توقيت القاهرة المحلي 10:17:57 آخر تحديث
  مصر اليوم -

نعيش فى أزمة جيلية وأزمة نخبوية.

  مصر اليوم -

نعيش فى أزمة جيلية وأزمة نخبوية

معتزبالله عبد الفتاح

الكبار، أقصد نسبة كبيرة منهم، يخافون من أن تتحوّل مصر إلى سوريا، أى وضع اللادولة بفعل الحرب الأهلية. الصغار، أقصد نسبة كبيرة منهم، يخافون أن تتحول مصر إلى كوريا الشمالية، أى وضع اللامجتمع بفعل السطوة التسلطية. الكبار، أقصد نسبة كبيرة منهم، قلقون من موت عشرات الآلاف فى المستقبل بسبب حرب أهلية. الصغار، أقصد نسبة كبيرة منهم، قلقون من أن يكون موت من مات بالمئات أو بالآلاف فى الماضى بلا قصاص. الكبار، أقصد نسبة كبيرة منهم، يريدون «السيسى» رئيساً، لأن هذا يضمن استقرار واستمرار الدولة المصرية بمميزاتها وعيوبها. الصغار، أقصد نسبة كبيرة منهم، لا يريدون «السيسى» رئيساً، لأن هذا قد يعنى استقرار واستمرار وضع هم لا يريدونه للدولة المصرية. الكبار، أقصد نسبة كبيرة منهم، فقدوا الثقة فى الصغار. والصغار، أقصد نسبة كبيرة منهم، فقدوا الثقة فى الكبار. الكبار، أقصد نسبة كبيرة منهم، يرون أنهم أعطوا الفرصة للصغار كى يصنعوا ثورتهم ويكتبوا فصول مستقبلهم، ولكنهم لم ينجحوا، لأنهم انقسموا، وبعد أن انقسموا ازدادوا انقساماً وكادوا يصلون بمصر إلى وضع اللادولة. الصغار، أقصد نسبة كبيرة منهم، يرون أن الكبار سرقوا منهم ثورتهم، لأنهم لم يعطوهم فرصتهم كاملة، وأنهم عادوا لنفس أساليبهم التقليدية بالاحتماء بالدولة التى هى جوهر محنة مصر لما تعانيه من أمراض متوارثة. أغلب الكبار محافظون تقليديون، وأغلب الصغار ثوريون متمردون. وعلى مستوى آخر، هناك أخطاء كثيرة ارتكبتها النخب السياسية من أول الثورة حتى الآن. كل طرف يبالغ فى تقدير حجم قوته ويرفض الوصول إلى حلول وسط مرضية مع الآخرين. نشوة الانتصار تغلب كل من يصل إلى السلطة وينظر إلى معارضيه كأنهم شرذمة تافهة، فيبذل المعارضون الغالى والنفيس من أجل إفشال مَن فى السلطة، وفى كل مرة ينجحون. يوم أن أعرف أن الرئيس فى أوكرانيا يدعو أحد زعماء المعارضة ليكون رئيساً للحكومة الجديدة من أجل نزع فتيل الأزمة المحتدمة لعدة أسابيع، أعرف أننا أمام عقول سياسية متحجرة فى مصر. وأقول لماذا لم يفعلها «مرسى» والإخوان؟ يوم أن أعرف أن الجمعية التأسيسية للدستور التونسى تتوافق على كل مواد الدستور، وهى بصدد التصويت النهائى عليه خلال أيام، أعرف أننا أمام عقول سياسية متحجرة فى مصر. وأقول لماذا لم يكن حزب النور فى جمعية المائة بنفس المرونة التى كان عليها فى لجنة الخمسين؟ ولماذا لم تؤجل المواد الخلافية فى الدستور إلى التفاصيل التشريعية؟ يوم أن أعرف أن لجنة للوفاق الوطنى تنهى أعمالها فى اليمن بوثيقة تتكون من مئات المواد كى تضع خارطة مستقبل جديدة ويوقع على هذه الوثيقة كل القوى الوطنية المعتبرة للحفاظ على وحدة اليمن ووضع دستور جديد وإجراء انتخابات رئاسية وبرلمانية، أعرف أننا أمام عقول سياسية متحجرة فى مصر. وأقول لماذا لم ندرك أن كل مرة نفجر فيها أى حوار وطنى نحن نخطو خطوة على طريق الفشل القومى؟ يوم أن أعرف أن رئيسة الوزراء فى تايلاند تعلن عن إجراء انتخابات برلمانية من أجل الاحتكام للناخبين مرة أخرى فى تحديد من يحوز ثقة الشعب فى إدارة شئون البلاد، أعرف أننا أصحاب عقول متحجرة فى مصر. وأقول لماذا لم نلتزم بما أعلنه الفريق السيسى وشيخ الأزهر فى الثالث من يوليو من إجراء انتخابات رئاسية مبكرة خلال شهرين ويكون خلالها التخلص من المواد الخلافية فى الدستور طالما أننا نعلم أننا فى كل الأحوال سنعدّل الدستور ثالثاً ورابعاً وخامساً وعاشراً؟ ألم يكن هذا أوفر وأفضل لنا من فاصل الابتزاز الذى نتعرّض له يومياً داخلياً وخارجياً. الانفصال الجيلى والتحجر النخبوى الذى نعيشه يضعنا أمام وضع غير توازنى وغير مستقر. الوضع غير التوازنى وغير المستقر هو الذى لا يمكن استمراره كما أنه لا يمكن العودة إلى الوضع السابق عليه، لأنه أدى إلى الوضع الذى نحن فيه. نحن بحاجة لأن نتحرك لوضع جديد. والتحرك لوضع جديد يحتاج إلى قيادة جديدة ورؤية جديدة لا يحكمها الخوف، يحكمها الأمل والرؤية والثقة وبرنامج عمل.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

نعيش فى أزمة جيلية وأزمة نخبوية نعيش فى أزمة جيلية وأزمة نخبوية



GMT 09:41 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

ليس آيزنهاور

GMT 09:40 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

والآن الهزيمة!

GMT 09:38 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

مسؤولية تأخر قيام دولة فلسطينية

GMT 09:37 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

... عن «الممانعة» و«الممانعة المضادّة»!

GMT 09:36 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

واشنطن... وأرخبيل ترمب القادم

GMT 09:35 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

الفكرة «الترمبية»

GMT 09:33 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

فريق ترامب؟!

GMT 09:32 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

مفاجأة رائعة وسارة!

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمان ـ مصر اليوم

GMT 09:09 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

تجديد جذّري في إطلالات نجوى كرم يثير الجدل والإعجاب
  مصر اليوم - تجديد جذّري في إطلالات نجوى كرم يثير الجدل والإعجاب

GMT 08:58 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة
  مصر اليوم - وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة

GMT 23:13 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

بايدن يعلن التوصل إلى إتفاق وقف النار بين لبنان وإسرائيل
  مصر اليوم - بايدن يعلن التوصل إلى إتفاق وقف النار بين لبنان وإسرائيل

GMT 08:53 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض

GMT 09:31 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 04:48 2019 الإثنين ,08 إبريل / نيسان

أصالة تحيى حفلا في السعودية للمرة الثانية

GMT 06:40 2018 الأحد ,23 كانون الأول / ديسمبر

محشي البصل على الطريقة السعودية

GMT 04:29 2018 الخميس ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

روجينا تكشّف حقيقة مشاركتها في الجزء الثالث من "كلبش"

GMT 19:36 2018 الأحد ,22 إبريل / نيسان

تقنية الفيديو تنصف إيكاردي نجم إنتر ميلان
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon