توقيت القاهرة المحلي 10:17:57 آخر تحديث
  مصر اليوم -

من خف عقله.. تعبت رجلاه

  مصر اليوم -

من خف عقله تعبت رجلاه

معتز بالله عبد الفتاح

«يا محمد يا جميل، كيف حالك؟» سألت صديقى محمد الميكانيكى. «زهقان آخر زهق، بقالى 5 ساعات بلف فى البلد علشان أجيب موافقة علشان أجدد رخصة الورشة. لففونى من موظف لموظف ومن مكتب لمكتب وفى الآخر لقيت نفسى رجعت لنفس الموظف الأولانى خالص علشان يخلّص لى الورقة. عارف ليه؟ لم ينظر إلى الورق بتاعى فى الأول، فافتكرنى بأقدم على رخصة ورشة جديدة مع إنى فقط كنت أجدد الرخصة القديمة» قال صديقى وهو حزين. قلت له: طيب ما هذا هو حال مصر كلها. نحن لدينا نخب سياسية شبه الموظف اللى حضرتك بتقول عليه ده؛ نخبة تجيد إضاعة الفرص والبكاء على اللبن المسكوب وتحميل الآخرين مسئولية أخطائها، ثم نكتشف أننا دفعنا ثمناً باهظاً فى ما كان يمكن أن نحققه بتكلفة أقل، لو أننا كنا خططنا خطواتنا. دارسو الإدارة يقولون: التفكير قبل الفعل تخطيط؛ والتفكير بعد الفعل تبرير أو عويل. ونحن أساتذة فى التفكير بعد الفعل. وعلى رأى المثل: «من خف عقله تعبت رجلاه». نحن مجتمع لديه نخبة بعض عقلها خفيف ولا تعرف كيف تخطط لنفسها وتعمل الحاجة بعد ما تكون تكلفتها ارتفعت جداً. خذ أى قضية كبيرة تكتشف أننا مجتمع خف عقله فتعبت رجلاه فعلاً. مثلاً البعض رفض تعديلات دستور 1971 فى 19 مارس 2011 بحجة أن دستور 1971 «لا يمكن ترقيعه وأنه سقط بسقوط النظام، ولا يمكن أن نبنى النظام الجديد على القديم». ثم يأتى منهم من يقول إنه معترض على الدستور الجديد ويطالب بعودة الدستور «الساقط المرقّع» كى يكون دستوراً لفترة انتقالية لمدة سنتين لحين كتابة دستور جديد. سبحان الله، هذه كانت فكرة تعديلات دستور 1971. طيب ما كان من الأول: لكن من خف عقله تعبت رجلاه. خذ كمان قضية «يسقط يسقط حكم العسكر» وهو الشعار الذى يرفعه البعض مع أنهم فعلوا كل ما فى جهدكم حتى نصل فى النهاية إلى النتيجة التى نحن فيها الآن. فيه حد فى الدنيا، فى الدنيا كلها، يجيله مجلس عسكرى بعد ثورة يناير مباشرة بيقوله أنا ماشى خلال ست شهور ويتحايلوا عليه علشان يطول أكثر، ولما يطول يقولوا له: «يسقط يسقط حكم العسكر». سبحان الله! وبالمناسبة هذه كان من يدافع عن قرار المجلس العسكرى بالرحيل عن السلطة يتهم بأنه يفعل ذلك من أجل «الإخوان» يحكمون البلد. طيب يا عم الشيخ ويا جناب الهانم، ما كان الإخوان بيقولوا مش هنرشح حد للرئاسة وهننزل فقط على ثلث المقاعد. وقال ساعتها المهندس خيرت الشاطر فى أكثر من مناسبة إنه لا يريد أن تتكرر مشكلة جبهة الإنقاذ فى الجزائر أو مشكلة حماس فى غزة. ولا استغلوا الفرصة ولا أحسنوا إدارة المشهد، مما جعل الناس لا تفكر إلا فى أن يحكمها شخص له خلفية عسكرية. «طيب وبعدين يا زعيم، هنعمل إيه؟» سألنى صديقى. لازم من نخبة جديدة تتميز بخمس صفات: أولاً، تعرف كيف تكسب القضية دون أن تخسر منافسيها. نخبة لا تحب ولا تكره مثل طلبة المدرسة الثانوى، نخبة تختلف وتتفق. ثانياً، نخبة قادرة على الحوار مع الذات ومع الآخرين، مع المنتمين لنفس الفصيل الأيديولوجى ومع المنتمين للفصيل الأيديولوجى الآخر بدون استدعاء الكبرياء الغاضب على الآخرين والغاصب لمفهوم الحقيقة المطلقة ومعانى الفضيلة المطلقة. ثالثاً، نخبة لديها نصيب من النجاح فى مجالاتها غير السياسية، نخبة وراءها قصص نجاح فى بناء شركات قطاع خاص قوية أو مؤسسات مجتمع مدنى متميزة؛ وبهذا ستتوفر لهم خبرة النجاح الدافعة لمزيد من النجاح وسيكون لهم القدرة على العمل الجماعى، وهى ضرورة فى مواجهة التحديات التى نواجهها. رابعاً، نخبة متواصلة مع العالم الخارجى، لأن كتالوج التقدم فى الكون تمت كتابته، ولكننا نحن الذين لا نجيد أو لا نريد قراءته. خامساً، أن تكون تعرف تقول: «آسف» حين تخطئ. ساعتها سيحكمنا من ثقل عقله وحتى لو تعبت رجلاه، فهو تعب فى الاتجاه الصحيح. نقلاً عن "الوطن"

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

من خف عقله تعبت رجلاه من خف عقله تعبت رجلاه



GMT 09:41 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

ليس آيزنهاور

GMT 09:40 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

والآن الهزيمة!

GMT 09:38 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

مسؤولية تأخر قيام دولة فلسطينية

GMT 09:37 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

... عن «الممانعة» و«الممانعة المضادّة»!

GMT 09:36 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

واشنطن... وأرخبيل ترمب القادم

GMT 09:35 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

الفكرة «الترمبية»

GMT 09:33 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

فريق ترامب؟!

GMT 09:32 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

مفاجأة رائعة وسارة!

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمان ـ مصر اليوم

GMT 09:09 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

تجديد جذّري في إطلالات نجوى كرم يثير الجدل والإعجاب
  مصر اليوم - تجديد جذّري في إطلالات نجوى كرم يثير الجدل والإعجاب

GMT 08:58 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة
  مصر اليوم - وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة

GMT 23:13 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

بايدن يعلن التوصل إلى إتفاق وقف النار بين لبنان وإسرائيل
  مصر اليوم - بايدن يعلن التوصل إلى إتفاق وقف النار بين لبنان وإسرائيل

GMT 08:53 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض

GMT 09:29 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

طهران ترحب بوقف إطلاق النار في لبنان
  مصر اليوم - طهران ترحب بوقف إطلاق النار في لبنان

GMT 09:31 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 04:48 2019 الإثنين ,08 إبريل / نيسان

أصالة تحيى حفلا في السعودية للمرة الثانية

GMT 06:40 2018 الأحد ,23 كانون الأول / ديسمبر

محشي البصل على الطريقة السعودية

GMT 04:29 2018 الخميس ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

روجينا تكشّف حقيقة مشاركتها في الجزء الثالث من "كلبش"

GMT 19:36 2018 الأحد ,22 إبريل / نيسان

تقنية الفيديو تنصف إيكاردي نجم إنتر ميلان
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon