توقيت القاهرة المحلي 10:17:57 آخر تحديث
  مصر اليوم -

السيسى والإعلام

  مصر اليوم -

السيسى والإعلام

معتز بالله عبد الفتاح

قال المشير السيسى فى كلمة ترشحه يوم الأربعاء الماضى ما يلى: «ما شهدته مصر خلال السنوات الأخيرة، سواء على الساحةِ السياسيةِ أو الإعلاميةِ، داخلياً أو خارجياً، جعلت من هذا الوطن فى بعضِ الأحيانِ أرضاً مستباحة للبعضِ، وقد آنَ الأوانُ ليتوقفَ هذا الاستهتارُ وهذا العبثُ، فهذا بلدٌ له احترامُهُ وله هيبتُهْ، ويجبْ أن يعلم الجميعُ أن هذهِ لحظةٌ فارقةٌ، وأنّ الاستهتارَ فى حقِ مصرَ مغامرةٌ لها عواقِبُها، ولها حسابُها، مصرُ ليست ملعباً لطرفٍ داخلى أو إقليمىٍ أو دُوَلىٍ.. ولن تكون». هل حضراتكم شايفين كلمة «أو الإعلامية»؟ وهل حضراتكم شايفين أنها جاءت بعد كلمة «السياسية»؟ وهل حضراتكم واخدين بالكم أن العبارة لا تقول «الساحتين السياسية والإعلامية» وإنما اعتبر الخطاب وكأنهما «ساحة واحدة» يختلط فيها ما هو سياسى بما هو إعلامى. هذا الخطاب كتبه المشير بنفسه. إذن هو يعبر عن رؤيته هو. هذا الخطاب كان قصيراً سريعاً لا يحمل وعوداً ولكن فيه بعض مؤشرات توجه الرجل تجاه الدولة والمجتمع. الرجل لم يشتك من الإعلام والسياسة بالعبارات البلاغية أو الشائعة شعبياً وإنما استخدم مصطلحاً مخابراتياً «استباحة» (infiltration) وهى عادة مقدمة لمصطلح آخر اسمه «انكشاف» (Exposure) ثم تحدث عن «استهتار» و«عبث» و«لحظة فارقة» و«ملعب» ثم أتبع كل هذا بوعيد صريح: «مغامرة» «عواقبها» «حسابها» وكأنه يقول: علينا أن ندرك أن «الوضع الراهن لا يمكن استمراره كما أن الوضع السابق الذى أدى إلى الوضع الراهن لا يمكن العودة إليه». طيب كويس.. نعمل إيه؟ أولاً: كثير من الإعلاميين الكبار، ولهم كل الاحترام، يرون أنفسهم زعماء شعبيين وضعوا حياتهم على المحك فى مواجهة نظام مرسى والإخوان وقادوا الرأى العام ضده وأسهموا مساهمة كبيرة فى إسقاطه سواء بالكشف عن سلبياته أو عبر إرباكه، وهو المستجد، فيخطئ أخطاء تؤكد أنه غير متمكن، والأسوأ أنه من المستحيل أن يتمكن من أدوات الحكم وهو يدير الدولة بمنطق الجماعة مفترضاً فى الشعب أنه سيحكمه بالسمع والطاعة وإلا يتم فصله من الجماعة. ثانياً، مصر دولة انتقلت من وضع استبدادى كان فيه الإعلام هو صوت الحكومة للناس ثم لفترة قصيرة حاول أن يكون فيها الإعلام صوت الناس للحكومة ثم حالة من الاستعلاء الإعلامى الذى أصبح فيه الإعلام صوت الإعلاميين للجهتين: الحكومة والناس، وبالمناسبة لا توجد أدنى مشكلة فى هذه الصيغة الأخيرة بفرض أن يكون الإعلاميون مؤهلين علمياً وأخلاقياً لهذه المهمة المعقدة التى يكونون فيها أقرب إلى دور الزعيم السياسى والأخلاقى للمجتمع. ثالثاً، كثير من الإعلاميين المصريين يرون أنفسهم أهم من الساسة والأحزاب ومؤسسات المجتمع المدنى لأن الأحزاب غير موجودة فى الشارع بين الناس وتريد أن توجد فى أجهزة الإعلام أكثر من اهتمامها بالتفاعل المباشر مع الجماهير. وبالتالى، وبحكم الكثافة الزمنية للإعلامى، فهو موجود أكثر من أى ضيف سياسى أو حزبى. وشعور الإعلامى بهذا هو شعور حقيقى بحكم حجم التأثير ولكنه خطر لأنه يعنى أن الفراغ الذى يملأه الإعلامى فى عالم السياسة هو مثل مدرس الفرنساوى الذى يدرس رياضيات لغاية ما يجيبوا مدرس علوم. رابعا، هناك «مجلس وطنى للإعلام» منصوص عليه فى الدستور، وهناك «ميثاق شرف إعلامى» تطرحه الحكومة للنقاش المجتمعى، وهناك جهود سابقة سواء فى كليات الإعلام أو من الإعلاميين أنفسهم. ولكن هناك من لا يقبل أى ضابط أو قيد. أعلم أن بعض الإعلاميين منضبط بحكم تكوينه العلمى أو خبرته الطويلة أو احتكاكه بالخارج. ولكن هناك دائماً من هم أقرب إلى «مدافع لغوية غير منضبطة» تقول كلاماً يدخل فى إطار السب والقذف والحض على الكراهية واحتقار الآخرين واحتكار الحقيقة. خامساً، استضفت مؤخراً السيد ألكسندر بوتشنتى، وهو صحفى مصرى مخضرم مولود فى مصر وعاش معظم حياته فيها، ولكنه يحمل كذلك الجنسيتين الفرنسية والإيطالية وجاب أوروبا شرقاً وغرباً. وحكى عن طريقة تنظيم فرنسا للإعلام فيها. وأقوله لك عزيزى القارى ببساطة شديدة: «الناس دى متقدمة علينا لسبب: وهى أنها تضع المبدأ العام فوق المصلحة الجزئية والمصلحة العامة فوق المصالح الشخصية». أخشى مما فهمته من كلام السيسى ومن كلام بعض الإعلاميين أن هناك مواجهة مقبلة. نقلاً عن جريدة "الوطن"

