توقيت القاهرة المحلي 10:17:57 آخر تحديث
  مصر اليوم -

منى مينا ومصير الثورة

  مصر اليوم -

منى مينا ومصير الثورة

معتز بالله عبد الفتاح

هذه السيدة من القلائل الذين عرفت فيهم ثورة من أجل مصر، وليس من أجل أى مصالح أو حسابات خاصة أو مراهقة ساذجة. وحين عرفت أنها انتخبت أمينا عاما لنقابة الأطباء، سعدت. وتصورت أن نجاحا جزئيا للثورة قد حدث، وأن وصول الكثيرين من أمثالها لمواقع مؤثرة سيساعدنا على إصلاح حالة هذه الدولة المعلولة. فوجئت بالأمس بأن الدكتورة منى مينا تعلن أنها ستستقيل فى بيان يقول: «أثناء جولات الانتخابات سواء الأخيرة التى نجحت فيها أغلبية قائمة الاستقلال، أو التى سبقتها بسنتين التى نجحت أنا فيها، كنت دائماً أوضح أن لا أحد يستطيع أن يحقق مطالب الأطباء سوى الأطباء أنفسهم، وأن الطريق الوحيد لتحقيق مطالبنا هو تضامننا وإصرارنا وطول نفسنا». وأضاف البيان: «.. حالياً أجد نفسى فى موقع مسئولية فى لحظة يعانى فها الأطباء من تردٍّ بشع لأوضاعهم.. بالإضافة لانقسام شديد فى مواقفهم.. مما يجعل السخط والإحباط غير مترجم لإيجابية أو قدرة على الفعل.. وهنا المأزق أنه أصبح مطلوباً منى أن أقوم بحل المشاكل بعصا سحرية (أمال إحنا انتخبناكم ليه؟؟؟) أو أتهم بالخيانة.. وبأنى تغيرت بعد المنصب.. لذلك فأنا أعلن استقالتى من منصبى النقابى.. وسأرسل استقالة رسمية للمجلس». ومضت الدكتورة منى مينا تقول: «هذا ليس رد فعل غاضبا نتيجة للهجوم الشديد الموجه ضد قائمة الاستقلال أو ضدى أنا شخصياً لدوافع عدة.. ولكنه إقرار لأمر واقع.. أنا أستطيع أن أتوقع كم الضغوط والهجوم التى سيوجه ضدنا من الإخوان لأننا من خلعهم من النقابة، ومن الوزارة لأن موقفنا مع حقوق الأطباء سيجعلنا نصطدم بها دائماً.. لذلك فهذا المجلس يحتاج لجيش من الأطباء معه وخلفه.. وإذا كان هذا الجيش غير موجود.. أو منقسم.. ويوجه ضرباته لبعضه البعض أكثر مما يتضامن للانتصار فى معاركه المصيرية.. لذلك فللأسف لن أستطيع أن أكون فى موقع قيادى فى حرب مطلوب منى ليس فقط أن أكون فى مقدمة الصفوف فيها.. ولكن مطلوب منى أن أكسبها وحدى أو مع عدد قليل من الزملاء الفدائيين الذين يتلقون الطعنات ممن يواجهونهم، وأيضاً ممن يقفون خلفهم أو مفترض أنهم يقفون خلفهم». واختتمت بيانها قائلة: «أعتذر للزملاء الذين وقفوا لساعات تحت المطر لأصل مع زملائى للنقابة.. حاولت محاولات مستميتة عديدة لتكوين هذا الجيش الضرورى للنجاح فى المعركة.. ولكننى للأسف فشلت.. وأصبح من الضرورى احتراماً لثقة زملائى أن أعترف بهذا الفشل. زملائى الأعزاء.. حاولوا بطرق أخرى.. المستقبل دائماً مفتوح». بيان الدكتورة منى مينا حالة تستحق الدراسة لموضوع تحدثت فيه كثيرا ولم أكتب فيه قط، خلاصته: هذه الثورة كان مكتوبا لها الفشل من البداية. هذا ليس ادعاء للحكمة بأثر رجعى ولكنها مسألة مرتبطة باستقراء نجاح بعض الثورات وفشل بعضها. شروط نجاح الثورة الشعبية لم يكن متوافرا منها إلا شرط واحد وهو عادةً أصعبها، لكننا عملنا الأصعب وفشلنا فى الأسهل. كى تنجح أى ثورة شعبية فى مجتمع شديد المحافظة، بل وتسيطر الرجعية على بعض أفراده ومؤسساته، فلا بد لها من خمسة شروط: أولا، حالة ثورية بما تحمله من فعاليات الاعتصام والإضراب والتظاهر وغيرها، وهذا كان الأصعب الذى تحقق. لكنها، ثانيا، بحاجة لقيادة ثورية حتى لا تتحول الثورة إلى فوضى. ولم أفهم سر سعادة البعض بأنها ثورة بلا قيادة إلا الرومانسية الثورية التى تملكت البعض ممن يبكون على الثورة الآن. وهى ثالثا بحاجة لتنظيم ثورى يجعل «دريكسيون» القيادة متصلا بعجلات مركبة الثورة، وتحتاج رابعا إلى أيديولوجية ثورية أو على الأقل رؤية واضحة بشأن ما هو المرفوض وما هو المطلوب، وهذه الأيديولوجية ينتج عنها برنامج عمل، ثم أخيراً كوادر ثورية تعمل من أجل الرؤية العامة وليس بهدف خصخصة الثورة وكأن مصر والمصريين فى خدمة الثورة والثوريين وليس العكس.. الحالة الثورية كانت موجودة فى نقابة الأطباء، ولكن غابت، بدرجات متفاوتة، الشروط الأربعة الأخرى. مصر العميقة بعيوبها ومميزاتها تثبت أنها أقوى من مصر الشابة بحماس ثوارها وارتجاليتهم. أتمنى أن تراجع الدكتورة منى قرار استقالتها، وأن تحاول مرة أخرى. نقلاً عن "الوطن"

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

منى مينا ومصير الثورة منى مينا ومصير الثورة



GMT 09:41 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

ليس آيزنهاور

GMT 09:40 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

والآن الهزيمة!

GMT 09:38 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

مسؤولية تأخر قيام دولة فلسطينية

GMT 09:37 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

... عن «الممانعة» و«الممانعة المضادّة»!

GMT 09:36 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

واشنطن... وأرخبيل ترمب القادم

GMT 09:35 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

الفكرة «الترمبية»

GMT 09:33 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

فريق ترامب؟!

GMT 09:32 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

مفاجأة رائعة وسارة!

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمان ـ مصر اليوم

GMT 09:09 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

تجديد جذّري في إطلالات نجوى كرم يثير الجدل والإعجاب
  مصر اليوم - تجديد جذّري في إطلالات نجوى كرم يثير الجدل والإعجاب

GMT 08:58 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة
  مصر اليوم - وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة

GMT 23:13 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

بايدن يعلن التوصل إلى إتفاق وقف النار بين لبنان وإسرائيل
  مصر اليوم - بايدن يعلن التوصل إلى إتفاق وقف النار بين لبنان وإسرائيل

GMT 08:53 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض

GMT 09:31 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 04:48 2019 الإثنين ,08 إبريل / نيسان

أصالة تحيى حفلا في السعودية للمرة الثانية

GMT 06:40 2018 الأحد ,23 كانون الأول / ديسمبر

محشي البصل على الطريقة السعودية

GMT 04:29 2018 الخميس ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

روجينا تكشّف حقيقة مشاركتها في الجزء الثالث من "كلبش"

GMT 19:36 2018 الأحد ,22 إبريل / نيسان

تقنية الفيديو تنصف إيكاردي نجم إنتر ميلان
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon