معتز بالله عبد الفتاح
ثورة لم تكتمل ودولة لم تنهَر، الثورة التى لم تكتمل لها مرشح، والدولة التى لم تنهَر لها مرشح.
الثورة، أو ما نسميه إعلامياً وشعبياً وسياسياً ثورة، وقفت عند حد الاحتجاج ولم تقدم لا رؤية ولا قيادة ولا تنظيماً. هى فقط حالة ثورية دون قيادة ثورية أو تنظيم ثورى أو رؤية ثورية.
الدولة، أو ما نسميه إعلامياً وشعبياً وسياسياً دولة، هى تاريخ طويل من آليات الضبط السياسى والاجتماعى والاقتصادى التى تنجح أحياناً، بالبطش والقمع، أو تفشل أحياناً بفعل التراخى والفساد، أو تجمع بينهما عبر الاستبداد والفساد. ولا ننسى أنها، أى «الدولة»، أنتجت كياناً مهولاً اسمه البيروقراطية المصرية بسبعة ملايين موظف يعولون ثلاثة أمثالهم، بما يعنى أنهم وحدهم يصلون إلى نحو ثلث المجتمع.
السيد حمدين صباحى، عند قطاع من المجتمع، يعبر عما تبقّى من الثورة، لأنه نزل الميدان قبل أن يوجد ميدان، ووقف مطالباً بما طالب به الثوار قبل أن يكون هناك ثوار، لكنه، ككل الثوار، كانوا رومانسيين، أخذهم الحلم بعيداً عن الواقع. وكما يقول هنرى كيسنجر: «الشعراء لا يصلحون للمناصب السياسية، قد نستعين بكلماتهم فى خطبنا أو فى المقابلات التليفزيونية، بضاعة الشعراء هى الرومانسية وصناعة الحلم، وهى بضاعة تبور سريعاً أمام مطالب الناس بحياة أفضل».
السيد عبدالفتاح السيسى، عند قطاع من المجتمع، يعبر عما تبقّى من الدولة، لأنه وقف على قمة أهم مؤسساتها، ودافع عنها أمام محاولة أخونتها والتعامل باستخفاف مع ملفاتها الأمنية، سواء باسم تنمية سيناء أو «إقليم» قناة السويس أو السيطرة على مفاصلها. دولة الإخوان كانت إما دولة لا يوجد فيها إلا هم ومن يناصرونهم ممن «يسمعون الكلام»، على حد تعبير أحد القيادات، الذى كان يبحث عن وزراء للانضمام لحكومة الدكتور هشام قنديل.
الرئيس الأنجح لمصر هو الذى يحدث الزواج الشرعى بين بقايا الدولة وبقايا الثورة، يأخذ مطالب الثورة، التى هى فى مجملها مشروعة، إلى أهم مطلب لم يطالب به الثوار، بالإضافة إلى العيش والحرية والعدالة والكرامة، وهو مطلب «دولة ديمقراطية مستقلة ومستقرة قادرة على أن تلبى هذه المطالب».
لذا أتمنى على الرجلين: «السيسى» و«صباحى»، ألا يرتكبا من الخطايا فى مرحلة التنافس الانتخابى ما يجعل التعاون بينهما فى المستقبل مستحيلاً، سأكرر العبارة عدة مرات، وعلى من يعمل معهما أن ينقل لهما هذه العبارة:
أتمنى على الرجلين: «السيسى» و«صباحى»، ألا يرتكبا من الخطايا فى مرحلة التنافس الانتخابى ما يجعل التعاون بينهما فى المستقبل مستحيلاً.
أتمنى على الرجلين: «السيسى» و«صباحى»، ألا يرتكبا من الخطايا فى مرحلة التنافس الانتخابى ما يجعل التعاون بينهما فى المستقبل مستحيلاً.
أتمنى على الرجلين: «السيسى» و«صباحى»، ألا يرتكبا من الخطايا فى مرحلة التنافس الانتخابى ما يجعل التعاون بينهما فى المستقبل مستحيلاً.
أتمنى على الرجلين: «السيسى» و«صباحى»، ألا يرتكبا من الخطايا فى مرحلة التنافس الانتخابى ما يجعل التعاون بينهما فى المستقبل مستحيلاً.
بقايا الدولة لن تحمل مجتمعاً فيه بذور الثورة، وبقايا الثورة لن تقوى على إصلاح دولة عشعش فيها الفساد.
أنا خلصت، اشتمونى بقى.