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

السيسى والإعلام السيسى والإعلام



GMT 09:41 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

ليس آيزنهاور

GMT 09:40 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

والآن الهزيمة!

GMT 09:38 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

مسؤولية تأخر قيام دولة فلسطينية

GMT 09:37 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

... عن «الممانعة» و«الممانعة المضادّة»!

GMT 09:36 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

واشنطن... وأرخبيل ترمب القادم

GMT 09:35 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

الفكرة «الترمبية»

GMT 09:33 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

فريق ترامب؟!

GMT 09:32 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

مفاجأة رائعة وسارة!

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمان ـ مصر اليوم

GMT 09:09 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

تجديد جذّري في إطلالات نجوى كرم يثير الجدل والإعجاب
  مصر اليوم - تجديد جذّري في إطلالات نجوى كرم يثير الجدل والإعجاب

GMT 08:58 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة
  مصر اليوم - وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة

GMT 23:13 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

بايدن يعلن التوصل إلى إتفاق وقف النار بين لبنان وإسرائيل
  مصر اليوم - بايدن يعلن التوصل إلى إتفاق وقف النار بين لبنان وإسرائيل

GMT 08:53 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض

GMT 09:29 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

طهران ترحب بوقف إطلاق النار في لبنان
  مصر اليوم - طهران ترحب بوقف إطلاق النار في لبنان

GMT 09:31 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 04:48 2019 الإثنين ,08 إبريل / نيسان

أصالة تحيى حفلا في السعودية للمرة الثانية

GMT 06:40 2018 الأحد ,23 كانون الأول / ديسمبر

محشي البصل على الطريقة السعودية

GMT 04:29 2018 الخميس ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

روجينا تكشّف حقيقة مشاركتها في الجزء الثالث من "كلبش"

GMT 19:36 2018 الأحد ,22 إبريل / نيسان

تقنية الفيديو تنصف إيكاردي نجم إنتر ميلان
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon