معتز بالله عبد الفتاح
كتب سامح سمير ما يلى على صفحته على «الفيس بوك»..
مداخلة تليفونية - تليفزيونية لأحد قيادات الإخوان يوم 29 يونيو 2013:
- ما تقييمك لأداء الشعب المصرى فى الفترة الأخيرة؟
- أبهروا وما يزالون يبهرون العالم كله بصمودهم وبسالتهم.
- والقلة التى لا تزال تدعو إلى الاعتصامات والتظاهر فى الأماكن الحيوية؟
- يبدو أنهم لم يتعلموا الدرس بعد، حسابهم مع الشعب سيكون عسيراً.
- ما رأيك فى أداء الأجهزة الأمنية؟
- يؤدون دوراً وطنياً رائعاً، ويجب أن نوفر لهم كل الظروف الملائمة لممارسة عملهم.
- ماذا تقول للحقوقيين ونشطاء حقوق الإنسان؟
- عملاء وخونة، والجميع يعرفون ذلك.
- كيف ترى قيادات النور، الذين يرى كثيرون أنهم يسحبون البساط من تحت أقدامكم؟
- رجال مخلصون عاهدوا الله على الحق، قد نختلف معهم فى بعض الأمور البسيطة، لكننا نثق فى إخلاصهم وحرصهم على نصرة الحق.
- ما رأيك فيمن يهاجمون المنشآت الحيوية ويقطعون الطريق ويسعون لشل البلاد، ثم يشكون عندما يتصدى لهم الأمن، ماذا تقول لهذا المتظاهر؟
- يستاهل كل اللى يحصله وأكتر، هو اللى جابه لنفسه.
- وما رأيك فيما يتعرض له رئيس الجمهورية من إهانة وتجريح من البعض؟
- قمة السفالة والانحطاط.
- ما انطباعك عن قيادات المجلس العسكرى؟
- الوطنية والإخلاص فى أسمى صورها.
- ما رأيك فى كتابات عمرو حمزاوى؟
- تفاهات لا تستحق عناء الرد عليها.
- ودعوات المصالحة ولمّ الشمل دون شروط مسبقة؟
- ضرورة لا مفر منها.
- ماذا عن دعوات البعض لأفراد الجيش للانقلاب على القيادات، بزعم فسادها.
- دعوات مغرضة، الغرض منها تشويه رجال لا يمكن التشكيك فى وطنيتهم وولائهم، حتى إن اختلفنا معهم فى بعض الأمور البسيطة.
- ما رأيك فى الدعاوى التى يطلقها البعض للحرب على الإرهاب؟ هل ستشاركون فيها
- ده واجب وشرف لينا.
وللاطلاع على نفس المداخلة يوم 4 يوليو 2013، يُرجى قراءة النص السابق من أسفل إلى أعلى.
انتهى الاقتباس من كلام «سامح».
وهناك ما يستحق التأمل. هناك فرع اسمه «فلسفة العلم» أو «الإبستمولوجى» يناقش الموضوع الذى أوضحه «سامح» ببراعة فى أقصوصته المتخيلة. ولن أفيض طويلاً فى الجدل الذى كان بين «لاكاتوس» و«كارل بوبر»، وكل منهما له مدرسته التى تأتم برأيه، لكن سأكتفى بتوضيح ما ذهب إليه «كارل بوبر» من أننا نحن البشر نتغير ونغيّر آراءنا فى كل ما له علاقة بمناحى الحياة، بدءاً من علاقاتنا بالإله الخالق، مروراً بالزواج والطلاق وعلاقات العمل، انتهاءً بالقضايا السياسية والاقتصادية والدولية، وفقاً لأربعة أنواع من المتغيرات.
أولاً، المبادئ والقيم العليا وما يرتبط بها من تقديم وتأخير، فهناك من يعطى أولوية لاستقرار «الدولة المصرية»، وهناك من يعطى أولوية للشرعية، أو هكذا يدّعون. وهناك من يتحدث عن الحرية باعتبارها مقدَّمة على الشريعة، وهناك من يرى العكس، وهناك من يسعى للتوفيق بين كل هذا.
ثانياً، المصالح وما يرتبط بها من ثبات وتغيُّر. هذا بلد بتوجهه السياسى وبسوقه، بعمالته، بمشاريعه، بفضائه الحيوى السياسى والاقتصادى. وهناك من له مصلحة مع كل طرف من الأطراف، وبالتالى لا يريد أن تستقر الأوضاع على غير مصلحته.
ثالثاً، المعلومات وما يرتبط بوجودها وغيابها من ناحية، ومن صحتها وخطئها من ناحية أخرى؛ فمن غير المتصور عقلاً أن يحكم أحدنا على الأمور وفقاً لمعلومات لا يعرفها أو يعرف خطأها، إلا لهوى عنده، ولكن البعض يتصور أن ما لديه من معلومات هو المعلومات الوحيدة المتاحة للكون، وبالتالى يستغرب أن يفكر غيره بغير ما يعتقد.
رابعاً: المشاعر وما يرتبط بها من غضب وطمأنينة. الغاضب فى حالة عدم استقرار نفسى يولد طاقة نفسية سلبية لا يهدأ إلا حين يخرجها. واطمئنان المطمئن وفرحة الفرحان يجعلانه يزداد غضباً.
إذن فليفكر أحدنا فى كيفية اختلاف مواقف الأنبياء مع أقوامهم عبر المراحل المختلفة للدعوة. غالباً نحن نتهم غيرنا بما هو فينا لأنها حالة ذهنية شاملة فى أجواء عدم الاستقرار السياسى والمجتمعى.
"الوطن"