهلى يعنى أنهم ليسوا جزءا من النادى الأهلى. ماذا عن الألتراس؟ بقدر ما يسعد الإنسان أن يرى جموعا من المصريين يتحركون بهذا الانسجام والتنسيق والولاء، يحزن لأنهم لا يوظفون طاقاتهم فى خدمة مصر.. أين ألتراس مصر؟ أين هؤلاء الشباب من فكرة «جيش التنمية» التى اخترعتها الصين؟ هؤلاء فى الصين طاقة بناء وتطوير وخدمة المجتمع.. لماذا لا يقرر «ألتراس أهلاوى» أن يقوم على مهام نظافة وتطوير أحد أحياء القاهرة أو الجيزة مع السادة المحافظين أو بالتنسيق مع الوزير المتميز، الذى تمنيت يوما أن يكون رئيسا لوزراء مصر، المهندس إبراهيم محلب؟ أتمنى من شباب الألتراس أن يكونوا طاقة بناء لهذا البلد الذى يحتاج كل ما يستطيع أن يقدمه أبناؤه له.. وما ينطبق على الأهلى ينطبق على مصر. ماذا عن الحكومة؟ لو كان الأمر بيدى، لقمت فورا بتشكيل لجنة عليا من رئيس الوزراء و5 وزراء وبحضور 5 شخصيات عامة مهتمة بهذا الأمر. ويكون الوزراء هم: رئيس الوزراء ووزير التعليم ووزير التعليم العالى ووزير الإعلام ووزير الثقافة ووزير الأوقاف. لجنة من أجل «خطة قومية لاستعادة القيم المصرية». كل وزير يقدم رؤيته بشأن وزارته لتحقيق هذا الهدف فى خطاب إعلامى تعليمى ثقافى دينى متناسق. المصريون فيهم الخير شأنهم شأن غيرهم.. مبصرون يبحثون عن نور.. على الدولة أن تمدهم بهذا النور.. وهذا جزء من الوظيفة التربوية للدولة.. نقلاً عن "الوطن"

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ماذا نتعلم من فوز الأهلى ماذا نتعلم من فوز الأهلى



GMT 09:41 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

ليس آيزنهاور

GMT 09:40 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

والآن الهزيمة!

GMT 09:38 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

مسؤولية تأخر قيام دولة فلسطينية

GMT 09:37 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

... عن «الممانعة» و«الممانعة المضادّة»!

GMT 09:36 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

واشنطن... وأرخبيل ترمب القادم

GMT 09:35 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

الفكرة «الترمبية»

GMT 09:33 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

فريق ترامب؟!

GMT 09:32 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

مفاجأة رائعة وسارة!

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمان ـ مصر اليوم

GMT 09:09 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

تجديد جذّري في إطلالات نجوى كرم يثير الجدل والإعجاب
  مصر اليوم - تجديد جذّري في إطلالات نجوى كرم يثير الجدل والإعجاب

GMT 08:58 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة
  مصر اليوم - وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة

GMT 08:53 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض

GMT 10:18 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25

GMT 09:22 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 09:43 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

GMT 23:00 2018 الأربعاء ,05 أيلول / سبتمبر

البيت الأبيض يصف كتاب "بوب وودورد" بأنه "قصص ملفقة"
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon