معتز بالله عبدالفتاح
قرأت وتابعت عدداً من تعليقات المنتسبين للنادى العريق بعد الانتخابات يوم الجمعة الماضى. وتحديداً تعليقات أعضاء القائمة التى خسرت الانتخابات وبعض مؤيديهم.
كما تابعت وقرأت عدداً من التعليقات والتصريحات المنسوبة للفائزين فى الانتخابات ومؤيديهم.
واسمحوا لى أن أبدى إعجابى بالطرفين.
مثلا، قرأت تعليقات المهندس إبراهيم المعلم والسيد محمد الجارحى والسيد طارق قنديل على نتائج الانتخابات، واستعدادهم لخدمة النادى حتى إن كانوا بعيدين عن المنصب الرسمى. كما وجه محمود الخطيب نائب رئيس النادى الأهلى الشكر للجمعية العمومية للنادى على حضورها بكثافة وسلوك الأعضاء الحضارى والمظهر المشرف للنادى فى الانتخابات التى جرت فعاليتها يوم الجمعة.
وأضاف أن الجمعية العمومية للأهلى بالفعل كانت عند حسن الظن كعادتها وحضرت وعبرت عن رأيها وحافظت على صورة النادى المضيئة التى يفخر بها كل أهلاوى. وقال إن جميع المرشحين الذين خاضوا الانتخابات يستحقون الشكر والتحية لأنهم حافظوا على قيم ومبادئ النادى وكانوا يرغبون فى خدمة ناديهم لكن عادة ما يكون القرار للجمعية العمومية التى أصرت على نجاح قائمة موحدة وهو أمر أسعده بالقطع حتى يكون هناك تفاهم وتجانس بين كل عناصر المجموعة التى ستقود النادى بل وسيكون هذا الاختيار أحد العوامل المساعدة للنادى فى المرحلة الحالية.
وخص محمود الخطيب مجلس الإدارة الجديد بالتهنئة وشد على يده، مؤكداً أن كل أعضاء الجمعية العمومية سيقفون خلف هذا المجلس ويساندونه ويقدمون له كل الدعم من أجل مصلحة النادى وهو الأمر الثابت على مدار تاريخ الأهلى. فعندما تختار الجمعية العمومية مجلس إدارة وجب على الجميع أن يسانده ويقف خلفه.
واختتم محمود الخطيب تصريحه بتوجيه الشكر لأعضاء الجمعية العمومية على ثقتهم الغالية طوال السنوات الماضية، موجهاً الشكر لكل العاملين بالنادى وقطاعاته المختلفة على تعاونهم الصادق، مؤكداً أن الجميع لا بد أن يكون يداً واحدة وعلى قلب رجل واحد فى المرحلة المقبلة خلف مجلس الإدارة الجديد لتحقيق طموحات وآمال أعضاء وجماهير الأهلى.
وكان فى المقابل هناك أنباء عن اختيار مجلس الإدارة الجديد بقيادة المهندس محمود طاهر للكابتن محمود الخطيب كى يكون رئيساً للجنة الكرة. وهذا الكلام لو صح، فيعنى أن هناك ثقافة سياسية فرعية موجودة فى هذا المكان تختلف عن الأصل العام فى المجتمع المصرى.
وقرأت كذلك أن هناك تكريماً سيقوم به المجلس الجديد لأعضاء المجلس السابق على ما قدموه للنادى فى الفترة السابقة. هناك كلام عاقل يأتى من المهندس محمود طاهر ومن الدكتور أحمد سعيد ومن بقية أعضاء اللجنة، بما يعنى أنهم كذلك يدركون أنها مؤسسة عليها مسئولية إعطاء القدوة فى العمل المؤسسى.. وإن شاء الله ينجحوا.
الفكرة ببساطة أنك إن وجدت مكاناً أو مؤسسة تعمل «صح» فعليك أن تتعامل معها على ثلاثة مستويات:
أولاً، لا بد من تقدير هذه الحالة ومحاولة استنساخها لمجالات أخرى.
ثانياً، لو هناك أخطاء أو مخالفات فلا بد فى كل الأحوال من الكشف عنها والتعامل معها وفقاً للقانون، دون أن تنال من أصل فكرة العمل المؤسسى.
ثالثاً، المؤسسة أهم من الأفراد، ولكن لا ننسى أن سلوك الأفراد واحترامهم للعمل المؤسسى هو الذى يبنى المؤسسة.
أتمنى أن أقول كلاماً مشابهاً قريباً عن بقية المؤسسات الرياضية والسياسية والاقتصادية والتعليمية فى مصر.
واحدة من آفات مصر، بل هى آفتها الكبرى، أن أحداً لم يدربنا على كيفية أن نعيش لكيان أكبر منا نحترمه ونتعلم منه احترام الآخرين وحقوقهم.
ويا رب النصر لمصر والمصريين.
"الوطن"